حملة «شتاء دافئ»، مبادرة قام بها مجموعة من شباب الإمارات، عكست مدى تعلق أبناء هذا البلد بالعمل الخيري، وتقديم يد العون للجميع، ورسم البسمة على شفاه خمسة آلاف عامل نظافة ضمن فئة تعمل على أرض الإمارات، وبفضل جهودها تظهر شوارع وطرقات الإمارات دوماً في أبهى حلة، حتى صار المظهر العام لدولة لإمارات يضاهي غيره من دول العالم المتحضرة، إن لم يفوقها في كثير من الأحيان. تحدثت فاطمة خالد حبيب آل رضا الرئيس التنفيذي لحملة شتاء دافئ ومؤسس مجموعة (Care For Hope)، وقالت إن هناك دوافع عديدة وراء هذه الحملة الإنسانية والخيرية، في مقدمتها توصيل رسالة إلى عمال النظافة أننا معهم قلباً وقالباً، ولم ولن ننسى فضلهم في جعل هذه البلاد أكثر نظافة وجمالاً، كما تسعى الحملة إلى ترسيخ ثقافة العمل التطوعي وتشجيع الأجيال الجديدة على المساهمة في أعمال الخير. إطلاق الحملة وأشارت آل رضا إلى أن الحملة تم إطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر وأيضاً من خلال أجهزة البلاك بيري، ولاقت صدى طيباً بين شباب الإمارات الذين تطوع منهم عدد كبير للمساهمة في هذه الحملة التي بدأت في إمارة دبي، ثم إمارة أبوظبي، وستنتقل إلى غيرها من إمارات الدولة تباعاً، وتم تكوين الفريق المشارك في تلك الحملة من مجوعة مكونة من خمسة طلاب وطالبات في الجامعة الأميركية في الإمارات، عقب قيامها مع زملائها بتنظيم فعاليات الاحتفال باليوم الوطني الأربعين في حرم المدينة الأكاديمية للجامعة الأميركية في دبي، حيث تكونت لديهم آنذاك فكرة عن كيفية تنظيم الفعاليات، كما أن روح العمل الفريقي ترسخت لديهم، ما أعطاهم دافعاً كبيراً لإنجاح المشروع الخيري. وحول كيفية الاستعداد لتلك الحملة بينت آل رضا أنه بعد التخطيط وموافقة المسؤولين المنظمين للحملة، وعمل مخطط شامل عن هذه الحملة ودراسة متقنة عن كيفية إنجاح هذه الحملة بدأنا بإرسال رسائل عن الحملة وفتحنا باب التطوع للجميع، والحمد لله الجميع تشجع وسارع في التطوع. ولفتت إلى أنه بعد أن رأينا إقبال عدد كبير من الأمهات والآباء الذين يودون إشراك أبنائهم وبناتهم في الحملة، تم فتح المجال للجميع في المشاركة ولم يتم تحديد عمر أو فئة محددة. وقالت إن الحملة تقوم على توفير شالات تدفئة ووجبة غذائية والوجبة مكونة من سندويتش وعصير تم توزيعها على عمال النظافة في إمارة دبي، ثم انتقلت مبادرة العطاء إلى أبوظبي. وتم الإنفاق على تلك الحملة عبر جمع التبرعات من المتطوعين، بالإضافة الى مساهمة الجامعة. أدوار الفريق وحول أهم الصعوبات التي قابلتموها أثناء تنفيذ هذا العمل الخيري الكبير، أوضحت آل رضا أنه بفضل الله وتوفيقه لم تواجهنا أية صعوبات وكان كل شيء مسخراً لنا ونجحنا في توزيع الوجبات والأوشحة على 5000 عامل في 5 نقاط تجمع، وكان لتعاون حكومة أبوظبي وإدارة النفايات في أبوظبي ومؤسسة أبوظبي