قال مسؤولون في جوبا، إن قادةً من دول شرق ووسط أفريقيا سيجتمعون بنيروبي وجوبا الساعات القادمة بمشاركة رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت للتوسط بين أطراف القتال في الدولة الوليدة، بينما أوفدت منظمات دولية مبعوثيها إلى جوبا. وقال مسؤول بحكومة جنوب السودان، إن رئيس وزراء إثيوبيا هايلي مريام ديسالين والرئيس الكيني أوهورو كينياتا وصلا إلى جوبا أمس وانخرطا على الفور في محادثات مع الرئيس سيلفا كير للمساعدة في جهود الوساطة. والتقطت صور للرؤساء الثلاثة قبل أن يبدأوا محادثات مغلقة.. في ذات السياق، أشار المسؤول في وزارة الخارجية الكينية، كارانجا كيبيشو، إلى عقد قمة للهيئة الحكومية للتنمية “إيجاد” في نيروبي اليوم الجمعة. وتابع: “نتوقع حضور الرئيس سيلفاكير هناك، حيث إن القمة تتعلق به”، وأوضح مسؤولون أنه لم يتم بعد تحديد التفاصيل الدقيقة للاجتماع. إلى ذلك نقلت صحيفة “سودان تربيون” أمس عن مصادر حكومية في جوبا القول إن مفاوضات مباشرة ستبدأ بين أطراف الصراع في دولة جنوب السودان الثلاثاء المقبل بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، بوساطة (إيجاد). وقال وزير الخارجية بدولة جنوب السودان برنابا مريال بنجامين إن أرملة الراحل دكتور جون قرنق دمبيور ربيكا قرنق، ستقود وفد التفاوض نيابة عن النائب السابق لرئيس دولة جنوب السودان رياك مشار ومجموعته، حسبما نقلت عنه صحيفة “الجريدة “ السودانية. وقالت الصحيفة نفسها إن أرملة قرنق (الزعيم الجنوبي الذي قاد حرب الاستقلال وقضى في حادث جوي غامض بعد توقيع اتفاقية السلام مع الخرطوم) تم السماح لها بمغادرة مدينة جوبا، حيث وصلت إلى نيروبي قبل يومين تمهيداً لمشاركتها كرئيسة لوفد التفاوض بالإنابة عن رياك مشار ومجموعته. وأصدر الاتحاد الأفريقي ومنظمة “إيجاد” بياناً مشتركاً للحث على الحوار ووضع حد الصراع. وقالت المنظمتان، إنهما تشعران بقلق عميق إزاء التقارير الخاصة بتعبئة المليشيات القبلية في جنوب السودان، والتي تهدد بمزيد من تصعيد النزاع وتحويله إلى عنف عرقي استثنائي مدمر، يعرّض وجود جنوب السودان للخطر. ويشهد جنوب السودان منذ 15 ديسمبر مواجهات عنيفة منذ اتهم الرئيس كير نائبه السابق الذي أقيل في يوليو بتنفيذ محاولة انقلاب قبل أسبوع. ونفى رياك مشار هذا الأمر متهما كير بأنه يريد القضاء على خصومه. وتطال المعارك نصف الولايات العشر للدولة الوليدة التي نالت استقلالها العام 2011، أي جونقلي والوحدة ووسط الاستوائية وأعالي النيل وشرق الاستوائية. وأعرب سيلفا كير عن استعداده للتفاوض من أجل إنهاء القتال، فيما أعرب منافسه مشار، عن استعداده لإجراء محادثات، لكنه طالب كير بالتنحي، متهما إياه بأنه ديكتاتور. وقالت هيلد جونسون, أكبر مسؤولي الأمم المتحدة في جنوب السودان, إنها أجرت اتصالات مع الزعيمين “إنهما لا يريدان مزيدا من تصعيد العنف. و قالا إنهما يريدن الحوار، وتهيئة الفرصة للسلام” . وأضافت “زعماء منطقة إيجاد يبذلون الآن جهودا لدفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات. نأمل في تحقيق تقدم في وقت قريب” ، محذرة من أن “البلد على مفترق طرق”. في غضون ذلك ، قرر الاتحاد الأوروبي إرسال مبعوث خاص له إلى دولة جنوب السودان في محاولة لإنهاء المعارك الدائرة هناك. وقالت المتحدثة باسم كاثرين آشتون، مسؤولة العلاقات الأمنية والخارجية بالاتحاد الأوروبي، عبر حسابها على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي إن ألكسندر روندوس سيسافر إلى دولة جنوب السودان لدعم جهود البحث عن حل سياسي للصراع هناك. وأشارت المتحدثة إلى أن المبعوث الخاص سيحاول الاتصال بالدول المجاورة لجنوب السودان وبالمنظمات المعنية لتحقيق الهدف المنشود. وجددت آشتون دعوتها للأطراف المتصارعة في جنوب السودان للتخلي عن استخدام السلاح. وقالت المتحدثة إن الاتحاد الأوروبي يشعر بـ”قلق بالغ” بشأن تدهور الوضع في جنوب السودان ويرحب بقرار الأمم المتحدة بشأن تعزيز قواتها في دولة الجنوب. وفي بكين قال وزير الخارجية الصيني وانج يي أمس إن الصين سترسل مبعوثها الخاص لأفريقيا إلى جنوب السودان للدفع لإجراء محادثات سلام بعد تصاعد أعمال العنف في البلاد. ونقل موقع وزارة الخارجية على الإنترنت عن الوزير قوله خلال زيارة للسعودية أمس الأول إن المبعوث سيتوجه إلى جنوب السودان “قريبا” للتواصل مع كل الأطراف. ولم يذكر وانج اسم المبعوث لكنه كان يشير على الأرجح إلى تشونغ جيان هوا الدبلوماسي المخضرم صاحب الخبرة العميقة في الصراع بجنوب السودان. وأدى الصراع إلى مقتل المئات في حين لجأ حوالي 45 ألف مدني للحماية في قواعد الأمم المتحدة. وقال وانج “تشعر الصين بقلق عميق إزاء تطور الوضع في جنوب السودان.” وللصين مصالح واسعة في جنوب السودان في مجال الطاقة. والصين أكبر مستثمر بالفعل في حقول النفط بجنوب السودان من خلال شركة النفط الصينية الوطنية العملاقة (سي.إن.بي. سي) وشركة سينوبك. والصين أيضا من الداعمين الرئيسيين للرئيس السوداني عمر حسن البشير. وأثرت أعمال العنف على إنتاج النفط الذي يمثل 98 بالمئة من عائدات حكومة جنوب السودان. واضطرت شركة النفط الصينية إلى إجلاء بعض عمالها. إلى ذلك، بحث السفير البريطاني في الخرطوم، مع المدير العام للعلاقات الثنائية في الخارجية السودانية عبدالباقي حمدان، التطورات الجارية في الجنوب، وأشاد السفير بالموقف الذي اتخذته الحكومة السودانية حيال الأحداث. وبدأ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لكل من السودان وجنوب السودان هيلي منقريوس، الأربعاء، مشاورات حول الأزمة بجنوب السودان مع مسؤولي الخارجية السودانية بالخرطوم.