ترأس الرئيس السوداني عمر البشير اجتماعا لحكومته امس في الفاشر عاصمة ولاية شمال دار فور في رسالة للعالم الخارجي تبين استقرار الاوضاع في الاقليم المضطرب غربي السودان· وكان البشير قد اتهم في كلمة خلال الجولة التي يقوم بها للاقليم الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني جوردن براون بالمبالغة في ازمة دارفور لإخفاء ''فشلهما في العراق''· واعلن البشير امام نازحين في مدينة الفاشر أن ''بوش وبراون يبالغان فيما يجري في دارفور لتغطية الانتهاكات المرتكبة في العراق وفشل دولتيهما في احتواء الوضع''· وتحدى البشير بوش وبراون أن يخطبا مباشرة ''امام تجمعات شعبية في بغداد'' كما فعل هو في دارفور· وسخر البشير منهما قائلا ''لا يتجرأ أي مسؤول اميركي او بريطاني إعلان زيارته الى العراق قبل موعدها'' منتقدا المنظمات الانسانية التي تساعد نازحي دارفور· واتهم الرئيس السوداني ''بعض تلك المنظمات بجمع الاموال باسم دارفور دون انفاقها على المنكوبين واستغلال الازمة لاغراض تجارية''· وقال البشير ''لن نقبل أن تتحول مخيمات النازحين الى متاحف يعرض فيها البؤس البشري على مرأى العالم· إن سكان دارفور، بتراثهم الثقافي وتقاليدهم، قادرون على المصالحة وإيجاد حلول لمشاكلهم بدون مساعدة اجنبية''· وبدأ البشير أمس الاول زيارة الى دارفور لإظهار اهتمام الخرطوم بتنمية تلك المنطقة المضطربة وعلى تحسن الامن فيها· وبعد تدشين عدة مشاريع في جنوب دارفور ترأس البشير مجلس وزراء استثنائي يعقد في الفاشر ويخصص لتنمية الاقليم · ومن جهة اخرى، وفي الوقت الذي هاجمت فيه حركة تحرير السودان المتمردة في إقليم دارفور خريطة الطريق التي أصدرها مؤتمر طرابلس لحل الأزمة، أعلنت الحكومة التشادية عن ترحيبها بنشر قوات دولية في أقاليمها الشرقية لمنع انتقال الحرب الأهلية في دارفور إلى أراضيها· وقال احمد علامي وزير الخارجية التشادي ل''الاتحاد'' إن التعاون مع المجتمع الدولي ونشر قوات أممية في شرق البلاد يهدف إلى منع تكرار أزمة دارفور في تشاد، وقال المسؤول التشادي إن قوات بلاده غير قادرة على توفير الحماية لمعسكرات اللاجئين والنازحين المنتشرة في المنطقة موضحا'' إن في شرق البلاد يوجد به نحو 220 ألف لاجئ سوداني هربوا من دارفور بالإضافة إلى نحو 170 ألف نازح تشادي شردهم الوضع الأمني المتردي الذي نتج عن الأزمة وحركة المسلحين في المنطقة، وأوضح علامي أن التعاون مع المجتمع الدولي لن يكون على حساب التعاون الأمني مع الحكومة السودانية بعد أن تقرر نشر قوات مشتركة بين البلدين لمراقبة الحدود تنفيذا'' لاتفاقية طرابلس قبل نهاية الشهر الجاري· وكشف الوزير التشادي عن أن المقترح الدولي ينص على نشر قوات أممية في تشاد وأفريقيا الوسطى وان الانتشار سيتم قبل نهاية العام الجاري وأن عدد القوات الدولية يتراوح بين ألفين إلى ثلاثة آلاف جندي· وعلى صعيد آخر أعلن عبدالواحد محمد احمد النور رئيس حركة تحرير السودان الرافضة لاتفاقية ابوجا في اتصال مع ''الاتحاد'' رفضهم لمقررات مؤتمر طرابلس الأخير وخريطة الطريق التي أعلنها، وقال النور إنهم في حركة التمرد يرحبون فقط بمقررات مؤتمر باريس الذي شدد على ضرورة وحتمية التدخل الدولي لحسم أزمة دارفور· وعن رفضهم للاجتماع المقترح لقادة حركات دارفور المسلحة في مدينة اروشا التنزانية الأسبوع القادم من اجل توحيد المواقف التفاوضية للحركات أشار النور إلى أن رفضهم يعود إلى مشاركة حركات لا وجود لها في الميدان وترتبط بشكل غير مباشر بالقوات الحكومية· وأوضح زعيم حركة التمرد استعدادهم للمشاركة في أي مفاوضات سياسية مع الحكومة السودانية ولكن يجب أن يضمن المجتمع الدولي التزام الخرطوم بتنفيذها · الى ذلك اجتاحت الأمطار والسيول والفيضانات ولاية نهر النيل بشمال السودان واحدثت اضرارا بالغة تعذر على إثرها الوصول الى بعض المناطق لمساعدة مئات الأسر المشردة والمعزولة تماما في بعض الجزر· وقال غلام الدين عثمان والي ولاية نهر النيل امس إن الساعات القادمة ستشهد عملية إسقاط جوي للمواد الغذائية والطبية للمناطق المعزولة· وقال إن ولاية نهر النيل وضعت كافة إمكانياتها واجهزنها في حالة استنفار ووجه بالإخلاء والترحيل الفوري للجزر المهددة بمياه النيل خلال 48 ساعة·