"قطار الاتحاد الأوروبي يصل آسيا".. ''إن عقد الاتفاقيات التجارية مع الهند، وكوريا الجنوبية، ومع عدد من الدول الآسيوية سيُتيح الفرصة لفتح أسواق جديدة للأعمال الأوروبية، كما سيمثل دفعة قوية للتجارة العالمية''· هذا ما أكد بيتره ماندلسون مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي· وكان الاتحاد قد بدأ مؤخرا مفاوضات جادة لتوقيع معاهدات واتفاقيات للتجارة الحرة مع الهند، وكوريا الجنوبية، ومع اتحاد الدول جنوب شرق آسيويا ''آسيان''· ومن شأن الاتفاقيات التجارية تلك أن تساهم في زيادة صادرات الاتحاد الأوروبي بحوالي 40 مليار يورو، أو ما يعادل 54,2 مليار دولار أميركي سنوياً، وفقاً لأرقام المفوضية الأوروبية، التي تفاوض لصالح الدول الأوروبية الأعضاء في الاتحاد وهي سبع وعشرين دولة· ومثل تلك الاتفاقيات التجارية، التي تقضي بزيادة الصادرات الأوروبية الى الهند، أو الخدمات المالية لكوريا الجنوبية، قد تعمل على توسيع كتلة التجارة العالمية بنسبة 3,23 في المائة، كما أشارت المفوضية الأوروبية، كما أنها ستساهم في إضافة ما يقارب 0,13 في المائة الى إجمالي الناتج المحلي للمنطقة· الجدير بالذكر أن قيمة صادرات الاتحاد الأوروبي في عام 2005 بلغت 1,3 تريليون يورو· ليس هذا فحسب، بل يسعى الاتحاد الأوروبي كذلك الى ضمان حصته ومشاركته في أسواق آسيوية قوية أخرى، مثل الهند والصين واليابان· ومما تجدر الاشارة إليه أن الاتحاد الأوروبي لا يملك في الوقت الحالي أي معاهدات للتجارة الحرة في المنطقة· وقد أشار وزراء دول الاتحاد الأوروبي إلى أن اتفاقيات ومعاهدات التجارة العالمية قد حظيت بالأولوية فيما يتعلق بهذا الخصوص· لكن وبعد انهيار المفاوضات التجارية في منظمة التجارة العالمية في شهر يوليو الماضي، قام الاتحاد الأوروبي بوضع استراتيجية تتضمن معاهدات ومواثيق تجارية إقليمية· وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق بالفعل على المحادثات مع دول أميركا الوسطى، والدول الأميركية اللاتينية الأخرى بهدف توسيع الخيارات التجارية أمام الاتحاد الأوروبي· وتستهدف المفاوضات مع الدول الآسيوية التوصل الى جيل جديد من الاتفاقيات والعقود التجارية التي تتضمن فتح باب تجارة السلع والبضائع والخدمات، بالإضافة الى الاستثمار، وكذلك القضاء على عدد من العوائق والعقبات ذات الصلة بالمعايير التقنية، وحصص الواردات· وأكد مسؤولون أوروبيون أن المحادثات مع عدد من الدول الآسيوية، مثل بروناي وإندونيسيا، وكمبوديا وماليزيا والفلبين، وسنغافورة وتايلاند وفيتنام، ستكون رهناً بمطابقة تلك الدول والتزامها بمقاييس ومعايير حقوق الإنسان· الجدير ذكره، أنه في عام ،2005 سَجّل الاتحاد الأوروبي عجزاً تجارياً بقيمة 26 مليار يورو مع الدول الأعضاء في رابطة أمم جنوب شرق آسيا ''آسيان''، وعجزاً تجارياً بقيمة 13,2 مليار يورو مع كوريا الجنوبية، ومليار يورو مع دول أميركا الوسطى مثل كوستاريكا، جواتيمالا، السلفادور، وبنما، ونيكاراجوا· من ناحية أخرى، سَجّل الاتحاد الأوروبي، الذي يشتري ما يزيد على خُمْس الصادرات الهندية، فائضاً تجارياً بلغت قيمته حوالي 2,2 مليار يورو مع الهند في عام ·2005 ''هيرالد تريبيون''