حوار - بسام عبد السميع أثمرت استراتيجية مجلس التوازن الاقتصادي في أبوظبي عن تنفيذ 35 مشروعاً في قطاع صناعات الطيران والدفاع باستثمارات تقارب 7.5 مليار درهم، بما يربو على ملياري دولار، فيما يجري حالياً تنفيذ خمسة مشاريع أخرى، ويعود 23 مشروعاً من هذه المشاريع بالمنفعة المباشرة على القطاع الخاص بدولة الإمارات، سيف محمد الهاجري، الرئيس التنفيذي لـ«توازن». وقال الهاجري في حوار مع «الاتحاد»: «بدأ مجلس التوازن الاقتصادي منذ عام 2010 التركيز على قطاعات التصنيع الدفاعي وصناعات الطيران، وأبرم 107 اتفاقيات مع أبرز المصنعين لإرساء شراكات واغتنام الفرص من أجل مشاريع ذات جدوى وتعود بالمنفعة على كافة الجهات». وأوضح أن مجلس التوازن الاقتصادي يمثل منصة تساهم في جذب هذه المشاريع إلى الدولة من خلال الإشراف على تطبيق برنامج التوازن الاقتصادي على مشتريات القوات المسلحة من المعدات والخدمات. وذكر أن توازن القابضة ساهمت بإضافة 9.2 مليار درهم، بما يعادل 2.5 مليار دولار من خلال الاستثمارات في مجال الصناعة الدفاعية، مؤكداً سعي «توازن» لتشجيع شركات الدفاع المحلية لتعزيز قدراتها خدمة للدولة باعتبار ذلك أولوية، وأن تعمل كمنصة دولية لأننا نريد من هذه الشركات أن تكون مستقلة ولها حضور عالمي بحيث توفر خدماتها على الصعيدين الإقليمي والعالمي في المستقبل. وتابع الهاجري «نظراً لأن قطاع الدفاع يعتمد كثيراً على التكنولوجيا باعتبارها المحرك الأساس له، أولت دولة الإمارات اهتماماً لهذا القطاع»، معرباً عن تطلعه إلى استهداف قطاعات محددة مع التركيز على الأنظمة الأوتوماتيكية والذخيرة والمنصات العسكرية مثل آليات نمر وغيرها. وقال الهاجري «نركز حالياً أيضاً على مجال الأمن الإلكتروني باعتباره أحد الاهتمامات الجديدة بالنسبة لنا، ونستهدف أيضاً القدرات المتطورة مع التركيز على تعزيز الهندسة وتكامل الأنظمة والصيانة والإصلاح والعمرة وأن نكون جزءاً من المنظومة التكنولوجية والصناعية العالمية». وأضاف الهاجري، نعتبر السوق المحلية نقطة الانطلاق الأساسية اعتقاداً منا بأن السوق العالمية مهمة وجاذبة للغاية للإمارات والشركات التي نعمل على تأسيسها. وبالنسبة للمشاريع قيد التطوير، أفاد الهاجري بأن «توازن» تضيف كل عام ما بين 3 إلى 5 مشاريع إلى السوق المحلية وتتطلع إلى إطلاق ما بين 40 إلى 60 مشروعاً خلال الأعوام الخمسة إلى العشرة المقبلة. ولفت إلى أن دولة الإمارات تتميز بسلسلة إمداد لوجيستي متينة مع برامج الترخيص الملائمة التي تتيح لهذه الشركات التكامل ببساطة مع الشركات الـ35 الشركات التي تم تأسيسها. وقال الهاجري «توجد حالياً 43 شركة من القطاع الخاص تتمتع بعضوية في مجلس الشركات الدفاعية الوطنية ويواصل هذا الرقم ارتفاعه، فيما تزيد عضوية مجلس الشركات الدفاعية الأجنبية على 107 شركات»، مشيراً إلى أنه من خلال هذين المجلسين، تتم اللقاءات بشكل منفصل أو مشترك وفقاً للفرص المتاحة، كما تم توفير أكثر من 3 آلاف وظيفة للمواطنين من خلال المشاريع التي أشرف مجلس التوازن الاقتصادي على إقامتها. المشاركة في «آيدكس 2017» وأشار إلى مشاركة «توازن» في معرض ومؤتمر الدفاع الدولي آيدكس 2017، الذي اختتم أعماله الخميس الماضي، بجناح ضم 8 من الشركات التابعة لها والشركاء، وهي: مجمع توازن الصناعي، والحصن لأنظمة الدفاع، وشركة المتقدمة بايروتيكنكس، وجاهزية، ورماية، وأكاديمية ربدان، مركز توازن للتدريب، وممثلين عن مجلس الشركات الدفاعية الوطنية. وأكد الهاجري، أن آيدكس يمثل أكبر معرض ومؤتمر