الزواج من السنن، التي ينعم بها الإنسان في هذه الحياة، ولا تستقيم الحياة إلا به. لأن تواصل النسل البشري يأتي من خلال الزواج. فمن نِعَم الله علينا أن خلق لنا من أنفسنا أزواجاً نسكن إليها، بالمودة والرحمة. ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون)). فالإنسان بطبعه يسعى إلى السكينة والاستقرار، فهو بحاجة إلى من يشاركه الحياة، في سرائها وضرائها، في متاعبها وراحاتها. وهذه المشاركة الوجدانية في المشاعر والعواطف تأتي من خلال الزواج، فهو ارتباط روحي بالدرجة الأولى.ومظاهر احتفالات الزواج اختلفت اليوم عما كانت عليه بالماضي، وتلك هي طبيعة الحياة التي لا تستقر على حال. فمظاهر الاحتفال بالماضي، كانت تغلب عليها البساطة وعدم التكلف في الإنفاق، وذلك بحكم بساطة الحياة التي كان يعيشها الآباء والأجداد. أما مظاهر احتفالاتنا الآن بالأعراس، وأيضاً بحكم المتغيرات التي فرضت علينا مسايرتها، أصبحت تكاليف هذه الاحتفالات باهظة الثمن لدرجة أن الكثير من الشباب يؤخرون، بل ويعزفون عن الزواج. فهذه التكاليف تقف عائقاً أمام الشباب في إقبالهم على الزواج. وبالتالي فإن هذا التأخير والعزوف، له من أضرار اجتماعية على الفرد والمجتمع. أما من ناحية تكاليف الأعراس، فإنها بدأت في الانحسار، نظراً للوعي العام بسلبية الإنفاق الزائد في مظاهر احتفالات الأعراس. وأيضاً لتوجيهات التقليل من الإنفاق في مظاهر تلك الاحتفالات. وإقامة الأعراس الجماعية، مما كان له دور إيجابي في التخفيف من تكاليف الأعراس. وهكذا، فإن الزواج مسؤولية اجتماعية، فعلينا جميعاً أن نكون في موقع هذه المسؤولية، من خلال تسهيل السبل لإنجاح عملية الزواج، وحث الشباب عليه من أجل بناء مستقبل عائلي آمن لهم. همسة قصيرة: التفاهم هو أساس الحياة الأسرية. صالح بن سالم اليعربي