أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوماً رئاسياً بتشكيل لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، خلال اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس برئاسة عباس بحضور حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لأول مرة، وبحضور ورعاية وزير المخابرات المصرية مراد موافي. وقبيل اجتماع قيادة منظمة التحرير عقد عباس جلسة مباحثات مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير محمد حسين طنطاوي بمشاركة عدد من القيادات العسكرية والأمنية المصرية. أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس مرسوما رئاسيا بتشكيل لجنة الانتخابات المركزية التي ستشرف على الانتخابات الفلسطينية القادمة، وفق تفاهمات الحوار الوطني الجاري في العاصمة المصرية القاهرة منذ أيام. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية “وفا” عن عباس قوله خلال ترؤسه الاجتماع الأول للإطار القيادي المؤقت لإعادة تفعيل منظمة التحرير في القاهرة، إن المرسوم الرئاسي جاء وفقا لما تم الاتفاق عليه في الحوار الشامل. وتضمن المرسوم أسماء أعضاء اللجنة التي تضم 9 أشخاص. وجاء في نص المرسوم أن اللجنة ستتولى “إدارة الانتخابات والإشراف عليها والتحضير لها وتنظيمها واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لنزاهتها وحريتها وفقا لأحكام القانون”. ووجه عباس في بداية اجتماع القاهرة، الشكر إلى جمهورية مصر العربية وقيادتها على جهودها الرامية إلى دعم القضية الفلسطينية وفي إنجاح المصالحة الفلسطينية. وحضر الاجتماع رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، وأعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، والأمناء العامون للفصائل بما فيهم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خالد مشعل وعدد من الشخصيات المستقلة. كما شارك في الاجتماع رئيس جهاز المخابرات المصرية الوزير مراد موافي، وعدد من مساعديه. ونقلت الوكالة عن موافي قوله في كلمة خلال الاجتماع، إنه يتمنى أن يكون هذا الاجتماع “بمثابة البداية الحقيقية لمرحلة جديدة من لم الشمل وترتيب البيت الفلسطيني وأن يكون النجاح هو الهدف والمقصد للسادة المشاركين”. وهذا هو أول اجتماع للإطار القيادي المؤقت الذي اتفقت الفصائل الفلسطينية على تشكيله في عام 2005 وكان أحد أبرز بنود اتفاق المصالحة الذي وقع مطلع مايو الماضي سعيا لإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ أربعة أعوام ونصف. وحول لقاء طنطاوي وعباس قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد “لقد استعرضنا بشكل شامل تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، وخاصة تعثر جهود عملية السلام، وعجز المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الدولية عن إجبار إسرائيل على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، بما يهيئ الأجواء لاستئناف عملية السلام على أساس مرجعية واضحة تستند لحدود 1967 والالتزام بوقف الاستيطان”. وأضاف “أكد المشير للرئيس على دعم مصر الثابت للموقف الفلسطيني بشأن المطالبة بالوقف التام للاستيطان، ووقف كل الإجراءات المستفزة للشعب الفلسطيني”. وأشار إلى أنهما استعرضا “جهود المصالحة الفلسطينية، التي تجري برعاية مصرية والنتائج الإيجابية التي تحققت خلال الأسبوع الجاري من خلال الاتفاق على عدد من القضايا، وخاصة موضوع لجنة الانتخابات والمصالحة المجتمعية، وملف الحكومة والملفات الأخرى”. وتابع عزام “كما أكد الرئيس عباس للمشير حرص القيادة الفلسطينية على استقرار مصر واستمرارها بالقيام بدورها القيادي في تحمل المسؤولية في الدفاع عن القضايا العربية، والاتفاق على تكثيف الجهود العربية للحفاظ على وحدة الموقف العربي، وقطع الطريق على التدخل الخارجي بالشؤون العربية الداخلية”. ومن جهته، اعتبر أمين عام حركة المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن حضور حركتي حماس والجهاد وضمهما إلى الإطار القيادي لحركة المبادرة الفلسطينية “هو سابقة تاريخية”. وأضاف “لأول مرة تكون هناك قيادة موحدة لكل التيارات السياسية والفكرية على اختلاف انتماءها”.وكان الرئيس الفلسطيني عقد اجتماعا استمر 3 ساعات مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مقر إقامة عباس في القاهرة دون الإعلان عن نتائج اللقاء لكن إسماعيل رضوان المتحدث باسم حماس قال إنه “ناقش آليات تنفيذ ملفات المصالحة وتم الاتفاق على معظم الآليات”.