عقب النجاح الكبير الذي حققه موقع الخدمات الموسيقية الذي أطلقته شركة (آبل) قبل بضع ســـــنوات تحت اســـــــم (آي-تيونز)، قررت شركة نوكيا الفنلندية إطلاق موقع موسيقي خاص بها يندرج في إطار تنويع مصادر استثماراتها على الخط، وذكر تقرير نشرته صحيفة (فاينانشيال تايمز) أمس الأربعاء أن مشغّلي خدمات الموبايل في العالم سيقضون الكثير من الوقت وهم يترقبون بفضول كبير وقلق شديد ما تخبئه شركة نوكيا في جعبتها بعد أن أعلنت أنها بصدد إطلاق موقعها الجديد، ولا يشك هؤلاء في أن الخدمات الموسيقية التي ستقدمها سوف تشكل عنصر منافسة قوية لخدماتهم الموسيقية وخاصة بعد أن سجلت العديد من هذه الخدمات عجزاً كبيراً عن تحقيق العوائد المادية المتوقعة منها· ويفسر التقرير سبب هذا الإخفاق في زيادة مستوى الخبرة التي اكتسبها مستخدمو هذه المواقع في مجال (التحميل الجانبي) للقطع الموسيقية من الكمبيوتر إلى أجهزتهم اليدوية مباشرة بدلاً من تحميلها من تلك المواقع ذاتها· وبناء على بيانات صادرة عن شركة (إم ميرتيكس) المتخصصة بالبحوث والدراسات المتعلقة بأداء الشركات التكنولوجية، وعقب دراسة أجريت خلال شهري أبريل ويونيو في الولايات المتحدة على نحو 36 مليون مستخدم للمواقع الموسيقية على الموبايل في الولايات المتحدة وأوروبا، فإن أقل من 14 بالمئة منهم قاموا بتحميل القطع عن طريق الشركة المشغّلة عبر الموبايل، ويمثل هذا خسارة كبرى بالنسبة للمشغلين·· ويأتي هذا التطور المفاجىء بعد تسرّب أنباء من أروقة الإدارة المركزية لشركة نوكيا خلال شهر يونيو الماضي أشارت إلى أنها تعتزم تحويل قسم الخدمات فيها إلى واحد من الأقسام الإنتاجية الثلاثة للمجموعة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعتبر فيها هذا القسم وحدة إنتاجية مستقلة، وهو ما يوحي بأنها تعتزم الآن الدخول بقوة في تطبيقات وخدمات الشبكات الاجتماعية المحمولة على الإنترنت بشكل عام، كما يعد القرار بإطلاق الموقع الموسيقى الجديد أكبر إنجاز تحققه نوكيا في مجال إطلاق الخدمات على الخط منذ عمدت إلى افتتاح موقع (كلاب نوكيا) المتخصص بالألعاب وتبادل نغمات رنين الموبايل وبعض المحتويات الرقمية الأخرى عام ·1998 والآن، وبعد انقضاء أقل بقليل من عشر سنوات على إطلاق (كلاب نوكيا)، يبدو أن عصر النزول عند رغبات مشغّلي خدمات الموبايل قد انتهى بالنسبة للشركة، وإذا ما شعر مشغّلو هذه الخدمات بأنهم باتوا مهددين من الخدمة الموسيقية التي ستقدمها نوكيا عبر الموبايل، فربما يعمدون للانصراف عن استخدام الجهاز اليدوي (Nokia N18) الذي كان من المفترض أن تطلقه الشركة أمس الأربعاء باعتباره المنافس الجديد لجهاز (آي فون) الذي أطلقته شركة (آبل) في 29 يونيو الماضي وأثار الكثير من الضجيج· وأمام هذا الجدل الذي يثيره إطلاق موقع نوكيا الموسيقي الجديد، قالت مصادر الشركة الفنلندية إنها تفتح صدرها الواسع (للحوار الإيجابي) حول الخطط التي يعتزم كل مشغلي الخدمات الموسيقية على الموبايل تنفيذها في المستقبل القريب، وأعربت عن ثقتها بالتوصل إلى اتفاقيات ناجزة ومفيدة لكل الأطراف، وبدا بوضوح أن قرار نوكيا بإطلاق موقعها الجديد كان له صدى أقوى مما توقعت لدى مشغّلي خدمات الموبايل، إذ ينقل تقرير (فاينانشيال تايمز) عن مصدر في شركة (3) التي تشغّل واحدة من أكثر الخدمات الموسيقية في المملكة المتحدة نجاحاً قوله: ''لم يعد الجهاز اليدوي (Nokia N18) جزءاً من خطتنا الراهنة، ولا نعتزم تشجيع زبائننا على استخدامه في المستقبل''·