(أبوظبي) - تستثمر نحو 30 شركة جديدة 18,36 مليار درهم «5 مليارات دولار» في منطقة خليفة الصناعية أبوظبي «كيزاد»، على مساحة مليون متر مربع، خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، بحسب خالد سالمين، نائب الرئيس التنفيذي للمناطق الصناعية في شركة أبوظبي للموانئ. وقال سالمين في مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر “كيزاد” بمنطقة الطويلة للإعلان عن باكورة المصانع التي تم التوقيع معها، إن الصناعات التحويلية التي ستتم إقامتها في منطقة خليفة الصناعية، ستلبي أفضل المقاييس العالمية في مجال إنتاج سلع نوعية، تتوافق مع احتياجات الشركات العالمية العملاقة في كافة الأسواق. وأوضح سالمين أن «كيزاد» أبرمت أمس عقد مساطحة طويل المدى مع “ تالكس”، شركة الطويلة لسحب الألومنيوم، وذلك لإقامة مصنع يستخدم الألمنيوم السائل، باستثمار تبلغ قيمته 735 مليون درهم. وبين أن المصنع الجديد المتوقع بدء أعمال الإنشاء فيه مطلع العام المقبل، سيستهلك نحو 50 ألف طن سنويا من الألمنيوم السائل الذي ستمده به شركة “ايمال”. وبين أن المصنع الجديد سينتج أجزاء لشركتي “رانج روفر” و“نيسان” لصناعة السيارات، ومنتجات أخرى. وأشار إلى أنه بموجب الاتفاقية التي تعد إضافة مميزة لمجمع الألمنيوم الذي يحتضن إلى جانب تالكس شركة الإمارات للألمنيوم «ايمال»- المستأجر الرئيسي في هذا المجمع، تم منح شركة “تالكس” مساحة تبلغ 200 ألف متر مربع في إحدى أكبر المناطق الصناعية في العالم. وأوضح سالمين أن الاستثمارات الجديدة لنحو 30 مصنعا خلال العامين المقبلين سترفع المساحة المشغولة من منطقة خليفة الصناعية إلى نحو 7 ملايين متر مربع . وقال سالمين إنه سيعلن بشكل متتالي عن المصانع الجديدة، حسب مواعيد إنجاز الاتفاقيات النهائية معها، وأن نحو 5 إلى 6 مصانع سيتم الإعلان عنها خلال الشهرين المقبلين. ولفت إلى أن الصناعات المنتظر الإعلان عنها في المرحلة المقبلة ، تتوزع على قطاع واسع من المنتجات عالية الجودة مثل الصناعات الدوائية وصناعات الزجاج ذي النوعية الخاصة ومصانع التكنولوجيا النظيفة، بالإضافة إلى صناعات الألمنيوم والحديد، وغيرها من الصناعات التحويلية التي ستلبي احتياجات الكثير من الشركات العالمية الكبرى. وأوضح أن غالبية المستثمرين في هذه المصانع هم من المواطنين إما كشريك أو كمالك للمشروع بالكامل. وأشار إلى أن الشركاء الأجانب غالبا هم من الصين والهند وكوريا الجنوبية وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة. وبين أن “كيزاد” وقعت اتفاقيات مع 4 بنوك حتى الآن هي بنك أبوظبي الوطني وبنك الـ “إتش، اس ، بي ، سي “ و“سيتي بنك”، وبنك برودا الهندي ، بهدف مساعدة المستثمرين على الحصول على التمويل اللازم للمشاريعهم في منطقة خليفة الصناعية. وأكد أن عقود المساطحة التي توقعها “كيزاد” مع المستثمرين يتم تسجيلها في البلدية بأبوظبي، وأنها تمنح المستثمر الحق لرهن الأرض والمصنع أو استعماله كضمان للحصول على التمويل اللازم من البنوك. وأشار إلى أنه تم إنجاز نحو 78% من كامل أعمال تجهيز وتأهيل المرحلة الأولى من منطقة خليفة الصناعية “كيزاد” للاستثمار، بما في ذلك أعمال بناء البنى الأساسية من الطرق والكهرباء والمياه وخدمات الاتصالات وغيرها. كما لفت إلى أنه تم إنجاز نحو 90% من أعمال ميناء خليفة في الطويلة، وإنه ينتظر الانتهاء من كافة الأعمال في الميناء الذي تبدأ طاقته بمليوني حاوية، في الربع الأخير من عام 2012، وأن الحاويات ستنقل من ميناء زايد في أبوظبي إلى ميناء خليفة في غضون 6 أشهر عقب ذلك ، أي حتى نهاية الربع الثاني من 2013. وأشار إلى أنه تم إنجاز نحو 86% من كامل الأعمال في الميناء والمدينة الصناعية بمنطقة الطويلة معا، وأن كافة الأعمال تسير وفقا للبرنامج الزمني المقرر لها، دون تأخير. وبين سالمين أنه بالتوازي مع ذلك ستوقع “كيزاد” مطلع العام المقبل، اتفاقية مع أحد المطورين المحليين للبدء بإنشاء مدينة سكن عمالية في المناطق المخصصة لها هناك ، لخدمة المصانع والشركات التي ستبدأ الاستثمار خلال المرحلة المقبلة. وتعد شركة “تالكس” نتاجاً لشراكة استراتيجية بين شركة “أدبيك”، شركة أبوظبي للصناعات الأساسية، وشركة الخليج