نفى الرئيس المصري حسني مبارك بشكل غير مباشر صحة ما تردد من شائعات حول تدهور صحته وعن حالته المرضية الخطيرة، قائلا إن ''كل سنة في شهر أغسطس يأتي موسم الشائعات''· وقال مبارك إنه لا تهمه الشائعات ولكنه يعرف مصدرها وأغراضها، مشيرا إلى أن مروجي الشائعات لا يرغبون في أن يشهدوا سيادة الاستقرار في المجتمع، ولكنهم يهدفون فقط إلى تقويض الانجازات المصرية· الى ذلك تراقب إسرائيل، وتتابع أجهزتها عن كثب لغز اختفاء مبارك· الذي يجعل على ما يبدو الآلة الإعلامية لتل أبيب أيضا تستنفر طاقاتها للبحث في الأبعاد والانعكاسات، وذهبت الصحف العبرية الصادرة امس بعيداً وناقشت مرحلة ما بعد مبارك وكأن الأمر قضي وانتهى باختفاء ابدي· وفي ظل هذه ''المعجنة'' لا تتردد كذلك مصادر رسمية إسرائيلية في إظهار مخاوفها من ''مصر بلا مبارك''، محذرة من صعود نجم الإسلاميين إلى سدة الحكم، وهو ما سينعكس على الدول العربية المجاورة لما تمتلكه القاهرة من ثقل في المنطقة بأكملها· والنقطة السابقة تصدرت صحيفة ''معاريف'' والتي كتبت تحت عنوان ''لغز مبارك'' قلق في إسرائيل في أعقاب تقارير عن اختفاء مريب للرئيس المصري، وبحسب الصحيفة فإن مبارك لم يظهر أمام الجمهور منذ أسبوعين، بل انه اختفى عن شاشات التلفزيون وتغيب عن الأحداث العامة ووسائل الإعلام في مصر· وتقول الصحيفة: ''وفي إسرائيل أيضا يتابعون بقلق التطورات ويخشون من أن يؤدي تضعضع الاستقرار في مصر إلى تحول يرفع الإسلام المتطرف إلى الحكم في الدولة المجاورة''· وعلى المستوى ذاته، رفضت محافل سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل التطرق إلى التقارير والتخمينات بشأن الخلل المحتمل في أداء الرئيس مبارك لمـــــهامه، ولكن التقارير بلا ريب أثارت من جديد المخاوف من مغـبة تغييرات في الحكم أو تغييرات متطرفة أخرى في جدول أعمال الحكم الحالي في مصر· وفي تصريحات لصحيفة ''الاهرام'' الصادرة امس أعلن مبارك أن تحركاته السياسية القادمة على المستوى الخارجي تهدف الى تنسيق المواقف العربية والاوروبية لانجاح المؤتمر المقرر عقده بدعوة أميركية في الخريف القادم حول السلام في الشرق الاوسط· واكد مبارك ان التوصل الى أجندة محددة للمؤتمر هو السبيل لانجاحه حتى لا يتحول الى عملية تجميل لسياسات الدول الكبرى في الشرق الاوسط· وذكر أن تنسيق المواقف يستهدف أيضا حث الجانب الاميركي على اتخاذ خطوة أكثر تقدما من أجل تحريك عملية السلام·· وقال ''ان مسؤوليتنا في المنطقة تقتضى العمل على دفع الدول الكبرى في هذا الاتجاه بدلا من أن تركز هذه الدول على استغلال الوضع الراهن لتجميل مواقفها بشأن المنطقة''· وشدد مبارك على أنه لا يريد للمؤتمر المقبل أن يكون مجرد رقم في سلسلة المؤتمرات التي عقدت خلال السنوات الماضية حول القضية نفسها·· وأضاف انها مهمة سياسية ودبلوماسية سوف تضطلع مصر بالدور الرئيسي فيها''·