الشارقة (الاتحاد)- تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يفتتح في السادسة من مساء اليوم مهرجان الفنون الإسلامية في دورته الخامسة عشرة، وذلك بمتحف الشارقة للفنون بمنطقة قلب الشارقة، ويستمر حتى الثاني عشر من الشهر المقبل. وفي بيان صحفي صادر عن دائرة الثقافة والإعلام أمس، قال هشام المظلوم مدير إدارة الفنون إن الافتتاح الرسمي سيشهد 11 معرضاً دولياً لفنانين من بريطانيا وأمريكا وتركيا وأذربيجان ومصر وسوريا وإيران، يقدمون مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التي تحقق التوازن بين الفنون في هيئتها الأصيلة، إلى جانب الفنون المعاصرة التي تستلهم جماليات الفن الإسلامي، ومن ثم تعيد طرحه عبر تقنيات ووسائط حديثة. وهذه المعارض هي “أربع كلمات من الشرق” لرشاد أكبروف، و”الموروث الحالي” لفايق أحمد و”سجاد الداخل” لفريد روسولوف من أذربيجان و”أسود وأحمر” للبريطاني روح العالم تعلقدار و”اقتباس” للإيراني باباك كاظمي و”ألحان منمنمة ولحظات كبرى” للإيرانية سودي شريفي إلى جانب معرضين تركيين لكل من سيفان بيكاكي وغولهيس ديباتس هما “المدينة في خاتم” و”تحف المستقبل” ومعرض “باريرجون” للأمريكي الجنسية باباك غولكار، ومعرض “انعكاسات” للسورية رزان صباغ، ومعرض “قوالب خطية من مصر” من مقتنيات مدرسة محمد إبراهيم للخط العربي بالإسكندرية. واضاف المظلوم أن هذه الدورة من المهرجان جاءت لتتوافق مع رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في تقديم كل الرعاية والدعم والتكريم المستحق للمشتغلين بالفنون الإسلامية من فنانين وباحثين دوليين يسهموا بجهود خلاقة في نشر هذه الفنون الراكزة عبر أرجاء العالم في الشرق والغرب كرسالة حقيقية وأصيلة تظهر بجلاء الوجه السمح والحضاري للعالم الإسلامي وما يحظى به من تاريخ وثقافات وفنون إنسانية عميقة الأثر. وأوضح البيان الصحفي أن هذه الدورة من المهرجان ستعقد بمشاركة 18 دولة عربية وأجنبية تقدم 1700 عمل فني متنوع و200 فعالية تخصصية تقام في ربوع الشارقة، المنطقة الشرقية، المنطقة الوسطى وأبرز هذه الفعاليات سلسلة من المعارض الفردية والجماعية والمحاضرات والندوات والعروض المرئية والورش التفاعلية. كما يشارك بها 27 ضيفاً من الفنانين والمفكرين، و27 مؤسسة محلية تعمل مع إدارة الفنون على إنجاح فعاليات المهرجان باعتباره من المهرجانات الرائدة على المستوى الدولي في مجال تخصصه، والذي قدم مجموعة كبرى من المعارض إضافة للتعريف بالفنانين المعنيين بالفنون الإسلامية دولياً. كما تقام ضمن المهرجان ندوة فكرية موازية بعنوان “الصيغ المتجددة في الفن الإسلامي المعاصر” بمشاركة الدكتور أحمد رجب صقر والباحث محمد مهدي حميدة من مصر، والدكتور الحبيب بيدة من تونس، والدكتور عاصم فرمان من العراق، والناقد عبد الرحمن السليمان من السعودية، والدكتور عبد الكريم السيد من فلسطي، والدكتور محمد أبو سبيب من السودان، والدكتور نصار منصور من الأردن، وسوف تتناول الندوة مجموعة من المحاور الهامة منها: “مفهوم المعاصرة بالتطبيق على نتاجات الفن الإسلامي في العقدين الأخيرين” و”تحولات الفنون الإسلامية في الزمان والمكان” و “أبرز الفنانين المشتغلين بالفن الإسلامي المعاصر” و”الفلسفات والفكر المرتبط بالمنجز المعاصر للفن الإسلامي”. وكان مهرجان الفنون الإسلامية قد انطلق قبل 15 عاما بدعم ورعاية صاحب السمو حاكم الشارقة في سبيله للنهوض بالفنون الإسلامية ومبدعيها، حيث ارتكز المهرجان في دوراته الأولى على معرض “المرئي والمسموع” الذي خصص لنتاجات الفنانين المحليين، إلى أن تطور لاحقاً باستضافة المعارض الدولية الكبرى، وتخصيص مجموعة من الشعارات الفنية لبعض الدورات التي عقدت في مطلع العقد الثاني من عمر المهرجان من أبرزها طريق الحرير، فلك الفسيفساء، نقش ونقش، منمنمات، وقد بات المهرجان من الفعاليات الدولية الكبرى والمتفردة على المستوى الدولي بتواصله من الإبداعات الراسخة ومواكبته للنتاجات الراهنة في هيئتها المعاصرة.