نقلت الصحافة العالمية خلال الأيام القليلة الماضية عن كاواساكي واتانابي رئيس تويوتا أن النمو السريع الذي تشهده الشركة كان لا بد أن يترافق مع ظهور مشاكل تتعلق بنوعية السيارات التي تنتجها· وتحسباً منها لتفاقم هذه المشكلة، عمدت إلى تطوير أنظمة التحكم بالنوعية في وقت واصلت فيه بكل عزم جهودها لتبوؤ المركز الأول عالمياً في مبيعاتها من السيارات· وهي تسعى الآن لاحتلال موقع متميز في أسواق ناشئة واعدة في الصين والبرازيل وروسيا· وتعد السوق الأميركية الأكثر أهمية بالنسبة لشركة تويوتا بالرغم من حالة الاضطراب التي يمر بها الاقتصاد الأميركي بسبب التباطؤ الذي بدأ يتحول تدريجياً إلى حالة ركود اقتصادي شامل· وتركت أزمة الرهن العقاري أسوأ الأثر على أسواق صناعة السيارات في الولايات المتحدة بشكل خاص· وقال واتانابي إن الأسباب التي تقف وراء العيوب التصميمية التي تظهر في سيارات تويوتا الجديدة، متنوعة وتعود من حيث أسبابها إلى السرعة الفائقة في تصميم وتطوير الطرز الجديدة ودفعها إلى خطوط الإنتاج· وأشار إلى أن بعض أهم هذه المشاكل تعود في الأساس إلى ضيق الوقت والنقص الكبير في الخبراء الذين تحتاجهم الشركة الآن لتحقيق المخطط الضخم للنمو خلال السنوات القليلة المقبلة والذي تتبناه الآن بقوة· وعندما سئل عن الأخطاء المرتكبة في تطبيق الخطط الطموحة للشركة، أجاب بشيء من الحذر: إنها من دون شك ليست معدومة· ويبدو أن موقف واتانابي من هذه القضية يتميز بالصدق والمسؤولية؛ خاصة عندما يتحدث عن التحديات التي تواجهها تويوتا في دخول الأسواق الناشئة وبناء المصانع الجديدة· كما يمكن للمرء أن يستشف من حديثه الإيحاءات الواضحة الدالّة على أن تويوتا تعاني بالفعل من أزمة حقيقية عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على سمعتها والالتزام بعنصري الجودة العالية والنوعية الرفيعة أثناء سعيها للانتشار في الأسواق العالمية الجديدة للبرازيل والصين وروسيا· وقال واتانابي: لا شك أن الحقيقة التي تفيد بأن على تويوتا أن تستغل الفرصة المتاحة أمامها لتحقيق نموها السريع، لا تشكل عذراً مقبولاً بالنسبة لها· وخلال العام الماضي، تمكنت تويوتا من انتزاع لقب أكبر شركة منتجة للسيارات في العالم من شركة جنرال موتورز الأميركية بالرغم من أن جنرال موتورز ما زالت تتربع على عرش أضخم شركة في العالم لصناعة السيارات بمقياسي مجمل المبيعات وحصيلة العوائد المالية· وفي عام 2007 بلغ عدد السيارات التي أنتجتها تويوتا في مصانعها رقماً قياسياً بلغ 9,5 مليون سيارة ارتفاعاً بمعدل 5,3 بالمئة عن عام 2006 مقابل 9,3 مليون سيارة صنعتها جنرال موتورز· إلا أن عدد السيارات التي باعتها تويوتا في عام 2007 بلغ 9,366 مليون سيارة بالمقارنة مع 9,369 لشركة جنرال موتورز· وبهذا بقيت جنرال موتورز تحتفظ بموقعها كأكبر شركة بائعة للسيارات في العالم للعام السابع والسبعين على التوالي· وكان واتانابي حريصاً على طمأنة المستهلكين والنقاد على حد سواء عندما أعلن في المؤتمر الصحفي الذي عقده في نادي الصحافة الياباني بطوكيو قبل أيام إلى أنه وجّه أمراً للفرق المتخصصة بالإنتاج في الشركة يقضي بتأجيل إطلاق بعض الطرز الجديدة من سيارات تويوتا لمدة ستة أشهر حتى يتسنى للخبراء إنجاز عمليات التحقق من ارتفاع مستوى الجودة ودقة أداء الأنظمة المختلفة بعد أن اكتشفت الشركة بعض المشاكل المتعلقة بها؛ وفضل واتانابي عدم التطرق لطبيعة المشاكل التي ذكرها· وكانت الاستراتيجية التي اتبعتها إدارة الشركة اليابانية تتلخص في حلّ هذه المشاكل واحدة تلو الأخرى بعد البحث في جذورها ومسبباتها حتى لا تستفحل في المستقبل· وحرص الخبراء على عدم الخوض في أي مشكلة جديدة ومعالجتها إلا بعد التوصل إلى الحلول الكاملة للمشكلة التي يناقشونها وقومون بتحليلها· وفي عام ،2006 عندما دقّ جرس الإنذار داخل أروقة شركة تويوتا بسبب الموجة العالمية لاستعادة سياراتها المعابة، حرص واتانابي على عقد مؤتمر صحفي في طوكيو اعتذر من خلاله لكافة المتضررين، ووعد بمعالجة هذه المشاكل في المستقبل القريب بطريقة حاسمة· ويبدو أنه الآن بدأ يفي بهذه الوعود· عن ''إنترناشونال هيرالد تريبيون''