يتنافس “صندوق آكيومن” ضمن 13 مرشحاً نهائيا، لنيل جائزة زايد لطاقة المستقبل، وذلك عن فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الحكومية. ويشير سجل هذه المؤسسة الاستثمارية الأميركية غير الربحية خلال العقد الماضي إلى التزمها “بمحاربة الفقر حول العالم والحد من انتشاره من خلال الاستثمار في المؤسسات الاجتماعية، والقادة الصاعدين، والأفكار الخلاقة والإبداعية”. وتعمل المؤسسة على جمع رأس المال من الريوع الخيرية، وتقديم التمويل للاستثمارات والأسهم في شركات توفر المنتجات والخدمات للمستهلكين من ذوي الدخل المحدود في الهند وباكستان والهند. كما تسعى عبر محفظتها في مجال الطاقة إلى توفير وصول الطاقة، ودعم الشركات الإبداعية، بغرض تقديم حلول فاعلة للطاقة المتجددة بأسعار مناسبة للفقراء، وتركز مبادرات المؤسسة الخاصة بالطاقة المتجددة على قطاعات الطاقة الشمسية والكتلة الحيوية، حيث يتم توجيه الأرباح التي يتم تحصيلها نحو الاستثمارات الجديدة. وتركز الدورة الرابعة من “جائزة زايد لطاقة المستقبل” التي تنعقد بتاريخ 17 يناير 2012 في أبوظبي، على إبراز ودعم مثل هذه المبادرات الإبداعية المهمة في مجالي الطاقة النظيفة والاستدامة. وتعد الجائزة الأكبر من نوعها على مستوى العالم، ولا تنبع أهمية الجائزة من حجم تمويلها القياسي البالغ 4 ملايين دولار وحسب، بل من دورها في إبراز التأثير والدور الريادي والرؤية البعيدة الأمد، وإبداعات القادة والمؤسسات من أصحاب الرؤى التقدمية. وتهدف الجائزة أيضاً إلى تعزيز المثل النبيلة التي غرسها الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يولي أهمية قصوى لحماية البيئة. وترمي “جائزة زايد لطاقة المستقبل” إلى اكتشاف وتحديد وإلهام أصحاب الإنجازات عبر عدد من القطاعات المختلفة، وتشمل 3 فئات رئيسية، هي أفضل إنجاز شخصي، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمنظمات غير الحكومية، والشركات الكبيرة. وسجلت نسخة العام 2012 من الجائزة استقبال 425 طلباً للمشاركة من 71 دولة، وعقب عملية تقييم دقيقة شملت أربع خطوات، تم في نوفمبر اختيار 13 ترشيحاً نهائياً من قبل لجنة الاختيار لجائزة زايد لطاقة المستقبل. وقال مصدر مسؤول في صندوق آكيومن “ندرك في صندوق آكيومن مكانة وأهمية هذه الجائزة منذ تأسيسها عام 2008، كما نثمن الجائزة والمبدعين الذين تسلط الضوء على أعمالهم، ونثق بأن هذه المنصة الإبداعية من شأنها أن تبرز التزامنا والشركات التي نستثمر بها، وستسلط الضوء على جهود مكافحة الفقر حول العالم، وتغير المناخ، بالإضافة إلى الاستدامة البيئية والطاقة النظيفة”. وأضاف “اختيارنا كمرشحين نهائيين لجائزة زائد لطاقة المستقبل، يسلط الضوء على التزمنا بتطوير حلول تسلط الضوء وتعالج المشاكل التي تخص انتشار الفقر حول العالم، والطاقة والاستدامة البيئية، كما يدعم هذا التكريم هدفنا المتمثل في تحديد مجالات جديدة، والاستثمار في الشركات الواعدة، ومساعدتها على تحقيق التغيير الذي يترك تأثيراً على الصعيد العالمي”. وتابع “نثق بأن ريادة الأعمال من شأنها أن تقدم حلولاً لأكثر المشاكل تعقيداً في العالم، كما تحفز الجائزة الإبداعات حول العالم، وتعمل على إلهام رواد الأعمال لتأسيس رؤية تهدف لتحقيق مزيد من الاستدامة، ورفع المسؤولية البيئية، وتحقيق مستقبل يضمن المساواة الاجتماعية”. وأكد المصدر أن جائزة زايد لطاقة المستقبل، تعد واحدة من أرفع الأوسمة التكريمية على مستوى العالم في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة. وذكر أن “صندوق آكيومن” استطاع أن يعزز محفظته للطاقة