أعلنت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عن فوز الروائي والكاتب اللبناني أمين معلوف بجائزة الدورة الثانية عشرة (2010 ـ 2011) للإنجاز الثقافي والعلمي التي تمنحها المؤسسة. أعلن ذلك عبد الحميد أحمد أمين عام مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في بيان صحفي صادر عن المؤسسة، وقال إن مجلس أمناء المؤسسة، بعد مداولات واجتماعات عدة ناقش خلالها ترشيحات الدورة والبالغة 162 مرشحاَ، قرر منح أمين معلوف الجائزة التي تبلغ قيمتها 120 ألف دولار، لينضم بذلك إلى نادي الفائزين. وأضاف أحمد أن أمين معلوف يمثل ذاكرة خصبة كرسها طيلة أربعة عقود لتعريف العالم بجوانب مهمة من تاريخ الشرق، وعلى وجه الخصوص تاريخ العرب والمسلمين، وقد جاء ذلك كله في أعماله الروائية التي امتازت بالبحث في التاريخ وسلاسة السرد، وقوة الحبكة، وأصالة الإبداع، مما ساهم في الكشف عن أحداث وشخصيات وصراعات شهدتها منطقة الشرق العربي والإسلامي، وكان لها حضورها وتأثيرها في الغرب. كما شكل إبداعه همزة وصل ربطت الشرق بالغرب. وأشار عبد الحميد أحمد إلى أن أمين معلوف يوجه خطابه إلى القارئ العادي وهو ما يسهم في رواجه بين القراء حول العالم وبمختلف اللغات، فقد أعاد الاعتبار لكثير من الحقائق في هذا التاريخ، كل ذلك من خلال عمل دؤوب في البحث والتقصي ومثابرة لا تكل في التعبير عن رؤاه لهذه الأحداث والشخصيات التي عبر عنها في مجمل أعماله. وقال عبد الحميد أحمد إن أعمالاً مثل “الحروب الصليبية” و”ليون الأفريقي” و”سمرقند” و”حدائق النور” و”صخرة طانيوس”، وغيرها من كتب أمين معلوف، جعلته جديراً بجائزة الإنجاز الثقافي والعلمي للدورة الحالية. واختتم الأمين العام لمؤسسة العويس الثقافية تصريحه بتوجيه التهنئة لأمين معلوف على فوزه بهذه الجائزة متمنياً له استمرار العطاء ومواصلة طريقه الإبداعي لخدمة الثقافة العربية. يشار إلى أن هذه الجائزة مستقلة لا تخضع لمعايير التحكيم التي تخضع لها الحقول الأساسية للجائزة، ويتم اختيار شخصية ثقافية أو علمية أو عامة أو مؤسسة تركت بصمة وأثراً في الحياة الثقافية لتنال هذه الجائزة، ويتم الاختيار النهائي من قبل مجلس أمناء المؤسسة، وقد انطلقت ابتداءً من الدورة الثانية (1990-1991)، حيث أضيفت إلى الحقول السابقة وسميت “جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للإنجاز الثقافي والعلمي”، وهي تُمنح عادة تكريماً لمن نضج عطاؤه العلمي والثقافي بإنجازات ليست محل خلاف، وذلك انفتاحاً على المنجز العلمي أو الثقافي في مجالات الطب والعلوم والتاريخ والاقتصاد والفلسفة والعلوم السياسية والعسكرية وغيرها. وعودة إلى الجائزة في دوراتها السابقة، فقد حصل عليها في الدورة الثانية 1990 – 1991 (أي في دورتها الأولى) الشاعر محمد مهدي الجواهري، تلاه الشاعر نزار قباني في الدورة الثالثة 1992 - 1993، وذهبت في الدورة الرابعة إلى الباحث والمفكر السعودي الشيخ حمد الجاسر (1910 ـ 14 سبتمبر 2000)، بينما نالها المفكر العربي الفلسطيني الأمريكي الجنسية إدوارد سعيد في الدورة الخامسة، أما جائزة الدورة السادسة فنالها الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، ونالت مجلة العربي الكويتية جائزة الدورة السابعة، وتقاسم الشاعران محمود درويش وأدونيس جائزة الدورة الثامنة، وحصل عليها الدكتور ثروت عكاشة في دورتها التاسعة، ثم تقاسمها جمعة الماجد والشاعرة والناقدة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي في الدورة العاشرة، ومنحت جائزة الدورة الحادية عشرة للشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات). وكانت نتائج الدورة الحالية في مجالات الجائزة الأخرى قد أعلنت قبل أسابيع، فحصل الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين على جائزة الشعر، والدكتورة رضوى عاشور على جائزة القصة والرواية والمسرح، وذهبت جائزة الدراسات الأدبية والنقد للناقد الفلسطيني الدكتور فيصل دراج، في حين منحت جائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية للمؤرخ العراقي الراحل عبد العزيز الدوري.