ضم العدد الجديد من مجلة الرافد التي تصدرها إدارة البحوث والدراسات بثقافية الشارقة العديد من المواضيع الثقافية والفكرية المهتمة بالدراسات المسرحية والتراثية، والأخرى المتعلقة بالسيرة التاريخية لشخصيات شهيرة مثل كريستوفر كولمبوس الذي تصدر شخصيات باب (قامات)، وهو باب خصصته المجلة لإلقاء الضوء على قامات عالمية كان لها دور كبير ومفصلي في تغيير خارطة العالم. وأشار الدكتور عمر عبدالعزيز رئيس قسم البحوث والدراسات بثقافية الشارقة ورئيس تحرير مجلة الرافد في الكلمة الافتتاحية للعدد إلى الملامح البارزة في الجغرافيا الثقافية لإمارة الشارقة، مؤكداً أن السلسلة الزاهية من الأنشطة الثقافية في المكان باتت تشكل عقداً فريداً فاضت مرئياته بتكريم ناجز لرواد الثقافة العربية، من حيث تشجيع الشعراء والكتاب والشباب العرب، وتدوير عوامل التعاون الثقافي الفني. وأوضح عبدالعزيز أن وجود معرض كبير ومهم مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب يشير ضمنا لمثل هذه الأبعاد، لأنه يمثل مهرجانا ثقافيا يحتضن مئات المفردات والنشاطات، لأنه معرض ـ وكما أكد عبدالعزيز ـ لم يعد مجرد “بازار” لبيع الكتب، بل تحول تباعا إلى بيئة إبداع تفاعلية شاملة تعيد إنتاج المكان ثقافيا من رؤية استراتيجية تتوخى الحوار والتعاون والتكامل الثقافي مع الآخر. وفي باب نافذة على ثقافات العالم، أفردت المجلة عرضا لأفضل عشرة كتب صدرت في أميركا هذا العام، ومن هذه العناوين: “مؤامرة الزواج” للروائي جيفري يوجينيدس و”الشيطان دائما” للروائي دونالد راي بولوك، و:”بعد نهاية العالم” للروائية مورين ماكيو، وغيرها من العناوين اللافتة التي تصدرت المشهد الثقافي في الولايات المتحدة. وفي باب السينما، قدمت المجلة جانبا من السيرة الإبداعية للمخرج التركي فاتح أكين، من خلال عرض قدمه الناقد عماد مصطفى أشار فيه إلى أكين وعطفاً على ما قدمه في أفلامه من مزج بين أصالة الشرق والمعاصرة الغربية، وبذلك يمكن تصنيف سينماه بأنها سينما: “ما بعد الحداثة”، حيث التركيز على الموضوعات التي تجتاز الجغرافيا والتاريخ وتخلق رؤية تتناغم مع تعدد الانتماءات الثقافية والاجتماعية.