هلا عراقي (الشارقة) - نجح مهرجان الشارقة الضوئي في أن يبهر العالم بأطروحته الجمالية التشكيلية، للمرة الرابعة على التوالي، بتقديم سلسلة من العروض التي جسدت التطلعات الثقافية لإمارة الشارقة، وأبدع خلال المشاهد التي يحملها في طيات حضوره، أن يجذب المشاهد له من داخل الإمارات وخارجها، موظفاً الموروثات الجمالية من الإيقاعات المنسابة للأشكال والألوان والألحان، غارساً جذوره في عمق المهرجانات العالمية حتى بات تلك المحطة الثقافية السنوية التي تقدم فيها الشارقة رسالتها الجمالية بموسيقى لونية. وحظي المهرجان بنسخته الرابعة التي تتواصل ما بين 6 و14 فبرايــر الجاري، على اهتمام الزوار من خارج الشارقة، حيث حرص الكثير منهم على توقيت حضورهم للإمارة في موعد المهرجان، وهذا ما أكده سعيد عبدالرحمن العزيز زائر من السعودية بقوله: «تصادف أن كنت في زيارة إلى الشارقة عام 2003، وكانت السنة الأولى لانطلاق فعاليات المهرجان الضوئي على العالم، وصراحة أعجبت جداً بهذه التوليفة من الألوان والموسيقى، خاصة أنني اهتم بالموسيقى العالمية، وأن تأتي هذه الموسيقى مصحوبة بباقة رائعة من الصور والتشكيلات، أمر حري باهتمام الجميع، لذا سألت عن المهرجان وفترة انعقاده، وها أنا الآن أشاهد بإعجاب النسخة الرابعة من تجربة فنية عربية فريدة أهدتها إلينا الشارقة». عروض المهرجان أما عروة شهاب من سلطنة عُمان، فهي ليست المرة الأولى التي يستمتع بحضور عروض المهرجان الضوئي، فسبق له أن شاهدها العام الماضي، لكن هذه المرة أحضر عائلته للاستمتاع بهذه الأجواء الفنية الرائعة التي تعيشها الشارقة، فهو يرى الشارقة مدينة جميلة تتوافر فيها عناصر الراحة والترفيه الهادف، وهذا المهرجان يأتي ليكمل سلسلة جمالياتها. وتحدثت بيسان عقيل، من لبنان، عن أن مهرجان الشارقة الضوئي بات تظاهرة سنوية تجدد علاقتنا بالفن والموسيقى من خلال سهرات نمضيها على أنغام العروض الضوئية الموسيقية، وتجددها من عام إلى آخر يعكس حرص المنظمين للمهرجان على أن لا يفقد بريقه بل هو في تألق مستمر من عام إلى آخر، وهذا ما لمسناه في العام الحالي، حيث جاء المهرجان هذا العام بنكهة خاصة وذوق فريد احتفاء بتتويج الشارقة عاصمة للثقافة العربية والإسلامية. معالم سياحية وأشار سليمان محمد إلى أن الجميل في المهرجان أنه لا يقتصر على منطقة بعينها دون أخرى، بل يفترش رقعة واسعة من أهم المعالم السياحية في مدينة الشارقة، وكل ليلة نسهر مع عروض مختلفة من مكان إلى آخر، ما يضفي جمالية مميزة على المهرجان الذي استطاع أن يستقطب أعداداً هائلة من الزوار، فما أن يحين موعد العروض حتى تفاجأ بأعداد كبيرة من المشاهدين الذين تجمعوا للاستمتاع بمشاهده الجمالية الحية. كما تحدثت منى حمودة عن أن مهرجان الشارقة الضوئي أيقظ في نفس الجماهير الروح الفنية، وتضيف: «أمضيت سهرتي في القصباء أمس، وما أن صدحت موسيقى العرض حتى ارتفعت أيدي الحضور عالياً بالهواتف المتحركة، وكل منهم يرغب في توثيق هذا الحدث الجمالي، فكان مشهداً رائعاً تبارى فيه الجميع لتخليد هذا العرض». مكانة الإمارة وأكد محمد علي النومان، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، أن هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة لا تتوانى عن بذل كافة الجهود للارتقاء بالقطاع السياحي بالإمارة إلى أعلى المستويات، وتعزيز مكانة الإمارة على خريطة المهرجانات والفعاليات العالمية، وما كان ذلك ليتحقق إلا بفضل التوجيهات السامية والرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة. وأضاف النومان مع تتويج الإمارة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014، حفل المهرجان هذا العام بعروض جديدة لا تقل روعة عن عروض وتصاميم الأعوام السابقة، وقد شمل المهرجان مختلف مدن الإمارة، وإضافة مواقع جديدة لتحتفل بعرس الأضواء والألحان المبدعة الذي اتخذ من لقب الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية «شعاراً له».