ظل الجمل لقرون طويلة قريناً لإنسان هذه الأرض ومشاركاً له في السراء والضراء· تعوّد على سحنات وجوهنا وتآلف مع رائحة أجسادنا وتناغمت أذنه مع ترددات أصواتنا· ولم يبد طوال تاريخه الضارب في العمق ما يدل على ملله من مرافقتنا، أو تبرمه من حملنا وحمل بيوتنا وحاجياتنا كلما باغتنا جفاف ما· ظل هذا الحيوان الأسطوري مخلصاً وصديقاً لنا منذ أن وعينا على الحل والترحال إلى الدرجة التي جعلتنا نظن أنه لم ولا ولن يكون ودوداً مع غيرنا· لكن هذا الظن الذي كان يدور حول ''نقطة التأكيد'' تبخر عندما رأيناه في مهرجان الظفرة الأخير لمزاينة الإبل يستقبل السياح الغربيين بنظرات تمتليء بالترحاب والسرور والحبور· عرفنا حينها أن هذا البدوي''الأسطوري'' ليس لنا وحدنا، بل لكل العالم· عرفنا حينها أنه لو لم يكن كذلك لما صار صديقنا وأمين سر قلوبنا·