اضطرت قوات مكافحة الشغب الأوكرانية اليوم الأربعاء للعدول عن طرد آلاف المتظاهرين المطالبين بالتقارب مع أوروبا من وسط كييف. وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا ازاروف، الذي كان يعقد اجتماعا في نفس الوقت لمجلس الوزراء من جهته، أن عمليات الشرطة كان هدفها فقط فتح الطرقات العامة التي تسدها الثلوج. وأكد أن الانضمام إلى الاتحاد الجمركي الذي ترأسه روسيا ليس مدرجا على جدول أعمال لقاء مقرر بين الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال "أريد أن أستبق التكهنات من الآن. لن تكون هناك مناقشات حول الاتحاد الجمركي والحكومة لا تعد أي وثيقة". وأضاف "نقترح تسوية مسألة مساعدة مالية لأوكرانيا. حددنا مبلغا تقريبيا قدره 20 مليار يورو". وقال "نحن لا نتحدث عن مساعدة مهدورة من الميزانية الأوروبية. نحن واقعيون نقترح على الاتحاد الأوروبي المشاركة في استثمارات في مشاريع مشتركة مربحة مثل توسيع وتحديث ممرات النقل"، في إشارة واضحة إلى أنابيب الغاز التي تمر في البلاد. وتابع آزاروف ان "الحكومة تؤيد أيضا توقيع هذا الاتفاق بسرعة لكننا نريد تقليل الخسائر لاقتصادنا". وفي ساحة الاستقلال التي أخلاها آلاف عناصر مكافحة الشغب بعدما حاولوا استعادتها من المتظاهرين ليلا، كانت المعارضة تحتفل بالنصر. وقال أحد قادة المعارضة ارسيني ياتسينيوك "هنا يصنع مصير أوكرانيا". وقال زعيم حزب "اودار"، بطل الملاكمة فيتالي كليتشكو "السلطة تخالف الأوكرانيين". وفي ساحة الاستقلال، التقى المتظاهرون مساعدة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند التي وصلت إلى كييف الثلاثاء في محاولة القيام بوساطة بعدما زارت موسكو. ونددت الولايات المتحدة بتفريق المتظاهرين وعبر الاتحاد الأوروبي عن "حزنه". وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون التي وصلت إلى كييف الثلاثاء أيضا، زارت ساحة الاستقلال في اليوم نفسه بعدما التقت الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وعاد عناصر قوات مكافحة الشغب إلى الحافلات وغادروا الساحة التي احتلوا حوالى ثلثها قبل أن يضطروا للانسحاب أمام تدفق آلاف المتظاهرين. وكان مئات العناصر من شرطة مكافحة الشغب الأوكرانية قاموا فجر الأربعاء بتفريق المتظاهرين بالقوة في ساحة الاستقلال. وتوافد أكثر من 10 آلاف شخص صباح اليوم الأربعاء إلى ساحة الاستقلال على رغم هجوم الشرطة الأوكرانية التي أزالت قبل ساعات قليلة العوائق الموضوعة من جانب المعارضة المؤيدة للاتحاد الأوروبي. وتشكل ساحة الاستقلال مركز حركة الاحتجاج التي بدأت إثر رفض الرئيس الأوكراني توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر. وفجر الأربعاء، بدأت الشرطة بإزالة العوائق الموضوعة من جانب المتظاهرين في ساحة الاستقلال في كييف وقامت بالسيطرة تدريجيا على المكان. وبدأ عناصر شرطة مكافحة الشغب الذين تجمعوا بالمئات على تخوم المنطقة، بتفريق المتظاهرين مستعينين بدروعهم. وقام الشرطيون، مستندين إلى قرار قضائي ومطالبين المتظاهرين بالتزام الهدوء، باجتياز العوائق الموضوعة في أنحاء عدة في الساحة التي تحتل موقعا مركزيا في الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد.