أكد المرجع الاسلامي الشيعي في لبنان العلامة محمد حسين فضل الله ان لبنان يواجه تحديات وجودية، تتصل بمصيره كدولة منفتحة على التنوع الإنساني، لإثبات عدم جدارة صيغته في العيش المشترك، أو من حيث أنه سيوضع على المشرحة الأميركية نفسها التي أدخلت العراق لائحة التقسيم العرقي والطائفي والمذهبي والفتنة المتحركة في أكثر من موقع، ولاسيما أن هناك أكثر من شائعة تتحدث عن التسلح الحزبي، كما أن التعبئة الطائفية والمذهبية لحساب صعود زعامة هنا وزعامة هناك، تستغل الناس الطيبين في مشاعرهم، لتطعمهم حقدا وعداوة وانغلاقا، لا يبقى معه اللبناني لبنانيا في انتمائه، بل يعيش عبدا لهذا السيد الطائفي والمذهبي، يفرض عليه تعليماته التي تتلخص في كيف يحارب، وكيف يثير الفتنة، وكيف ينفصل عن مواطنيه، وكيف ينحني للخطوط الخارجية التي خططت ليبقى لبنان ساحة مفتوحة لمشاريعها الاستراتيجية، وكيف ينتقل من وصاية إقليمية إلى وصاية دولية تفرض عليه قراراتها، الأمر الذي تعود فيه عناوين الحرية والاستقلال مجرد لافتات إعلانية من أجل استخدامها ضد هذا الفريق أو ذاك''· واعتبر في خطبة الجمعة ''أن المشكلة في لبنان أن الواقع السياسي، في زعاماته وأحزابه، لا يلتفت إلى أن هناك شعبا جائعا محروما مدمرا في مشاعره وهواجسه ومخاوفه، ولاسيما أن الناس أدمنوا هذه الأصنام البشرية التي يسجدون لها في طاعتهم العمياء، ويهتفون لها ويصفقون في مهرجاناتهم الانفعالية التي يغيب فيها العقل وتتحرك فيها الغريزة، وقال ''يبقى لبنان أرضا مفتوحة للفاتحين بطريقة سياسية، وموقعا للمجرمين بوسائل أمنية، وحركة للفوضى بذهنية انفعالية، ويتغذى الناس بالإعلام المقروء والمسموع والمرئي، بما يساهم في إرباك العقل والمشاعر، ويبقى السؤال: إلى أين يريد القائمون على شؤون لبنان، في الداخل والخارج، أن يأخذوا لبنان، وأي لبنان يريدون؟''·