أسمرا - 'الاتحاد' ،القاهرة -وكالات: فشلت جهود مفوضية الاتحاد الأفريقي في إقناع حركتي التمرد في إقليم دارفور بغرب السودان بالعودة إلى طاولة المفاوضات من جديد بعد أن قدمت الحركتان شروطا' اعتبرها المراقبون تعجيزية· وأوضح رئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد احمد النور في تصريحات لـ(الاتحاد) إن مسؤولي الاتحاد الأفريقي قدموا ما يمكن اعتباره اجندة للجولة القادمة من المفاوضات والتي من المفترض انعقادها في العاصمة النيجيرية ابوجا، وأوضح النور إن المقترحات تضمن قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية، واضاف انهم أكدوا لمسؤولي الاتحاد الأفريقي ضرورة إلزام الحكومة بالاتفاقات السابقة ·
وأكد النور انهم أوضحوا خلال اجتماعهم مع المسؤولين الأفارقة استحالة نزع أسلحة حركتي التمرد في دارفور في ظل استمرار النظام الحاكم في قمة السلطة مؤكدا' انهم في حركة تحرير السودان لن يضعوا سلاحهم إلا بعد تحقيق أهدافهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية مشيرا' إلى أن الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها العقيد جون قرنق احتفظت بسلاحها بعد التوصل لاتفاق سلام نهائي، وتساءل النور لماذا تصر الخرطوم على نزع الأسلحة في دارفور؟·
وأكد رئيس حركة تحرير السودان إن الحكومة السودانية لم تلتزم بالاتفاقات السابقة المتعلقة بوقف إطلاق النار وحظر الطيران الحربي في سماء دارفور وإنها واصلت هجماتها على المدنيين خاصة في قرى ولاية شمال دارفور مشيرا' إلى انهم يشترطون قبل انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات توفير الحماية الدولية لشعب دارفور وتقديم كل الذين شاركوا في المذابح ضد شعب دارفور إلى محاكم دولية، وأوضح النور انهم أكدوا أيضا' ضرورة أن تدعم قوات دولية القوات الأفريقية العاملة في الإقليم·
وكان وفد من الاتحاد الأفريقي قد اجتمع ظهر أمس بقيادات من حركتي التمرد (تحرير السودان والعدل والمساواة) في العاصمة الإريترية اسمرا من اجل إقناعهم بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وقد قدم الوفد الأفريقي مقترحات لقضايا المرحلة النهائية من المفاوضات تضمنت اقتسام الثروة والسلطة بين دارفور والمركز ونزع أسلحة حركتي التمرد بعد التوصل لاتفاق سلام نهائي، ويرى عدد كبير من المراقبين إن قيادة حركتي التمرد لن تعلنا موقفهما من العودة للمفاوضات في الوقت الراهن وانهما في انتظار القرار الذي من المفترض أن يصدره مجلس الأمن الدولي ضد الحكومة السودانية في أي لحظة·
على صعيد متصل أكد أمين اللجنة الشعبية الليبية للاتصال الخارجى عبدالرحمن شلقم أن الاتحاد الافريقى يرفض أى تدخل خارجى وتحت أى غطاء لحل مشكلة اقليم دارفور· وقال شلقم ان الاتصالات والمشاوات مستمرة مع مصر فى اطار التعاون الثنائى لحل أزمة دارفور··مؤكدا أهمية أن يتم الحل فى الاطار الافريقى العربى·
وحذر من أنه اذا تراجع الدور الافريقى والعربى لحل ازمة دارفور فان التدخل الخارجى سيزداد ولن يكون ذلك فى صالح القضية· وقال المسؤول الليبى أنه تجرى الاستعدادات والمشاورات حاليا لعقد القمة الخماسية التى تستضيفها مصر لحل الازمة ·
واعلن شلقم ان وفدا من ليبيا وتشاد سيتوجه الى اقليم دارفور خلال الايام القادمة لبحث وتقييم الاوضاع هناك لاتخاذ المواقف اللازمة لحل الازمة·
الى ذلك غادر مساعد أمين عام الامم المتحدة للشؤون الانسانية يان أيجلاند نيويورك متوجها الى الخرطوم فى زيارة ميدانية تفقدية تمتد خمسة أيام يطلع خلالها على الاوضاع الانسانية فى عدد من مناطق جنوب السودان وأقليم دارفور· وحسب بيان صادر عن مكتب الشؤون السياسية فى مقر الامم المتحدة ستتضمن جولة أيجلاند فى السودان إجراء مباحثات مع عدد من المسؤولين السودانيين وممثلى الحركة الشعبية لتحرير السودان وممثلى منظمات الامم المتحدة العاملة هناك بالاضافة الى ممثلى المنظمات غير الحكومية وممثلى الاتحاد الافريقى والسلطات المحلية وأيضا تفقد أوضاع الاف اللاجئيين السودانيين فى كل من اقليم دارفور ·