المصروف جزء من تعليم السلوك ونوع من التعويد على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية وهو سلاح ذو حدين حيث إن الأبناء في حاجة إلى المراقبة المستمرة والمتابعة اليومية من قبل الأهل حتى لا تقع أمور لا نحمد عقباها، فهناك حالات تكون بحاجة ماسة إلى التوجيه والإرشاد وإتباع الطريقة المثلي في المصروف، نتيجة حصولهم على المال من غير تعب أو معاناة مما يجعلهم يبذرون المال دون حساب ويقومون بتصرفات خاطئة أو توظيف هذا المال في أعمال غير مشروعة·· وهنا ليس فقط على الأسرة معرفة جهة صرف المبلغ، بل من حقها أن تعاقب الأبناء وتمنع عنهم المصروف· لا بد أن يكون للأبناء مبلغ مقطوع شهريا لأنهم ليسوا في حاجة إلى المال ماداموا يعيشون بين الأسرة، ولكن إذا كانت هناك مناسبة أو دعوة فلا بأس من إعطائه مبلغا من المال· والأسرة التي لم تنجح في تعويد أبنائها منذ الصغر على تحمل المسؤولية وعلى صرف المال فيما هو مفيد، يصبح المال هنا وسيلة يعبر بها الأبناء عن فوضى التربية التي نشأوا عليها، حيث إن من واجب الأسرة في هذه المسألة هو التأكيد على الوازع الديني منذ الطفولة المبكرة وتعويدهم على احترام النعمة ومحاسبتهم في صرف المال، وحبذا لو يكون المصروف بقدر حاجة الابن لا زيادة فيه ولا نقصان باعتبار أن المال الزائد مفسدة للشباب·