أكد عمر المنصوري، المتخصص في شؤون البيئة، أن النفايات المنزلية من حيث مخاطرها وفوائدها، تعد من المشاكل التي تضاف إلى القضايا الأخرى والتي تشكل عبئاً على البيئة، وهي جزء من النفايات التي تتكون نتيجة الاستهلاك لدى الأسر حول العالم، وهي مثل البطاريات والمصابيح والهواتف الخلوية، إلى جانب المعادن وصفائح البلاستيك والورق. ويقول المنصوري إن جميع هذه النفايات تجعل حياتنا أكثر سهولة وتوفر فائدة كبيرة عند استعمالها، لكن المشكلة تكمن في احتوائها مواد سامة يمكن أن تلحق الضرر بالإنسان والحيوان والبيئة بشكل عام، وعندما يحين الوقت للتخلص من النفاية المنزلية وبطرق أكثر ودية، فإن إعادة تدويرها يعد أفضل خيار، وهناك المزيد من طرق إعادة التدوير الشائعة التي تعوض عن رميها لمواقع طمر النفايات. ضرر بيئي ويضيف: تدوير النفايات المنزلية يشمل تجهيز المواد المستعملة وإعادة استخدامها بدلاً من إهدارها بصورة تجلب الضرر البيئي كالحرق، الذي يؤدي لتلوث الهواء أو التخلص منها قرب الشواطئ والأنهار، مما يؤدي لتلوث المياه، وربما بالطمر تحت التربة مما يؤدي لاستنزافها وتشبهها بالمعادن، وبهذا فإن الفائدة لتدوير النفايات المنزلية بالغة الأهمية، من ناحية حماية الثروات الطبيعية وخفض كمية النفايات وأيضاً إيجاد فرص عمل وحماية الاقتصاد الوطني وتقليل عمليات الطمر والحرق. ويوضح المنصوري: ربما لن نخفي أمراً جديداً إن قلنا إن البطاريات تحتوي على الكثير من المعادن الثقيلة أهمها الزئبق، وهو الأكثر سُمية، حيث يؤثر على المخ والعصب الشوكي. وتشير الكثير من الدراسات الصادرة من الجامعات والمعاهد المتخصصة إلى أنها تسبب مرض «ميناماتا»، نسبة إلى نهر ميناماتا في اليابان، والذي تلوث بفعل مخلفات صناعة البلاستيك، وأيضاً تلك البطاريات بكافة أنواعها المختلفة سواء في الأجهزة الخلوية أو السيارات أو أجهزة التحكم، فتحتوي على الرصاص والكادميوم والزنك والنيكل، والتخلص منها ورميها في القمامة أو الشارع والتربة الزراعية والمياه يترك آثاراً خطيرة على الإنسان والبيئة. فرز النفايات ويتابع المنصوري: وفق ما سبق، فإن خطر البطاريات يتضح حينما تصل تلك السموم المتمثلة في المعادن الثقيلة إلى أيدي الأطفال، ومن ثم إلى أفواههم حيث تصيبهم بمخاطر التسمم، كما أن طمرها في مكب النفايات يسهل عملية اختلاط غاز الزئبق بالنفايات المنزلية ويعود للتسرب إلى التربة ومنها إلى المياه الجوفية، حتى يتحلل إلى الزئبق الميتيلي وتنتقل سمومه عبر التربة الزراعية إلى الإنسان نتيجة تناوله المنتجات الزراعية، وأيضاً تنتقل إلى النبات والحيوان ومن ثم التعرض للعديد من الأمراض وأبرزها السرطان وتأثيره المباشر على الجهاز العصبي. كما تعد مصابيح الفلورسنت بالإضافة لتكلفتها الاقتصادية المرتفعة خطيرة؛ لأنها تحتوي على الزئبق، وهو أحد أوجه التهديد للبيئة وسلامة الإنسان، ولذلك فإن تدوير النفايات يحقق فائدة للبيئة ومن ثم للإنسان، ولا بد من التوعية البيئية للأسرة حول التعامل مع النفايات وطرق التخلص منها أو فرزها، عبر الحاويات المتعددة الألوان وتوزيعها على الأسر؛ لأنها خطوة ستوفر على الدولة آلاف العمال الذين يعملون على فرز النفايات، وتعد حاويات النفايات التي يشير كل لون منها لنوع من أفضل الأساليب الحضارية لدى شعوب العالم المتقدم، ومثال على ذلك يشير اللون الأحمر لحاوية القمامة إلى النفايات البلاستيكية وأخرى باللون الأزرق تحوي نفايات كالبطاريات أو الورق أو المعادن. لذا فإن فوائد تدوير النفايات كثيرة، فهي تقلل الحاجة إلى ضرورة استنزاف الموارد الطبيعية لاستخراج مواد أولية جديدة، ويمكن الاستفادة من تدوير العلب الزجاجية لصناعات أخرى مثل تدوير ورق الصحف لصناعات ورقية أخرى، وبذلك نقلل من عمليات قطع الأشجار في الغابات لصناعة الورق، وتدوير إطارات السيارات لتحويلها لمواد مطاطية، وتدوير المواد البلاستيكية إلى مواد تعليب وبعض أنواع الملابس والمواد المنزلية التي تعالج، بحيث لا تطلق السموم. عائد اقتصادي ويشير المنصوري إلى أن التخطيط للحياة الخضراء بعيداً عن الملوثات يصطدم دوماً برغبة الإنسان لحياة أكثر رفاهية، وللأسف شكلت النفايات المتولدة عن الأجهزة الإلكترونية المنزلية الكثير من الخطورة على البيئة، لما تحتويه من معادن سامة وبدرجات متفاوتة، ولذلك على المجتمع التوجه للتعاون مع الجهات المختصة لتدوير النفايات المنزلية، فهي الطريقة المثلى لتقليل انبعاثات السموم الكربونية، وهي تعد رخيصة نسبياً وتساهم بشكل لافت في تحسين البيئة العالمية. كما أن تدوير النفايات يعود بالنفع على البيئة من خلال التقليل من هدر الطاقة ثم خفض حرق الوقود الأحفوري المسبب للاحتباس الحراري أثناء عمليات الإنتاج الأولية. في عالمنا العربي، نواجه مشكلة إعادة تدوير النفايات المنزلية، فضلاً عن قلة الوعي البيئي لشريحة واسعة من المواطنين لاتخاذ التدابير الصحية العلمية، رغم أن إعادة تدوير النفايات تجني منها دول العالم عائداً اقتصادياً مجزياً. فضلاً عن أهميتها في المحافظة على البيئة، ولكن بعض السلوكيات البيئية الخاطئة ترتب عنها الإسراف الشرائي والاستهلاك مما يولد نفايات لها مردود بيئي خاطئ وأثر بشكل مباشر على الحالة الاقتصادية للعديد من البلدان العربية.