للإعلام الفضل الكبير في عدم مواجهة أي مصاعب. وبالنسبة لطريقة التواصل مع العناصر الفاعلة في الحملة، ذكرت أنه تمت مخاطبة البلدية وعرضنا عليهم فكرتنا وتقبلوها بكل تشجيع وحفاوة، وبعد ذلك قاموا بإرسال مواقع نقاط تجمع العمال، إضافة إلى اسم المسؤول وعدد العمال. واستعرضت آل رضا الأدوار الرئيسية في تلك الحملة والأشخاص الذين قاموا بتلك الأدوار موضحة أن الحملة جاءت من تنظيم فريق Care For Hope مؤسس المجموعة فاطمة خالد حبيب آل رضا وأعضائها الشيخ علي بن عبدالعزيز المعلا وإبراهيم الغانم، محمد العارف، فاطمة العلي، مسعود قاسم، حصة خالد وسعيد بن سليمان، وقام فريق العمل بالتنسيق مع الجهات الحكومية والمتطوعين، وذلك بعد أن قاموا بتوفير المواد التي سيتم توزيعها، وقامت المجموعة بالتعاون مع بعضها في نشر إعلان التطوع في المواقع الاجتماعية مثل تويتر – فيسبوك وكان للبلاك بيري دور كبير في نشر الإعلان. خبرات تطوعية وحول الكيفية التي جاءت بها فكرة «شتاء دافئ» وكيف ظهرت إلى النور، قالت الرضا إنه بعد مشاركتنا في حملة تنظيف جميرا شعرنا بمدى الإرهاق الذي يشعر به العمال، فرأينا أنه من واجبنا أن نقوم بشيء تجاههم غير مساعدتهم في التنظيف، وبما أن الجو بارد، ولدت هذه الفكرة لدينا وقمنا بتطبيقها فوراً. وفيما يتعلق بالخبرات السابقة في مجال العمل التطوعي، ذكرت أن مؤسسة المجموعة، فاطمة تطوعت في البرامج التطوعية في الجامعة (الجامعة الأميركية في الإمارات) والشيخ علي بن عبدالعزيز المعلا أسهم في التطوع في دبي العطاء، وأسهم في حملة التبرع بالدم ولديه مشاركات أخرى في التطوع في الجامعة، وعضو المجموعة إبراهيم الغانم شارك في مبادرة التاجر الصغير كمتطوع ولديه مشاركات تطوعية أخرى داخل الجامعة. حملات خيرية وحول وجود أفكار أو مقترحات لتطوير تلك الحملة مستقبلاً، أكدت آل رضا على ذلك موضحة أنه بعد نجاح الحملة في مدينة دبي انتقلت إلى أبوظبي الخميس الماضي، وستستمر الحملة حتى تغطي كافة إمارات الدولة، ومستقبلاً ستكون لدينا حملات أخرى إن شاء الله سنعلن عنها في وقتها. ورداً على سؤال عن دور المؤسسات المجتمعية، وهل هناك مخطط لديكم لحفز وتوسيع دور مؤسسات المجتمع في تلك الحملات الخيرية، أجابت بأنه لم تشارك أي مؤسسة معنا في هذه الحملة ولكن لدينا مخططاً في توسيع دور المؤسسات وإشراكها معنا في حملاتنا المستقبلية إن شاء الله. وفي النهاية وجهت آل رضا الشكر لكل من أسهم في هذه الحملة من الشباب سواء من خلال التطوع أو نشر الفكرة، وكل الأيادي البيضاء التي تبرعت وأسهمت في هذه الحملة. وقالت» لن نتوقف بعد هذه الحملة، بل سنستمر في العمل التطوعي والخيري حتى آخر رمق بإذن الله، لأن هذا ما غرسه فينا الإسلام ووالدنا زايد رحمه الله. وكل شخص يعمل من أجل هذه الأرض الطيبة يستحق منا كل تقدير واحترام وتعاون ومساعدة وتشجيع.