أبوظبي (وام)- وجه صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان كلمة عبر مجلة «درع الوطن»، بمناسبة اليوم الوطني الحادي والأربعين فيما يلي نصها: يطيب لي بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لتأسيس دولة الإمارات أن أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وإخواني أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، وإلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأولياء العهود وشعب الإمارات الكريم. هذا يوم مجيد ولحظة فارقة في تاريخنا المعاصر ففيه توحدت الكلمة وانعقدت إرادة قادة رواد آمنوا بأن إنشاء كيان اتحادي يحتضن وطناً واحداً، هو السبيل لنيل العزة والكرامة للوطن والمواطن في عصر لا تصمد فيه سوى الكيانات الكبيرة ولا يصغى فيه إلا للأقوياء. وإن مما لا شك فيه أن ما حققته دولة الإمارات من مكانة مرموقة في يومنا هذا لهو خير شاهد على صحة الأسس والثوابت التي قامت عليها الدولة، وعلى حكمة وبصيرة زايد المؤسس رحمه الله، وإخوانه الذين أدركوا جسامة المسؤولية وحملوا على عاتقهم أمانة إرساء دعائم دولة عصرية حديثة. ففي الوقت الذي تتخطف فيه العالم من حولنا الاضطرابات والمشاكل تمر علينا مناسبة اليوم الوطني الحادي والأربعين، ونحن في دولة الإمارات بفضل من الله أولاً ثم بالرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة وتفانيها في خدمة الوطن والمواطنين، وبتعاون الجميع مؤسسات وأفراداً، ننعم بالخير والأمان والاستقرار وماضون بعونه تعالى في تعميق مسيرة التقدم والرخاء وإعلاء راية الاتحاد وتمتين أركانه، ومضاعفة الإنجازات والتمكين للمواطن الذي هو عماد التنمية وغايتها وتسليحه بالعلم والمعرفة، فهو من منظور قيادتنا الحكيمة أهل ومؤتمن على تحمل مسؤولية الارتقاء بمنجزات حاضر نعتز به وبناء مستقبل أفضل نعمل له. إن ما أورثنا إياه الشيخ زايد والآباء المؤسسون رحمهم الله، من إرث حضاري فريد ودولة يشار إليها بالبنان ما كان له أن يتحقق لولا توفيق الله أولا ثم حكمة ونفاذ بصيرة أولئك القادة الذين حولوا شتات مجتمع قسمته الأحداث على مدى سنين عديدة، إلى دولة حضارية. فلقد كان صاحب السمو الشيخ خليفة حفظه الله، وكما عهدناه دائماً وفياً للأمانة مخلصاً لوطنه وشعبه، حريصاً على حفظ إرث زايد وإخوانه ولهذا قطعت الدولة تحت قيادته أشواطاً بعيدة على صعيد النهضة المتكاملة، وعنيت بتنويع وتطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة كالصناعة والخدمات المالية المصرفية والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والطاقة المتجددة، وذلك بغية تنويع مصادر الدخل القومي وتقليل الاعتماد على البترول والغاز الخام في تمويل ميزانية الدولة. كما أن الدولة وعلى صعيد آخر أولت اهتماماً كبيراً لقطاعات التعليم والصحة والإسكان، وتوسيع نطاق الخدمات المتطورة والمشاريع التنموية والخدمية الهادفة إلى الارتقاء برفاهية العيش وجودة الحياة، والتفتت إلى طموحات الشباب الذين حظوا بنصيب وافر عبر صناديق دعم مشاريع الشباب، وعلى رأسها صندوق الشيخ خليفة لتطوير المشاريع. ومن باب حرص القيادة الحكيمة ممثلة في رئيس الدولة حفظه الله، على هوية الوطن وقيمه وتطلعات أبنائه جاءت استجابتها سريعة لنداءات تعزيز وحماية الهوية الوطنية، فوجه سموه باعتماد عام 2008 عاماً للهوية الوطنية لكونها التعبير الشامل عن وجودنا وقيمنا ولغتنا الوطنية، على أن يترجم ذلك عبر برامج وطنية تعمق وترسخ في وجدان أبنائنا قيم الانتماء والمواطنة. أما في مجال المشاركة السياسية، فقد اهتمت الدولة بتلبية طموحات المواطنين فدعمت أسس الشورى وعمقت خيار ثقافة المشاركة، وطورت ممارستها عبر انتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي ابتداء من عام 2006. وفي مجال المساعدات الإنسانية والعمل التطوعي، فإن الدولة تسير وفق النهج الذي رسمه لها الشيخ زايد طيب الله ثراه، حيث يتواصل العطاء ومد جسور التعاون الإنساني مع الشعوب كافة، بإشراف مباشر من رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله. ولقد سخرت الدولة طاقات هيئاتها ومؤسساتها الخيرية وعلى رأسها مؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي، بحيث تمتد يد العون لتشمل شتى بقاع العالم، بصرف النظر عن اعتبارات الموقع الجغرافي أو المعتقد الديني أو العرق، وذلك انطلاقاً من البعد الإنساني لقيادة الدولة وإيمانها الراسخ بالقيم الإسلامية واستشعارها لمسؤوليتها الإنسانية، تجاه المحتاجين والمنكوبين على مستوى العالم أجمع. أما على صعيد السياسة الخارجية، فقد صدرت سياسة الدولة عن أسس ومبادئ ثابتة قوامها مناصرة قضايا الحق والعدل والمحافظة على السلم والأمن الدوليين، وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ومراعاة حسن الجوار واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية واحترام خيارات الشعوب والحرص على مد جسور التعاون، والإسهام الفاعل في كل ما من شأنه خدمة مصالح أمتنا العربية والإسلامية ونصرة قضايانا العربية في المحافل الدولية. وختاماً، فبالرغم من أن العقود التي سلفت من عمر الدولة كانت حافلة بإنجازات، هي أهل للفخر والاعتزاز، فإننا على يقين بأن سقف تطلعاتنا وطموحاتنا المشروعة الذي لا حد له مرهون بالعمل الدؤوب الذي لا يعرف الكلل وبتآزرنا قيادة وشعباً للتصدي للتحديات، وتجاوز العقبات وبناء الغد المشرق الذي نتطلع إليه، وهذا ما نجدد عليه البيعة لرئيس الدولة وللقيادة الرشيدة في هذا اليوم المجيد من ذكرى تأسيس الدولة.