عواصم (وكالات) قدم المبعوث الأممي لدى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى الأطراف السورية المشاركة في مباحثات «جنيف 4» ورقة تتألف من 12 بنداً تشكل رؤية الأمم المتحدة حول نظام الحكم في سوريا، ولا تتضمن أي اختلاف عليها بين الفرقاء، واصفاً نقاشاته التي جرت أمس، بأنها «عميقة للغاية.. ومفيدة جداً وبشكل ليس إجرائياً بقدر ما هو موضوعي». من جهتها، قللت بسمة قضماني العضو البارز في الهيئة العليا للمفاوضات من احتمالات إحراز تقدم بعد أسبوع من محادثات جنيف، مؤكدة أن فرص إحراز تقدم «ضعيفة للغاية» ، في حين أعلن حمزة منذر المتحدث باسم «منصة موسكو» للمفاوضات، عن ضرورة تشكيل وفد واحد بالتوافق من دون «هيمنة أي طرف» ومناقشة كل الملفات بورقة دي ميستورا بالتوازي وليس بالتسلسل. وشككت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية، في قدرة المعارضة على التفاوض حول السلام مع نظام دمشق، واتهمت الهيئة العليا للمفاوضات «بتخريب المحادثات» موضحة أن الأخيرة «ترفض التعاون بشكل متساو مع منصتي موسكو والقاهرة وتفسد في الحقيقة عملية حوار شامل». وفي وقت متأخر الليلة قبل الماضية، قال رئيس وفد الهيئة العليا نصر الحريري إن المعارضة تنتظر «دوراً ايجابياً» من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حل الأزمة السورية، معرباً عن أمله في شراكة مع واشنطن في ملفي محاربة الإرهاب وتحجيم نفوذ إيران. وتضمنت ورقة دي ميستورا احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، المساواة التامة من حيث السيادة الوطنية، وممارسة دورها الكامل في المجتمع المدني، ولا يجوز التنازل عن أي جزء من الأراضي السورية و«يظل الشعب السوري ملتزماً استعادة الجولان السوري المحتل بالوسائل المشروعة». وأكدت حق الشعب السوري في أن يقرر وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية، على أن تكون البلاد دولة ديمقراطية وغير طائفية تقوم على المواطنة والتعددية السياسية وسيادة القانون. وشملت الورقة التزام الدولة التمثيل العادل في الدولة والإدارة المحلية الذاتية للمحافظات، إضافة إلى استمرارية عمل الدولة ومؤسساتها وتحسين أدائهما. كما شملت أيضاً الحفاظ على القوات المسلحة، ورفض الإرهاب والتعصب والتطرف والطائفية، واحترام حقوق الإنسان وإيجاد آليات لحمايتها. وشددت الورقة على ضرورة إسناد قيمة عالية للهوية الوطنية لسوريا، إضافة إلى توفير الدعم للمحتاجين وضمان السلامة والمأوى للاجئين والمشردين بما في ذلك حقهم في العودة إلى ديارهم، وحماية البيئة والتراث الوطني. وينتظر أن تدرس الورقة وتناقش من قبل الأطراف خلال الجلسات المقبلة. ولدى ختام اجتماعه الثاني مع وفد المعارضة أمس، أكد دي ميستورا أن النقاش كان «عميقاً وبناء». وأضاف «لقد كان نقاشاً عميقاً للغاية مع المعارضة، أعتقد أن لدينا الفرصة للخوض أكثر في جميع نقاط الورقة المقدمة، وأعتقد أن هذا مفيد جداً، وبشكل ليس إجرائياً بقدر ما هو موضوعي». وذكر مصدر في الأمم المتحدة أن جولة جنيف الرابعة ستختتم غداً السبت، ولم يحدد بعد تاريخ لجولة جديدة. وكان رئيس وفد التفاوض التابع للهيئة العليا للمفوضات نصر الحريري أعرب في لقاء مع عدد من الصحفيين الليلة قبل الماضية، عن أمله في قيام شراكة فاعلة بين المعارضة السورية وإدارة ترامب في ملف مكافحة الإرهاب الذي وضعه الرئيس الأميركي في صدارة أولوياته. وقال الحريري «هناك ملفان مشتركان مع إدارة ترامب هما محاربة الإرهاب...وتحديد النفوذ الإيراني». وأضاف «حتى نستطيع أن نحقق إنجازات في هذين الملفين، أعتقد أن من المناسب للرئيس ترامب أن يفكر في تبني عملية سياسية حقيقية تسهل عليه الإنجاز». وتابع «الآن الشعب السوري ينتظر دوراً إيجابياً ويسعى لبناء علاقة شراكة لمعالجة كل الملفات العالقة مع الإدارة الأميركية الجديدة لتصحيح أخطاء الإدارة السابقة». وقال الحريري «جئنا إلى جنيف لنبني علاقة سلام مع الأمم المتحدة وأطراف المجتمع الدولي الفاعلة، ولنرسل رسالة إلى الإدارة الأميركية التي تسعى إلى حل الملفات العالقة ولمحاربة الإرهاب... إننا الطرف الجاهز لأن يكون شريكاً فاعلاً في محاربة الإرهاب بصدق على الأرض». وحسب الحريري، فإن الكثير من الدول مستعدة لتقديم المزيد من الدعم العسكري أو السياسي للمعارضة السورية «لكنها تنتظر الدور الأميركي».