كشف محمد صالح، مدير عام الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، عن تدشين العمل في المرحلة الأولى من مشروع محطة تحلية المياه في أم القيوين، والمقرر لها أن تبدأ الإنتاج الفعلي نهاية العام المقبل 2021 بطاقة 50 مليون جالون في اليوم، وتصل طاقة المشروع عند استكمال باقي مراحله إلى 150 مليون جالون على مراحل، وأشار إلى أن الهيئة دشنت أعمال المسح الخاصة بمركز الخريجة لتخزين المياه بإمارة رأس الخيمة، وقررت رفع طاقة التخزين بهذا المركز إلى 180 مليون جالون.
وأوضح محمد صالح في حوار مع «الاتحاد»، أن الإمارات تضع قطاع المياه في مقدمة الأولويات لما له من أهمية كبيرة في تحقيق التنمية المطلوبة والمستدامة لكافة القطاعات، وقد ترجمت الدولة هذه الأهمية عبر عدد من الخطط والاستراتيجيات والمشروعات والتي جرى تنفيذها خلال السنوات الماضية، وأسهمت في أن تتبوأ الدولة بها المراتب المتقدمة عالمياً في قطاع التحلية بإنتاج نحو مليار و400 مليون جالون يومياً، مشيراً إلى أن الهيئة وانطلاقاً من الاستراتيجية الوطنية للأمن المائي التي أقرتها الحكومة الرشيدة للعام 2036، تنفذ منظومة متكاملة من المشروعات الخاصة بقطاع المياه، يتقدمها قطاع الإنتاج فالتخزين ثم النقل والتوزيع، وجميع هذه المشروعات تخدم أهداف الهيئة واحتياجات المناطق التي تغطيها من قطاع المياه والتي تصل حالياً إلى 130 مليون جالون يومياً، وبحسب دراسة أجرتها الهيئة، فإن هذه الاحتياجات ستتضاعف إلى 260 مليون جالون يومياً بحلول العام 2036.

محطات التحلية
وأضاف، بأن لدى الهيئة محطات تحلية بالتناضح العكسي تنتج مليون جالون يومياً، وهناك بعض المحطات الحرارية بطاقة إنتاجية تصل إلى 20 مليون جالون في اليوم، ويتم إنتاج 5 ملايين فقط منها، نظراً لتكلفة إنتاجها العالية، أما باقي الكميات فيتم جلبها من أبوظبي، بواقع 60 مليون جالون يومياً، بالإضافة إلى حوالي 9 ملايين جالون من القطاع الخاص، وبالنسبة للمشروعات قيد الإنجاز حالياً، فهناك محطة أم القيوين وهي أكبر محطة لدى الهيئة لإنتاج المياه المحلاة، ويجرى إنشاؤها بنظام المنتج المستقل بالمشاركة مع الهيئة، وتصل طاقة هذه المحطة إلى 150 مليون جالون، وبدأنا العمل في المرحلة الأولى من المشروع، وسيكون بطاقة إنتاجية 50 مليون جالون يومياً، وسيتم إنجاز هذه المرحلة نهاية العام المقبل 2021، فيما يجرى تنفيذ باقي المراحل تباعاً.

