بسام عبدالسميع (أبوظبي) - حددت شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة "آتيك" بعد غدٍ الثلاثاء 7 فبراير، موعداً نهائياً لاستقبال أوراق طلاب برنامج النخبة للعام الحالي بحسب خالد الشملان مدير وحدة الشؤون الإستراتيجية والعمليات في الشركة. وقال الشملان "أسهم البرنامج في عام 2011 بدعم 41 طالباً ليعودوا لاستكمال دراستهم الجامعية في مجالات العلوم والهندسة بإبداع ورؤية مختلفة، إلى جانب 3 طلاب دراسات عليا". وأشار إلى أن هذه المبادرة الرائدة تسهم بامتياز في دمج الطلبة الإماراتيين في مجالات التقنية المتقدمة، وإعدادهم إعداداً متطوراً لقيادة اقتصاد الإمارات نحو تحقيق المزيد من التنوّع والازدهار. وتأسست "آتيك" في العام 2008، وهي شركة استثمارية متخصصة تركز جهودها على القيام باستثمارات كبرى في قطاع التكنولوجيا المتطورة سواء على الصعيد المحلي أو على الساحة الدولية، وهي شركة مملوكة بالكامل لشركة مبادلة للتنمية. إلى ذلك، أوضح الشملان أن برامج النخبة تتيح للطلبة عبر منشآت التصنيع في شركة جلوبل فاوندريز التي تمتلك آتيك معظم أسهمها، المشاركة في ورش تدريب تفاعلية وغرف محاكاة متطوّرة، لتعريفهم بتقنيات أشباه الموصلات والأساليب المتطوّرة التي تتطلبها صناعة شرائح الرقائق الإلكترونية، ومعايشة جميع مراحل العمل والتصنيع والاختبار في قطاع أشباه الموصلات بشكل واقعي ومتكامل، بدايةً من صناعة شرائح السيليكون، وتجميع الأجهزة ووصولاً لعمليات الاختبار النهائي للشريحة. كما يتوفر خلال البرنامج، فرص المشاركة في أنشطة وفعاليات ثقافية مع فرق عمل مختلفة، لتعزيز اندماجهم في بيئات العمل متعددة الثقافات، ما يشكل أحد مفاتيح نجاح إدارة الأعمال الصناعية العالمية. وبلغ عدد المشاركين في البرنامج خلال السنوات الثلاث الماضية 145 طالباً وطالبة من أكثر الطلبة الإماراتيين تميزاً، وقاموا بتطوير تطبيقات علمية أظهرت طاقاتهم الإبداعية. وذكر الشملان أن تلك التطبيقات تضمنت تطوير طرق جديدة لدمج الرقائق الالكترونية الدقيقة في اختراع الأطراف الصناعية، الأمر الذي يمنح فئات عديدة من ذوي الإعاقة فرصة القيام بمجموعة أكبر من الحركات التي تسهم بشكل كبير في تسهيل وتيسير حياتهم اليومية. كما تمكن أحد الطلبة المبدعين أيضاً من تصميم جهاز الكتروني مزوّد بشريحة الكترونية دقيقة، يمكن استخدامه في المطارات لمراقبة الأنشطة الحيوية في جسم المسافرين كبار السن، ما يتيح الاستجابة بشكل أسرع في حالات الطوارئ والحفاظ على العديد من الأرواح. وأضاف الشملان "تتنوّع المبادرات التعليمية التي تقدمها آتيك للطلبة الإماراتيين المبدعين في الدولة، لتشمل التعاون مع "بوليتكنك أبوظبي"، لتقديم برنامج الدبلوم العالي في تكنولوجيا أشباه الموصلات على مدى ثلاث سنوات، الذي يعد البرنامج الوحيد والأول من نوعه في تخصص أشباه الموصلات في المنطقة". وقال "نتيح كذلك للكوادر الوطنية التي تمتلك خبرات عملية في قطاعات التكنولوجيا المختلفة، الحصول على برنامج تدريبي أكاديمي متخصص لمدة عامين ونصف في مجال أشباه الموصلات عبر برنامج إعادة توجيه المهارات نحو أشباه الموصلات". ولفت إلى أن عملية تأهيل جيل مبدع ومدرّب من قادة المستقبل، هي عملية مستمرة ومتطوّرة تتم وفق خطوات مدروسة تتطلب استثمارات طويلة الأمد، ومبادرات فعّالة في التواصل مع الكوادر الوطنية لجذبها للانضمام لهذا القطاع الحيوي المتجدد. وأفاد بأن "آتيك" قطعت شوطاً مهماً في سبيل تحقيق استراتيجية شاملة لتأهيل