في حالات كثيرة ينتابنا انفعال الغضب فنغضب ونثور كالبركان ونفقد قدرة التفكير والإدراك والتحمل وينزوي عقلنا خلف ضباب الغضب وتتكون في داخلنا رغبة ملحة لتكسير الأشياء حولنا، فلا نرى ولا نسمع سوى صرخة غضب في أعماقنا تدفعنا من جديد لنخسر أشياء نعتز بها وتعتز بنا ثم نستيقظ بعدها على بكاء الندم داخلنا. هكذا تستثير باستمرار مثيرات الحياة استجاباتنا المتعددة وانفعالاتنا المختلفة، لاسيما الغضب حين ندرك وجود تهديد، إما من خلال إحساساتنا الخارجية وإما في عقولنا من خلال خيلايانا الوهمية، إلا أن فهم سيكولوجية الغضب وما ينتج عن ذلك الغضب من أحاسيس نشعر بها وأفكار وسلوك يمكن أن يكون الخطوة الأولى لكسر دائرة الغضب السلبي. تقول الاستشارية النفسية سارة الحربي عن سيكولوجية الغضب: «يعرف الغضب بأنه سلوك متعلم تختلف حدته من الاستثارة الخفيفة انتهاء إلى الثورة الحادة. وقد يعرف الغضب أيضا بأنه حالة انفعال عاطفي حاد طبيعية وصحية وإنسانية، لكن عندما يخرج الفرد من قدرة السيطرة والتحكم فيه، فإنه يتحول إلى مشكلة هدامة تؤدي إلى شرخ كبير في العلاقات الاجتماعية والأسرية. وأهم أعراضه، تغير لون البشرة، تغير شكل العينين ونظراتهما، تغير وضع الشعر واتجاهه، توتر العضلات واستعدادها للانقضاض، الاتجاه العام للجسم والاستعداد للحركة، سرعة ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، اتساع حدقة العين، التدفق الكلامي، التصرفات العشوائية. وهناك سمات عامة للسلوك منها التكثيف، الاعتباطية، الاندفاع وعدم التبصر، التناقض وعدم الاتساق، وعدم إقامة أي اعتبار للنتائج. ومن أسباب الغضب، الإرهاق، الجوع، الألم، المرض، الإحباط، القلق، التفسير السلبي للمواقف، وجود قناعات مسبقة عن بعض الأشخاص أو الأحداث أو القضايا.