إسطنبول (وكالات)

بدأ وصول مئات المهاجرين المقيمين في تركيا إلى الحدود مع اليونان وبلغاريا، أمس، بعد أن أكد مسؤول تركي بارز أن أنقرة لم تعد ملتزمة باتفاق أبرمته مع الاتحاد الأوروبي في عام 2016 لمنع وصول اللاجئين إلى أوروبا.
وقالت اليونان وبلغاريا الدولتان العضوان في الاتحاد الأوروبي: «إنهما تشددان القيود على الحدود، لمنع مرور المهاجرين بطريق غير قانوني، وقالت بلغاريا إنها تقوم بإرسال ألف جندي إضافي إلى الحدود مع تركيا».
وأعلنت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد يتوقّع من تركيا «احترام تعهّداتها» الواردة في الاتفاق الهادف للحد من تدفق المهاجرين، رداً على تصريحات المسؤول التركي كبير.
وأكد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو، خلال مؤتمر صحافي: «من وجهة نظرنا، الاتفاق ما زال قائماً، وننتظر من تركيا أن تحترم التزاماتها».
وأظهرت لقطات تلفزيونية مهاجرين يسيرون صوب الحدود اليونانية، ويحمل بعضهم حقائب من البلاستيك وأطفالاً صغاراً، بينما نظمت الشرطة وقوات حرس الحدود اليونانية دوريات على الجانب الآخر من الحدود. وهناك مشاهد مماثلة على الحدود البلغارية. وبثت وسائل إعلام تركية لقطات لعشرات الأشخاص، بينهم نساء وأطفال، يستقلون قارباً مطاطياً على ساحل بحر إيجة. وأفادت تقارير بأنهم في الطريق إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.
ويأتي الابتزاز التركي بشأن تنفيذ التهديدات، التي سبق أن أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان بفتح الأبواب إلى أوروبا، بعد مقتل 33 جندياً تركياً في ضربة جوية نفذتها قوات الحكومة السورية في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.
وفي مارس 2016، أبرمت تركيا والاتحاد الأوروبي اتفاقاً مثيراً للجدل بشأن المهاجرين، أسهم إلى حد كبير في خفض عدد العابرين إلى اليونان.
وينص هذا الاتفاق خصوصاً على إعادة المهاجرين بشكل منتظم إلى تركيا مقابل مساعدات مالية، وعلى أن تتخذ أنقرة تدابير لمنع فتح طرق هجرة جديدة من أراضيها نحو الاتحاد الأوروبي.
لكن سجلت أثينا والاتحاد الأوروبي ارتفاعاً في عدد الواصلين خلال الأشهر الأخيرة.
وهددت أنقرة مراراً بعدم الالتزام بالاتفاق، مطالبةً في المقابل بالمزيد من المساعدات الأوروبية لمعالجة الأزمة الإنسانية في إدلب، حيث فرّ نحو مليون شخص من الضربات إلى مناطق قريبة من الحدود التركية.