اعربت مصر والسعودية عن استعدادهما لاستئناف وساطتهما بين ''فتح'' و''حماس''، وذلك خلال مباحثات الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في شرم الشيخ مساء أمس الأول، كما حض العاهل السعودي الفلسطينيين على تسوية خلافاتهم ''لكي لا يحدث ما لا تحمد عقباه''· في الوقت الذي نفت فيه ''حماس'' تلقيها أي دعوة رسمية من القاهرة أو الرياض لإجراء وساطة بينها وبين ''فتح''· كما نفت تقديم مبادرات من جانبها لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة· وقال المتحدث الرئاسي المصري سليمان عواد إن مصر والسعودية حريصتان على استعادة الهدوء في الاراضي الفلسطينية بما لا يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني أو يمس القضية الفلسطينية العادلة، ونقف الى جانب الرئيس الفسطيني محمود عباس ''أبو مازن'' باعتباره رمزا للشرعية الفلسطينية وهو المنتخب من الشعب الفلسطيني وكرئيس لكل الفلسطينيين ولمنظمة التحرير الفلسطينية وليس بصفته رئيسا لحركة فتح خاصة وانها المنظمة التي تفاوضت بشأن السلام مع إسرائيل· وحول ما إذا كانت هناك نية مصرية لإعادة فتح معبر رفح، قال المتحدث الرئاسي المصري إن ''معبر رفح يخضع منذ الانسحاب الإسرائيلي من غزة لترتيبات متفق عليها بين مصر والسلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي، والآن بعد احداث غزة فإن السلطة الفلسطينية باتت غائبة عن المعبر، وأوروبا سحبت مراقبيها، وإلى أن يتعدل هذا الموقف فإن مصر لا تستطيع وحدها ان تفتح المعبر، وعلينا أن ننتظر إلى أن تعود الأوضاع في غزة إلى النحو الذي يهيئ عودة مراقبي الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك فإن مصر توفر للفلسطينيين مخيمات إيواء على الجانب المصري من المعبر وخدمات الإعاشة والأدوية''· وعما إذا كانت مصر تطالب ''حماس'' باجراءات معينة حتى تعيد القاهرة رعايتها للحوار بين الفصائل الفلسطينية، قال سليمان عواد إنه برغم كل التجاوزات التي حدثت مؤخراً إزاء الرموز المصرية والوفد الأمني المصري في غزة، فإن مصر عندما تضع ذلك في كفة ومصالح الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية في الكفة الأخرى، فان مصر ترجح دائماً كفة شعب فلسطين والقضية الفلسطينية· وبشأن إذا كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ''أبو مازن'' أبدى تجاوباً مع دعوة الرئيس مبارك للحوار مع ''حماس''، أكد المتحدث المصري أن ''أبو مازن كان واضحاً في استمرار موقفه الرافض للحوار مع ''حماس''، وقلنا ان الحاجة تدعو للمزيد من الوقت حتى تهدأ النفوس''· ومن جانبه، أكد وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط أن الجامعة العربية اتخذت موقفاً واضحاً وحاسماً، حيث قالت بعودة الأمور إلى ما كانت عليه، بمعنى سلطات السلطة الفلسطينية وتأثير السلطة الفلسطينية ووجود السلطة الفلسطينية بكافة مؤسساتها وأجهزتها على الأرض في غزة يجب أن تعود، وعندما تعود يبدأ الحوار للتوصل الى هذا التوافق الذي نسعى اليه· وأكد أن قمة شرم الشيخ الرباعية استهدفت خير الشعب الفلسطيني والصالح الفلسطيني· وقال ''لا أفهم اطلاقا أن ينتقد أحد أي جهد يعطي الفلسطينيين 400 مليون دولار ولا أتصور أن يحتج أحد على الافراج عن 250 مسجونا فلسطينيا ولا أتصور أن يعترض أحد على بدء المشاورات النشطة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بهدف التحرك نحو المفاوضات السياسية وبحث التسوية السياسية وعناصر الحل النهائي وكلهـــــــا مسائل ناقشتها القمة''· ودعا أبو الغيط إلى منح رئيس وزراء اسرائيل ايهود أولمرت الفرصة لبلورة تعهداته على الواقع حيث تعهد بدفع 400 مليون دولار ويجب الانتظار اسبوعين أو ثلاثة لمعرفة هل الاموال تم تحويلها أم لا وكذلك تعهد بدفع الاستحقاقات الضريبية شهرا بشهر وكذلك تعهد بتقديم اقتراح على مجلس الوزراء الاسرائيلي بالافراج عن 250 سجينا من ''فتح''· وحول قيام دولة دينية على حدود مصر في غزة· قال أبوالغيط لا أرى وجود دولة دينية على حدود مصر في غزة، ومصر تملك من القوة ما تستطيع أن تحدث تأثيرها على جيرانها بالشكل الذي تحب ان تؤثر به بصداقة ومودة·