من الحصافة أن نتأمل الروايات القديمة للشعر والقصص والحكايات العربية التي تواترت بالسماع ولم يتم تدوينها إلا مؤخراً.. وستجد الكثير مما لا يستقيم مع السياق وخصوصاً في الشعر والأخبار.. لأن الرواة ما عدا في الحديث الشريف لم يلتزموا الدقة.. فترى البيت أو القصيدة منسوبة لشاعر في كتاب ما ثم ترى القصيدة نفسها منسوبة لآخر في كتاب غيره ومن ذلك البيت الذي يردده الصوفيون وأهل الطرق ويقول البيت أو البيتان. فليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب هناك من ينسب البيتين مرة إلى رابعة العدوية وأخرى إلى عمر بن الفارض وثالثه إلى الإمام الشافعي رحمهم الله جميعاً.. ولكن الرواية التي أميل إليها هي نسبة البيتين إلى أبي الطيب المتنبي.. وأن هذين البيتين لم يقالا في التصوف أو عن علاقة الإنسان بربه وإنما هما بيتان مدح بهما المتنبي سيف الدولة الحمداني.. وهناك الكثير من هذا الخلط.. ولعلنا نستطيع إلقاء الضوء عليه. شمسة - العين