أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن أجواء قمة الدوحة العربية الـ21 تحمل بوادر النجاح·· مشيراً سموه الى أن هذه القمة سيتخللها الكثير من المصارحة بهدف الوصول إلى مصالحة عربية شاملة في سبيل تحقيق التضامن العربي المنشود· وقال سموه في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية ''كونا'' وتلفزيون الكويت بعد انتهاء الجلسة الأولى من اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لاعتماد جدول أعمال للقمة العربية التي ستعقد غداً في الدوحة إن التباين في الرؤى بين الدول العربية في مختلف القضايا هو شيء طبيعي موضحاً أن تلك الاختلافات يتم الخروج منها بطريقة ترتيب وتنظيم وضبط الأمور المختلف عليها· ونبه سموه إلى أن عدم الوصول إلى حل لتلك الاختلافات من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقات العربية وكذلك إلى تضرر المواطن العربي· وفيما يتعلق باحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث والحلول العربية تجاهها، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إنه يوجد موقف عربي داعم بشكل كامل لتلك القضية مؤكداً أن رغبة الإمارات لم تتغير من أجل إنهاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث من خلال الحوار الثنائي أو عبر التحكيم الدولي ومحكمة العدل الدولية· وأعرب سموه عن أمله في هذا الصدد بأن ينظر الجانب الإيراني إلى الرغبة الإماراتية لحل قضية الجزر، وقال سموه ''إنه مطلب جدي إماراتي عربي وضروري''· وأكد سموه أن مطلب الإمارات قانوني وله شرعية قوية، قائلاً ''إذا كان الإيرانيون متأكدين من قوة موقفهم القانوني فلنذهب إلى محكمة العدل الدولية لكي تقرر من هو أولى بالسيادة على تلك الجزر''· وكان وزراء الخارجية العرب قد أقروا في اجتماعهم التحضيري للقمة العربية، مشروع قرار يطالب بإلغاء الإجراءات القضائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير ويدعو الدول العربية إلى عدم التجاوب مع هذه الإجراءات· وذكرت قطر التي تستضيف القمة، أن أمر الاعتقال الدولي الصادر بحق البشير سيتصدر جدول أعمال القمة التي قد يحضرها البشير على الرغم من صدور لائحة اتهام ضده بارتكاب جرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية· وقال وزير الخارجية القطري حمد بـــن جـــاسم آل ثاني إن القضية الفلسطينية وموقف السودان واتخاذ موقف بشأن المحكمة الدولية ستكون في صدارة القضايا التي تناقشها القمة· وقال مسؤولو الجامعة العربية في الدوحة إنه ليس من الواضح ما إذا كان البشير سيأتي للمشاركة في قمة الدوحة· وذكر رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية هشام يوسف أمس، أن قمة الدوحة ستبحث مقترحاً لعقد قمة خاصة في الخرطوم للتضامن مع السودان ورئيسه عمر البشير الملاحق دولياً· وذكر رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني أن الاجتماع الوزاري التحضيري اتفق على صيغة تضامنية مع السودان مبيناً أن تلك الصيغة ''ترفض قرار المحكمة الجنائية ولكن في نفس الوقت تطالب الخرطوم بإقامة نظام قضائي يمكن من خلاله محاكمة مرتكبي الجرائم في دارفور''· كما أقر الوزراء أمس مشروع قرار يجدد التمسك بمبادرة السلام العربية وانما مع التأكيد أن طرحها لن يستمر طويلاً، بحسب نص مشروع القرار· وأكد نص مشروع القرار ''التمسك بمبادرة السلام العربية كخيار استراتيجي عربي لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة''· وجاء في مشروع القرار أن هذا التمسك هو ''وفقاً للإطار السياسي الذي يقوم على أن مبادرة السلام المطروحة اليوم لن تبقى على الطاولة طويلاً، وأن استمرار الجانب العربي في طرح هذه المبادرة مرتبط بقبول إسرائيلي لها''· وكانت أصوات عربية ارتفعت خلال الحرب الإسرائيلية في غزة لسحب مبادرة السلام، فيما اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد حينها أن المبادرة ''ماتت''· تبنى الوزراء أيضاً مشروع قرار خاص بالملف الفلسطيني يرحب بالحوار بين الفلسطينيين ويؤكد على التمسك باحترام ''الشرعية الفلسطينية'' ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية· ويشدد مشروع القرار على أن ''قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، هي وحدة جغرافية واحدة لا تتجزأ لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على كافة الأراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية''· وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي ترأست بلاده الدورة العشرين للقمة العربية، أكد في كلمة افتتاحية باستمرار ''الاختلافات'' العربية الا انه اعتبر انه لابد من ''معالجتها في إطار آليات يتفق عليها لإدارة هذه الخلافات العربية وعدم السماح بتحولها إلى خلافات دائمة''· وأضاف ''لا نزال في بداية الطريق على أمل إنجاز مصالحة عربية شاملة''· من جهته قال وزير الخارجية القطري في كلمة افتتاحية بعد تسلــمه رئـــاسة المجلس الوزاري من نظيره السوري إن ''الظروف التي تمر بها الأمة العربية تدعونا الآن بأن نكون على قدر من المسؤولية بالعمل من أجل وحدة الصف''· واعتبر أن ''الأهداف والتحديات كبيرة والمخاطر كثيرة والشعوب العربية تنتظر منا أن تكون أقوالنا مقرونة بأفعالنا''· وتطرق إلى جدول أعمال القمة والذي وصفه بأنه ''مليء بالمواضيع والقضايا ذات الأهمية الخاصة والتي تشكل لنا جميعاً قلقاً بالغاً ''موضحاً أن الأمر يتعلق بالقضية الفلسطينية والوضع في السودان والموقف من المحكمة الجنائية والوضع في العراق والصومال· من جانبه استعرض معالي عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية في كلمته أمام الاجتماع، الأوضاع العربية الراهنة والتحديات التي تواجهها القمة العربية وقال إن هناك نبضات من العمل الجدي الذي جرى في إطار الجامعة العربية تحت الرئاسة السورية بينها النشاط الاقتصادي الذي تمثل في عقد القمة الاقتصادية في الكويت وعملية المصالحة الفلسطينية التي جرت في الشهور الأخيرة إلى جانب المبادرات السياسية التي اتخذتها الجامعة بشأن دارفور· وقد واصل المجلس الوزاري جلساته المغلقة مساء أمس لاستكمال جدول أعمال القمة ومشروع البيان الختامي والوثائق التي ستصدرها القمة العربية