محمد حامد (الشارقة)
انتهى حلم ليفربول في الحصول على دوري بلا هزيمة، بعد سقوطه بالثلاثة أمام واتفورد، وفي المقابل سوف يستمر الإنجاز التاريخي مسجلاً باسم أرسنال، والبروفيسور آرسين فينجر حتى إشعار آخر، وعلى الأرجح فإن معادلة أو تحقيق هذا الإنجاز الصامد منذ موسم 2003-2004 لن يتكرر قريباً، خاصة أن البريميرليج هو أحد الدوريات الأكثر تعقيداً وصعوبة، فالأندية الصغيرة لا تتوقف عن التخطيط لإسقاط الكبار. واتفورد الملقب بالدبابير، والذي يصارع من أجل تجنب الهبوط لدوري الدرجة الأدنى، فعلها وحافظ على تاريخ المدرب الفرنسي الشهير آرسين فينجر، والذي قاد المدفعجية للإنجاز التاريخي موسم 2003-2004، حينما فاز بـ 26 مباراة، وتعادل في 12، ولم يعرف طعم الخسارة، ليحسم لقب الدوري وفي رصيده 90 نقطة، متفوقاً على تشيلسي بفارق 11 نقطة، و15 عن فريق مان يونايتد.
وفي الفترة المذكورة، تجنب أرسنال الخسارة في 49 مباراة متتالية، في حين توقف ليفربول عن هذه السلسة بعد 44 مباراة دون أي خسارة، ليس هذا فحسب، بل إن ما فعله واتفورد يصب في مصلحة بعض الأسماء الشهيرة في عالم التدريب، فقد استمر بيب جوارديولا المدير الفني لمان سيتي، أول مدرب يحقق أطول سلسلة انتصارات في تاريخ البريميرليج، حينما فعلها مع مان سيتي في 18 مباراة متتالية، وتوقف إنجاز كلوب في نفس المحطة، أي أنه لم يتمكن من كسر رقم الفيلسوف، وبذلك كان لدبابير واتفورد الفضل الكبير في الحفاظ على تاريخ فينجر، وكبرياء الفيلسوف.
وفي ردة فعله المباشرة على الخسارة بثلاثية أمام واتفورد، الذي بدأ المباراة أمام الليفر وهو في المركز قبل الأخير، وبفارق 55 نقطة لمصلحة الليفر، قال كلوب: إن فريقه تحرر الآن من هوس جنون الأرقام القياسية، فقد كان هناك شعور بالضغط لدى البعض للاستمرار في تجنب الخسارة، ونجح الفريق في تحقيق ذلك على مدار 44 مباراة متتالية، ولكنه بعد الخسارة أمام واتفورد، فسوف يشعر بزوال الضغوط، ويعود من جديد لتقديم كرة القدم الجيدة، ويبدأ مجدداً في تحقيق الانتصارات.
وبتواضعه المعتاد، قال كلوب: إن واتفورد كان الطرف الأفضل في كل شيء، واستحق الفوز، وطالب الصحافة والإعلام بالكتابة عن الطرف المنتصر، وألا يكتبوا عن المباراة أو يتفاعلون معها من زاوية الطرف المهزوم، وهو فريق ليفربول، وفي هذه المطالب لمس كلوب واحدة من معضلات كرة القدم في العالم، وهي أن الأندية الكبيرة حينما تخسر أمام كيانات كروية صغيرة، فإنها تستمر في جذب الأضواء والاهتمام على حساب الطرف الصغير المنتصر. وتفاعلاً مع هزيمة الليفر، احتفل عشاق أرسنال بطريقة جنونية، حيث يستمر المدفعجية بمفردهم في دائرة الإنجاز التاريخي، وهو التتويج بدوري الإنجليز بلا أي هزيمة، وقد طالب البعض من جماهير أرسنال، بضرورة أن يتم عمل ممر شرفي لفريق واتفورد في المباراة الأخيرة بالدوري، والتي سوف يواجه خلالها فريق أرسنال، بل إن البعض الآخر ذهب بعيداً في تقدير الخدمة التي صنعها واتفورد لأرسنال، حينما طالب بالتنازل عن الـ 3 نقاط في المباراة الختامية بالموسم لفريق واتفورد، إذا كان في حاجة إليها لتجنب الهبوط، وهي مطالب جماهيرية تتجاوز في مبالغاتها، ما يمكن أن يحدث على أرض الواقع، وتتنافى مع قواعد اللعب النظيف.