تؤكد الإمارات دوماً أن عينها على المستقبل، وتعمل من اليوم على تأسيس الجيل الذي يحافظ على إنجازات الحاضر ويكمل مسيرة الدولة إلى الأمام وإلى العلا، ويعتبر النشء هو الهدف الرئيس الذي يتم تأهيله للقيام بمهمة قيادة المستقبل، وتنفيذ كل الخطط الطموحة التي تضعها القيادة الرشيدة من أجل مصلحة أحفادنا، ولذلك يحتل التعليم جانباً كبيراً من عملية بناء هذا الجيل القائد، لأن الشعوب تنهض بالتعليم، ويشهد القاصي والداني على التطور الواضح للمجال التعليمي في الدولة، وتوفير بيئة عمل مناسبة ومهيئة للمعلم والطالب. وبالتوازي مع هذا التطور في العملية التعليمية في الإمارات، تشهد المناهج الدراسية قفزة نوعية كبيرة، وكان تدريس مادة «التربية الأخلاقية» حدثاً مهماً في المسيرة التعليمية التي تستهدف غرس المبادئ والأخلاق السامية في مختلف تعاملاتنا اليومية، حيث أرادت القيادة للجيل الجديد الذي سوف يقود الدولة يوماً ما، أن يتحلى بها ويرسخها وينقلها للجيل الذي يليه ويتسلم منه راية مسيرة التنمية والنهضة، حتى نظل من أسعد شعوب العالم وأكثرها رقياً وحضارة، فالأخلاق قيم أصيلة تُغرس في النفوس وتورث وتحيا بها الأمم. ولا يتوقف قطار التنمية التعليمية، فبعدما حرصت القيادة الرشيدة على تنمية الروح والأخلاق، كان يجب أن تتوازى معها تنمية علمية وذهنية، فرأينا قرار الوزارة بطرح مادة التصميم والتكنولوجيا بدءاً من الصف الثالث في السنة الدراسية المقبلة، بدلاً من الصف السابع، لتأسيس الأجيال منذ الصغر ومنحهم القدرة على التعامل مع الابتكار والتكنولوجيا بهدف إكسابهم مهارات القرن الـ 21، وتعزيز موقع التكنولوجيا لدى النشء، باعتباره وسيلة للتطور وتحقيق الرفاه والسعادة، وهو ما وجهت به القيادة الرشيدة، وجعلته أسلوب ونمط حياة مجتمع دولة الإمارات. ذلك التكامل بين الأخلاق والعلم، تعلمناه جميعاً من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حين ربط العلم بالأخلاق، وقال: «من دون الأخلاق ودون حسن السلوك ودون العلم لا تستطيع الأمم أن تبني أجيالها والقيام بواجبها، وإنما حضارات الأمم بالعلم وحسن الخلق والشهامة ومعرفة الماضي والتطلع للحاضر والمستقبل». إذا أردنا أن نواكب التطور الذي يعيشه العالم من حولنا، وأن نحافظ على إنجازات الإمارات، لا بد أن نكون جاهزين لعصر ما بعد النفط، خاصة أن الدراسات الحديثة أظهرت أن 65% من الوظائف الموجودة اليوم ستختفي خلال الثلاثين عاماً القادمة بسبب الثورة الصناعية الرابعة، وعلى أبنائنا وأبنائهم الاستعداد لهذا المستقبل. أنور محمود - الشارقة