مزودو التكنولوجيا
وكشف عن تواصل الهيئة مع مزودي التكنولوجيا العالميين المتخصصين في تحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية، للتعرف على النجاحات التي تحققت في هذا المجال والتقنيات المستخدمة والكميات المنتجة من هذه المحطات، لافتاً إلى أن فكرة تحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية تقوم على بناء محطات مخصصة لاستقبال الطاقة الشمسية، يطلق عليها محطات «سي بي اس» وتقوم هذه المحطات بتحويل الطاقة الشمسية الكثيفة لطاقة كهربائية تستخدم في تشغيل محطات تحلية مياه البحر.
وتابع: إن الهيئة لديها خطط لرفع طاقة التخزين في جميع المناطق التي تغطيها لتصل إلى 260 مليون جالون، وبدأنا فعلياً في ترجمة هذه الخطط، عبر إنشاء مراكز التوزيع الضخمة التي ستكمن الهيئة من توفير المياه اللازمة لعمليات الإمداد للمناطق السكنية وغيرها، خاصة في حالات الطوارئ، ويتمثل أكبر مشروع لدى الهيئة حالياً في مركز الخريجة، وقد دشنت الشركة المنفذة للمشروع، خلال الفترة الماضية، عمليات المسوحات للموقع تمهيداً للبدء في إنشائه، مشيراً إلى أن هذا المشروع كان مقرراً له في السابق أن يكون بطاقة 150 مليون جالون، ورأينا رفع هذه الطاقة إلى 180 مليون جالون، مع الوضع في الاعتبار إمكانية رفع هذه الطاقة في المستقبل إذا تطلب الأمر، مشيراً إلى أن اختيار مكان هذا المشروع في منطقة الخريجة بإمارة رأس الخيمة، سيخدم العديد من المناطق السكنية الجديدة في الإمارة مثل بطين السمر والرفاعة، والجزيرة الحمراء. وأوضح بأن الهيئة تبني عدة مراكز للتخزين في العديد من المناطق التي تغطيها والتي من بينها مركز بطاقة 40 مليون جالون في منطقة الحليو بعجمان ومركز في البريرات برأس الخيمة بطاقة تخزين 20 مليون جالون، ومركز للتوزيع في وادي حقيل، بالإضافة إلى خزانات بطاقات مختلفة في كل من الغيل وفلج المعلا ودبا الفجيرة وغيرها من المناطق.

خطوط النقل والتوزيع
وأكد أن خطط الهيئة لقطاع النقل والتوزيع تشمل إنشاء خطوط نقل كبيرة لمراكز التخزين والتوزيع الرئيسة، إلى جانب شبكات للمناطق السكنية الجديدة، وإحلال جميع الشبكات القديمة لوقف هدر المياه فها وتحسين عمليات الإمداد. وذكر أنه لدى الهيئة حالياً مشروع لإنشاء خطين جديدين بأقطار كبيرة «1200ملليمتر»، الأول ينقل المياه من المحطة الجديدة في أم القيوين إلى مركز الخريجة، ويخدم هذا الخط عدداً كبيراً من المناطق السكنية التي سيجرى تغذيتها من محطة التخزين والتوزيع بهذه المنطقة، مثل بطين السمر والرفاعة والجزيرة الحمراء ومدينة الشيخ خليفة بن زايد والظيت وغيرها من المناطق القريبة من المشروع، فيما يتجه الخط الثاني من محطة التحلية إلى إمارة عجمان، وسيتم الانتهاء من المشروعين خلال 18 شهراً. وبين أن الهيئة ستبدأ، مارس المقبل، في ترسية عقود إنشاء بطول 90 كيلومتراً، الأول سيكون بطول 50 كيلومتراً وسيغطي مشروع بطين السمر السكني الجديد الذي يجرى إنشاؤه من قبل برنامج الشيخ زايد للإسكان، والثاني بطول 40 كيلومتراً سيغطي منطقة الرفاعة التي تشهد توسعات سكنية مستمرة، كما بدأت الدائرة في إحلال الشبكات القديمة، سواء لشبكات التوزيع الرئيسة أو الشبكات والتوصيلات الفرعية، بالإضافة إلى استبدال العدادات القديمة بعدادات ذكية، وإلى جانب هذه المشروعات هناك مشروعات إحلال الشبكات القديمة في كل منطقة شعم وجلفار والرمس وغليلة في رأس الخيمة والمناطق الصناعية في أم القيوين، كما تقوم الهيئة بإنشاء خطوط نقل وتوزيع لعدد من مناطق عجمان من بينها، مدينة الشيخ محمد بن زايد والمناطق الصناعية.

الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه
تقوم الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه 2036 على تنفيذ الإدارة المتكاملة لموارد المياه على جميع المستويات، من خلال خفض إجمالي الطلب على الموارد المائية بنسبة 21%، وزيادة كفاءة استخدام المياه في جميع القطاعات وتحسين نوعية المياه عن طريق الحد من التلوث ووقف إلقاء النفايات والمواد الكيميائية الخطرة، وتقليل تسربها إلى أدنى حد، وزيادة نسبة إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 95%.