يواصل متحف اللوفر أبوظبي تقديم برنامجه الثقافي “حوارات الفنون”. وقد بدأ أولى فعالياته، في منارة السعديات مساء أمس الأول “الخميس”، بمحاضرة من محورين بعنوان: “الخط العربي والعمارة في الفن الإسلامي”، تحدثت في المحور الأول كيشوار رضوي، أستاذة الفن والعمارة الإسلامية في جامعة ييل الفرنسية، وفي المحور الثاني يانيك لينتز، مديرة قسم الفنون الإسلامية في المتحف، وأدار الجلسة خالد عبد الخالق من إدارة المتاحف في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة التابع لها المتحف. الخط العربي بدأت رضوي حديثها من سك الدينار العربي في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، ونقش الكتابة العربية على العملة. وأشارت المتحدثة إلى أن الخط العربي، وإن تعرض للتطور وتغير من فترة إلى أخرى، يظل واحداً حسب أدوات الكتابة والحبر، وهو يستخدم لتزيين الكلمة، وبهدف تقديم صورة جمالية في الخط العربي”. وتابعت كيشوار حديثها عن الكتابة التي وجدت على القطع الأثرية، مبينة بعضا منها في الصور التي عرضت على الشاشة: “هناك لوحات من القرن التاسع عشر مع نشأة الإمبراطورية الفارسية، وفيها استمرت المحافظة على كلمات من اللغة العربية، مشيرة إلى وجود “كلمات كتبت بخط الرقعة، كما كان السيراميك واحداً من الأدوات المهمة التي تقدم للكنائس ويتم تداوله في مجالس الملك”. وقالت: “هذا يدل على أهمية ما كتب بالخط العربي، وضربت مثلاً على قولها بشريحة تعود للحقبة الفارسية 1433 كتب عليها جملة عربية تعود لأحمد الرومي وهي: “وبالشكر تدوم النعم”، موضحة ذلك بقولها: “كان الاعتقاد أن من يكتب القرآن بخط جميل له الشكر، كما كان ينظر للكاتب أو الخطاط أنه متعلم من خلال جمال خطه، وأول ما كتب على الأبنية سنة 692 على قبة الصخرة، وهذا جزء من جمال المبنى”. ومع عرض الصور وتقديم الشروح عنها استكملت رضوي حديثها عن بقية المساجد، ومن بينها مسجد “قوة الإسلام” في دلهي، الذي كتب على أعمدته بالخط العربي. كما أشارت إلى المعمار المعاصر في مسجد الجميرا الذي بني 1979 وزخرفة الكتابة عليه، واختتمت المحاضرة حديثها مشيرة إلى الفن المعماري الحديث والخط والزخرفة في مسجد المرحوم الشيخ زايد بن سلطان قائلة: “بناء المسجد جميل جدا وله شبه في مسجد بالأندلس، وكتبت على المحراب أسماء الله الحسنى بشكل شجرة الحياة، وأريد منه أنه يقدم التجربة الإنسانية من خلال مختلف الكتابات التي تمت على القبب والمنبر بالخط العربي”. العمارة الفنية أما المتحدثة في المحور الثاني يانيك لينتز، فقد استهلت حديثها بشكر هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وقدمت نفسها قائلة: “أنا جديدة هنا، أتسلم مهامي مديرة قسم الفنون الإسلامية في متحف اللوفر. وتناولت في حديثها موضوعة: “الخط والعمارة في التراث الإسلامي والتزين واستخدام المحفورات التي بدأت من الفترة الكلاسيكية”. وأشارت إلى أن هذه النقوش ظهرت في العالم أيام البيزنطيين، وهي تتضمن الكثير من من الرموز، وهذا ما تجلى بعد ذلك في الفن الإسلامي، وجاءت البداية من قبة الصخرة في القدس الشريف في فلسطين، حيث ظهرت فيها النقوش والفنون الزخرفية في العمارة، وتركزت الكتابة على آيات من القرآن. وأشارت المحاضرة إلى مسجد السلطان أحمد في تركيا ومسجد سامراء في العراق، قائلة: “هناك نقوش كانت توجه إلى المسيحيين لينضموا إلى الإسلام، وهناك أيضا مسجد في القاهرة “القيروان” يسلط الضوء على القصر الذي كان يقيم فيه الحاكم الفاطمي 1284- 1285، مجمع السلطان حسن في القاهرة وقتها تمت دعوة كثير من الفنانين للمشاركة في بنائه ورسم النقوش الجميلة التي تعود إلى القرن العاشر”. وانتقلت المحاضرة لينتز إلى الغرب والفن الإسلامي فيه بدءاً من الأندلس وإسبانيا والنقوش التي انتشرت في تلك الفترة، قائلة: “هناك قصائد شعرية كتبت على شكل خطوط أفقية في واجهة قصر الحمراء تعود لشاعر أندلسي، ومن هذه الأشعار كلمات تقول: “من يحبه الله يرشده إلى الطريق السليم”. ثم انتقلت المحاضرة في حديثها إلى وسط إيران والقرن الرابع قائلة: “هناك ضريح للشيخ عبد الصمد، وشرقاً ضريح أحمد الياسفي، كان شيخاً صوفياً توفي عام 1166، هذا الضريح هو مثال على العمارة الفنية في وسط آسيا؛ مظللة بالأزرق، حيث تظهر جمالية الديكور بشكل هندسي وبشكل أفقي وعامودي، وقد وضع فيه شمعدان وهذا الشمعدان الآن موجود في متحف اللوفر وهو يشير إلى عهد تيمور”. وذكرت أيضا مدرسة قونية في تركيا، وجامع السليمانية، والأضرحة فيه والقبة التي تأخذ في تصميمها نصف قبة، وهي من أهم الأبنية الأثرية في العالم”.