فاطمة عطفة (أبوظبي)

المسرح أبو الفنون، وهو يلغي الحواجز الزمنية بين الماضي والحاضر. وفي العرض الموسيقي الغنائي الذي قدمته فرقة وائل شوقي، مساء أول أمس، على المسرح المكشوف في اللوفر أبوظبي، شاهد الجمهور لوحات ومشاهد غنائية أداها حوالي 20 فناناً بإيقاعات الأيدي والدفوف حول ثلاثة مطربين يتناوبون في الغناء. شارك في أداء هذا الحفل الجماعي فنانون من الإمارات والبحرين ومصر. وجاء العرض في إطار البرنامج الثقافي الخاص بمعرض «فن الفروسية: بين الشرق والغرب»، الذي يقام بمتحف اللوفر أبوظبي.
تابع الأداء في جميع المشاهد واللوحات الفنية ليظهر نمطاً غنائياً تراثياً يعرف بـ«فن الفجري»، وهو مرتبط بغواصي اللؤلؤ في الخليج العربي منذ مئات السنين، وهو يعبر عن المشاهد الاحتفالية التي كان يقوم بها الرجال في مواسم الغوص. واستوحى الفنان شوقي عرضه من إحدى أقدم أعمال الأدب الفرنسي المعروفة بعنوان: «أغنية رولان»، ومن كتاب «الحروب الصليبية كما رآها العرب» من تأليف الروائي اللبناني الفرنسي أمين معلوف.
وحول أداء الفرقة وانطباع مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي، قال: إن ما قدمته هذه الفرقة يمثل طريقة جيدة لإظهار الخلاف وعدم التفاهم والتوتر الذي يظهر في أداء الأغاني والموسيقا، وهي رائعة بألحانها وكلماتها وقد استمتع بها الحضور، وجاء أداؤها على المسرح بطريقة فنية مناسبة أمام الجميع، بتعبيرها الجماعي الذي تؤديه عدة أصوات.
وقالت علياء الشامسي، مدير البرامج الثقافية بالإنابة في اللوفر أبوظبي: العرض اليوم جاء من الشعر الفرنسي، وتحديداً من «أغنية رولان»، والفنان شوقي قدم العرض من وجهة نظر عربية مختلفة، هذا هو فن «الفجيري»، ومع الفرقة مشاركة فنانين من الإمارات مختصين بهذا الفن، وهو من منظور عربي خليجي.
وكان للشباب رأيه في هذا العرض الجميل، وكيف ينظر إلى إحياء الفن القديم، حيث قال خالد الأستاد: لم أعش هذا الزمن، لكن من تعلقي للتراث أحب أن أستعيد هذه اللحظات وأبحث عن الأماكن الأثرية التي تضم كنوز التراث، حتى أعرف أجدادي وكيف كانوا يعيشون، وما هي الأشياء التي كانت تشغل وقتهم وأفكارهم، والأشياء التي كانت تقوي علاقتهم مع بعض. شيء جميل ومفيد أن نرى مشاهد من أجوائهم وتجاربهم ونشعر بهم ونقدرهم.

فن يجمع ولا يفرّق
عبّر محمد الأستاد، عن سروره بحضور هذا العرض الفني التراثي بإيقاعاته الشعبية التي تعتمد على التصفيق وحركات الجذع والذراعين، وقال: هذه المشاهد الفنية أعادتني إلى أيام الغوص والاحتفالات الشعبية في تلك المواسم، وهي تذكرني بجدي والوالد، هذا الفني جمع الناس ولا يفرقهم، كما يلغي المسافات والأعراف وكل العنصريات. وهذه (النوبة) كما تسمى شعبياً، فيها كل أنواع الفنون.