بأكثر من الضعف، ومن المقرر أن يواصل مسيرة نموه في الأعوام المقبلة، موضحاً أن جائزة زايد لطاقة المستقبل، تدعم هدف الصندوق المتمثل بالاستثمار في الشركات التي تمتلك المؤهلات التي تترك تأثيراً عالمياً مع السعي بالوصول إلى ملايين المستهلكين من مستويات الدخل المنخفضة حول العالم. وعن الخطط المستقبلية للصندوق، قال المصدر “نهدف بحلول العام 2015 إلى الاستثمار في 10 شركات جديدة توفر حلول مستدامة وبأسعار مناسبة للمحتاجين، ونأمل من خلال هذه الشركات أن نقوم بتأثير إيجابي ومباشر على أكثر من خمسة ملايين نسمة يعيشون بدخلٍ لا يتجاوز دولارات عدة يومياً، وذلك عبر توفير التكاليف المتكررة للوقود بما يقارب 50 مليون دولار، والحد من انبعاث حوالي مليون طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون”. وأضاف “نسعى إلى مساعدة الشركات التي تعتمد المفاهيم الإبداعية في جمع ملايين الدولارات لدعم رأس مالها لتقديم منتجات وخدمات ذات أسعار مناسبة للأسواق”. وعن رؤيته لتوجهات مستقبل الطاقة والاستدامة خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، قال المصدر “سيقوم رواد الأعمال بتقديم منتجات للطاقة وتصميم بنى تحتية لتلبية احتياجات المستهلكين منخفضي الدخل، وذلك سعياً لتطوير المستوى المعيشي حول العالم”. وأضاف “أثبتت حلول الطاقة اللامركزية جدواها في تلبية احتياجات المستهلكين ذوي الدخل المتدني في المناطق غير المرتبطة بالشبكات الكهربائية في البلدان النامية، ويمكن للأنظمة اللامركزية أن تصل إلى المجتمعات التي تخدمها مشاريع البنية التحتية الحكومية أو تلك التي لا يمكن أن تنجح فيها اقتصادياً مشاريع الشركات الكبيرة من القطاع الخاص والعام”. وتابع “بالإضافة إلى ذلك، نشهد تطوير وسائل إبداعية لنتيح وصول الطاقة بأسعار مناسبة إلى المستهلكين من أصحاب الدخول المتدنية، كما أن اندماج الطاقة مع التكنولوجيا المحمولة أتاح لرواد الأعمال تأسيس نظام للدفع بحسب الاستخدام، الأمر الذي يتيح دفع ثمن المنتجات الغالية نسبياً من خلال توزيع الدفعات على فترات تمتد لسنوات عدة”. وزاد “تسمح حلول التكنولوجيا المحمولة أيضاً بخفض التكاليف السابقة، والسماح بمراقبة المنتجات بشكل أفضل، وتزويد الخدمة، بالإضافة إلى المساعدة على تقديم الكهرباء للناس الذين لم يحصلوا من قبل على مصادر آمنة وموثوقة ومتجددة للطاقة، فضلاً عن التأثيرات الإيجابية الاجتماعية والبيئية العديدة”. وأكد المصدر أن العثور على حلول للطاقة قابلة للتطوير والتطبيق هي حاجة ملحة في العالم، كما أن العثور على حلول مستدامة للطاقة هو أمر ضروري لتوسيع وصول الطاقة في البلدان المتطورة وانتشال العالم من الفقر، بالإضافة إلى ضمان أمن بيئتنا حول العالم للأجيال المقبلة، وذلك في ظل التحديات المهمة التي ينطوي عليها النمو السكاني والتغييرات الديموغرافية، وندرة الموارد، وتغير المناخ، خاصة في الدولة ذات الدخل المحدود. وذكر أن المؤسسات غير الحكومية تحتاج إلى تترك بصمتها العالمية الملحوظة إلى قيادة جريئة، ورؤية استراتيجية، ودعم تقدمه مجموعة واسعة من الشركاء سواء من مؤسسات القطاع العام أو الخاص أو المؤسسات غير الحكومية. وعن الدور الاستراتيجي للمؤسسات غير الحكومية لتحفيز القطاع، قال المصدر “نثق بأن الأسواق لوحدها أو الريوع الخيرية لا يمكنها أن تعالج مشكلة الفقر العالمية، وفي ضوء ذلك، يجمع “صندوق آكيومن” بين الفعالية وأساليب الحضور والانتشار في السوق، مع التأثير الاجتماعي للريوع الخيرية الصرفة، وذلك من خلال العمل مع رواد الأعمال والمستثمرين والحكومات التي تخدم الفقراء”.