الكوادر الوطنية وفق سياسة عملية مبدعة، لاستقطاب أفضل المواهب الإماراتية الشابة، تركّز على بناء القدرات وتنمية المهارات وتوفير أعلى مستويات التدريب والتأهيل في أرقى المعاهد والمؤسسات التعليمية محلياً وعالمياً. ويعد برنامج بعثة النخبة وبرنامج النخبة للتدريب الصيفي، من أبرز نماذج التعليم والتدريب المتطوّرة التي تقدمها شركة استثمار التكنولوجيا المتطوّرة "أتيك" بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم، حيث تمنح برامج النخبة الطلبة الإماراتيين المنتسبين لها فرصة التدريب والتعرف على أحدث التقنيات الحديثة في مجال تصنيع أشباه الموصلات، والإطلاع على المجالات والفرص الواسعة التي يتضمنها هذا القطاع. وبشكل مشابه، يقدم برنامج "مهمة العمل العالمية"، فرصاً مميّزة للكوادر الوطنية العاملة في مجالات الهندسة المختلفة، للحصول على الإعداد والتأهيل والتدريب الضروري للعمل في مجال أشباه الموصلات، حيث يركز كلا البرنامجين على تقديم مجالات تدريب وتأهيل متخصصة في منشآت شركة جلوبل فاوندريز. وأكد الشملان التزام "آتيك" باستقطاب أفضل الكوادر الوطنية المبدعة، والعمل على تطوير قطاع حيوي متكامل في أشباه الموصلات في أبوظبي، تلبيةً لطموح الإمارة بالتحوّل لوجهة عالمية للمعرفة والابتكار والريادة في مجال التكنولوجيا وقطاع أشباه الموصلات. وذكر أن مفهوم النجاح لدى "آتيك" لا يقتصر على استقطاب الكوادر الوطنية فحسب وإنما تدعمه تلك الإبداعات والتطبيقات العلمية المبتكرة والمستمرة التي يقدمها طلبة برنامج النخبة وأمثالهم من الطلبة المنتسبين لمختلف مبادراتنا التعليمية والتدريبية المميّزة، والتي تثبت أن لغة الأرقام ليست هي المطلب الوحيد لإنجاح حوار الإبداع والتميّز مع أجيال المستقبل، بل تبقى لغة الإعداد والتدريب المتخصص للكوادر الوطنية هي اللغة الرسمية لشركة آتيك في قطاع التكنولوجيا المتقدمة. وقال الشملان "باتت أشباه الموصلات تلعب دوراً حيوياً في جميع قطاعات الصناعة الحديثة، حيث أن هذه الشرائح الرقيقة تضم الواحدة منها حوالي ملياري ترانزيستور"، كما أصبحت تشكل الشريان الرئيسي لدفع تطوّر موارد الاقتصاد الحديثة في العديد من مناطق العالم". وأضاف "تدرك "آتيك" أهمية تأهيل وتدريب الطاقات الإماراتية المبدعة في مجال التقنيات الحديثة وتأهيلها لتبوءّ مواقع قيادية في إدارة وتشغيل قطاع أشباه الموصلات مستقبلاً، ولكن وفق منهجية مختلفة لا تشكل فيها لغة الأرقام مقياساً للنجاح، حيث إن "آتيك" تسعى لتحقيق التوطين عبر زيادة مهارة وجودة الكوادر الوطنية المستقطبة، وتوفير فرص التدريب المتخصص في التقنيات الحديثة والالتزام بتطوير مهارات وقدرات المبدعين الإماراتيين". وقال "لتحقيق هذه المنهجية، التي تنسجم مع رؤية حكومة أبوظبي باستقطاب كوادر وطنية مؤهلة للمساهمة في دعم خطط تنويع مصادر الاقتصاد الوطني، فإن آتيك تقوم بالاستثمار بشكل كبير في البرامج والمبادرات التعليمية المختلفة بالتعاون مع أرقى المؤسسات التعليمية العالمية والإماراتية"، بهدف تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية لتلبية احتياجات سوق العمل المستقبلية في قطاع التكنولوجيا المتقدمة في إمارة أبوظبي، وتأسيس اقتصاد وطني مبني على المعرفة والإبداع يعزز المكانة الاقتصادية للإمارة عالمياً، ويتيح مجالات وفرص عمل متخصصة لأجيال المستقبل، الذين سيشكلون النواة الأساسية لاستدامة وازدهار عمل قطاع أشباه الموصلات وغيره من القطاعات الصناعية في الدولة.