دولي للدفاع بمنطقة الشرق الأوسط، حيث يعد منصة مهمة بالنسبة لشركة توازن لاستشراف وإبرام هذه الشراكات وإرساء علاقات بناءة تضيف قيمة بعيدة الأمد لاقتصاد الدولة وتلبي الأهداف المنشودة المتمثلة بتعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة. ولفت إلى حرص الشركة الدائم على إبرام مشاريع جاذبة من خلال الشركات والعلاقات البناءة والاستثمارات الاستراتيجية ذات الجدوى في قطاعات مدروسة تسهم في إيجاد فرص عمل للمواطنين ونقل الخبرات والمعرفة للدولة. ونوه إلى أن جناح توازن استعرض خلال مشاركته في «آيدكس 2017» أحدث الحلول والخدمات المتطورة بهدف استقطاب وإبرام شراكات جديدة وجذب الاستثمارات لإقامة مشاريع مشتركة في القطاعات الاستراتيجية ذات الجدوى تسهم في إيجاد فرص عمل للمواطنين وبناء الجيل القادم من قادة القطاع الصناعي بدولة الإمارات. كما تسهم المشاركة في المعرض بنقل الخبرات والمعرفة، وتعزز عملية التنوع الاقتصادي والاستدامة ونقل التكنولوجيا وإضافة قيمة اقتصادية في مجالات صناعية حيوية مثل الصناعات الأساسية ومنتجات المستخدمين «الأنظمة»، وخدمات الموردين/&rlm&rlm&rlm&rlmالمنتجين (الأجزاء)، والصناعات الدقيقة والتجميع والتدريب وبناء القدرات. وكشف عن أن الشركة أبرمت خلال مشاركتها في معرض آيدكس عدداً من مذكرات التفاهم مع بعض الشركات والمؤسسات العالمية العاملة بقطاع الصناعات الدفاعية، لإقامة مشاريع مشتركة. وفي ما يتعلق بعدد الأسواق الخارجية التي تتعامل الشركة فيها، أكد الهاجري بأن الشركة نجحت خلال فترة قياسية من تبوء مكانة مرموقة داخل وخارج الدولة كشركة للاستثمارات الصناعات الدفاعية وصناعات الطيران والسيارات والمعادن والتكنولوجية وأبرمت العديد من الشراكات مع كبرى المؤسسات الصناعية الرائدة عالمياً بهدف صقل المهارات واكتساب الخبرات وتطوير منتجات وأنظمة حديثة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك انطلاقاً من استراتيجيتها الاستثمارية القائمة على مواكبة المتغيرات المتسارعة في الأسواق العالمية. كما نجحت الشركة، في بناء سمعة مرموقة في تقديم منتجات وخدمات بمعايير عالمية في قطاع الطيران والصناعات الدفاعية، حيث باتت منتجات الشركة تستخدم على نطاق واسع لدى كبرى الشركات العالمية مثل بوينج وآيرباص وتوجد بقوة في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا وأوروبا. وعن نتائج مؤتمر أبوظبي للأوفست «أديوك»، الذي تزامن انعقاده مع آيدكس والمحور، الذي ركزت عليه توازن، أكد الهاجري، بأن مؤتمر أبوظبي للأوفست الذي أقيم هذا العام شعار «اجتذاب الفرص: دور الشراكات الصناعية في تغيير المخطط الاقتصادي». واستقطب الحدث ممثلين عن الشركات الدفاعية العالمية وخبراء حكوميين ومتخصصين من 25 دولة ونجح في تحقيق أهدافه المشتركة المنشودة التي تعود بالمنفعة على دولة الإمارات العربية المتحدة ومجتمع الدفاع الدولي. وأكد أن «أديوك»، الذي يقام كل عامين يمثل منصة حيوية لمناقشة واستشراف أحدث التوجهات في مجال الأوفست والتبادل التجاري وتسليط الضوء على أهمية الشراكات والدور المتنامي للأوفست ضمن اقتصاد سريع النمو. كما يسهم الحدث في توفير سبل التعاون في العديد من المواضيع الاستراتيجية المهمة مثل تأسيس مشاريع استثمارية جديدة تعزز التواصل ما بين شركات الدفاع الدولية والقطاع الخاص بدولة الإمارات، وآفاق التعاون المستقبلي ما بين الإمارات والدول الصناعية لإقامة مشاريع متكاملة وإيجاد المزيد من فرص العمل والمساهمة بالتالي في تنويع مصادر الدخل.