للسحب. ومن المتوقع أن تستهل عملياتها في كيزاد في الربع الأخير من العام 2013، وذلك لإنتاج منتجات السحب عالية الجودة لأسواق السيارات ذات الاحتياجات الخاصة. وتعتبر “تالكس“، أول مستثمر للمنتجات المتوسطة في مجمع الألومنيوم في “كيزاد”، وستستفيد من تواجد شركة “ايمال” في مجمع الألمنيوم لتوفير الألومنيوم المصهور ونقله عبر الطريق المخصص له، لتزود العملاء بمنتجات السيارات العالية الجودة فضلاً عن تعزيز التنافسية. من جهته، قال جمال سالم الظاهري، رئيس مجلس إدارة شركة تالكس، في بيان صحفي إن إبرام عقد المساطحة مع شركة أبوظبي للموانئ خطوة أولى في مسيرتنا لترجمة توجيهات القيادة الرشيدة لدعم القطاع الصناعي وخلق فرص عمل للمواطنين ذات مستوى عال. وأضاف: أن الشراكة بين أدبيك والخليج لسحب الألمنيوم ستضع دولة الإمارات في طليعة الدول المنتجة لمقاطع الألمنيوم المسحوب، وتعمل على توفير المواد اللازمة لتطوير الصناعات التحويلية وخلق التجمعات الصناعية المتكاملة التي تؤدي إلى النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل في أبوظبي وفقاً لرؤية أبوظبي 2030 . ويسهل الطريق المخصّص لنقل الألمنيوم المصهور عملية نقل الألمنيوم المصهور من المصاهر إلى منتجي المنتجات الخفيفة في هيئة سائلة، الأمر الذي سيقلل من نسبة تكاليف النقل بشكل كبير والأثر البيئي السلبي، وتوفير طاقة تعادل استخدام 160,000 منزل. ومن خلال المكانة الرائدة لمصهر شركة ايمال، والذي يتوقع له أن يصبح أكبر المصاهر ذات الموقع الواحد في العالم، سيتم تصنيع المنتجات الخفيفة في ظل هذه الاتفاقية بنظام عمودي متكامل، والذي يقدم عملية سلسة لمنتجي المنتجات الرئيسية وصولاً إلى الخفيفة. ومن المنتجات النهائية التي سيتم تصنيعها ضمن اتفاقية تالكس منتجات النقل والمنتجات الصناعية والإلكترونية ومعدات الطاقة الشمسية ومعدات الطرق والمعدات المعمارية. من جهته، قال ماجد الغرير الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات الغرير والعضو المنتدب لشركة الخليج للسحب: نأمل بتوقيع اتفاقية المساطحة بين شركة أبوظبي للموانئ و شركة الطويلة لسحب الألمنيوم «تالكس « أن يتم البدء بالأعمال المدنية في النصف الثاني من العام القادم. وأضاف: أن هذا المشروع المشترك ما بين شركة الخليج للسحب وشركة أبوظبي للصناعات الأساسية هو خطوة أخرى لتعزيز مكانتنا كلاعب إقليمي رئيسي في مجال صناعة سحب الألمنيوم، مشيراً إلى أن موقع شركة الطويلة لسحب الألمنيوم في مدينة خليفة الصناعية يعتبر موقع مهم و استراتيجي من حيث قرب الشركة من مورد المواد الخام الرئيسية لسبائك الألمنيوم (شركة ايمال). إلى ذلك تم أمس افتتاح مركز الزوار الجديد في الطويلة والذي يمنح العملاء والزوار تجربة تفاعلية تمكنهم من الحصول على رؤية مستقبلية لما ستكون عليه منطقة خليفة الصناعية حين اكتمالها وما ستوفره لهم من خدمات ودعم وطريقة عملها وكيفية مساهمتها في تحقيق التنويع الاقتصادي للإمارة. وأكد سالمين أن المركز يقدم خدمات عديدة ويعمل وفقا لنظام “النافذة الواحدة” حيث يقدم المستثمر معاملته ويقوم المركز بإنجازها بالكامل في ما يتعلق بالتعامل مع 17 جهة حكومية تقريبا، كما أن جميع الخدمات متاحة عبر الإنترنت. وتقع منطقة خليفة الصناعية «كيزاد» التي تبلغ مساحتها 417 كيلومتراً مربعاً، في منطقة الطويلة بين مدينتي أبوظبي ودبي. وتضم «كيزاد» إحدى أكثر موانئ العالم تطوراً، وتمتاز ببنية تحتية عالمية المستوى، مستفيدة من الشبكة المتعددة الوسائط الممتازة للنقل البحري والجوي والطرق والسكك الحديدية، الأمر الذي يتكفل بتحقيق وصول يسير من وإلى المنطقة الصناعية. وتشغل المرحلة الأولى من كيزاد، والتي تكتمل في الربع الأخير من عام 2012، مساحة 51 كيلو متراً مربعاً وبقيمة استثمارية تبلغ 26,5 مليار درهم (7,2 مليار دولار). وتعد «كيزاد» جزءا أساسيا من رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، والتي تسلط الضوء على تنويع الاقتصاد لتحقيق النمو المستدام مع اعتماد أقل على صناعات النفط والغاز. وستساهم كيزاد بنحو 15% من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي في أبوظبي بحلول العام 2030، بحسب الخطة المقررة لذلك.