أكّد خبراء وعاملون في قطاع السياحة العالمية أهمية المكانة التي تتمتع بها إمارة أبوظبي باعتبارها واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، مشيرين إلى ارتفاع أعداد الزوار بالإمارة خلال السنوات الماضية· وأكّد هؤلاء أن تهيئة البنية التحتية لقطاع السياحة، ساهم في تحقيق نمو مضطرد في أعداد المستثمرين ورجال الأعمال في القطاع السياحي، مشيرين إلى دور هيئة أبوظبي للسياحة وشركائها في دعم سياحة الحوافز والمؤتمرات· ويعد نشاط سياحة الحوافز والمؤتمرات من أهم الأنشطة السياحية التي تقدم مؤشرات علمية على مدى نجاح جميع أنشطة القطاع السياحي بشكل عام، ومقياساً يمكن من خلاله استقراء نجاحات المستقبل· وتناول مجموعة من خبراء السياحة العالمية بمناسبة قرب افتتاح فعاليات ''معرض الخليج لسياحة الحوافز والمؤتمرات'' في دورته الثانية والذي تنطلق فعالياته في الثامن من أبريل المقبل وتستمر حتى العاشر من الشهر نفسه والذي تنظمه ''ريد ترافل للمعارض السياحية'' وبرعاية ودعم من هيئة أبوظبي للسياحة، واقع أبوظبي ومستقبلها في مجال استقطاب سياحة الحوافز والمؤتمرات، ومدى أهمية هذا النوع من الأنشطة والاجتماعات في تعزيز الشراكات بين الهيئة وشركائها والفاعلين في القطاع السياحي بشكل عام· وأشار خبراء إلى أن أبوظبي ستحقق نجاحاً في السنوات المقبلة في مجال سياحة الحوافز والمؤتمرات والأعمال، موضحين أن زيادة معدلات النمو الاقتصادي المتوازن الذي تشهده جميع القطاعات ذات العلاقة بالقطاع السياحي، إضافة إلى ما تتميز به من موقع جغرافي مهم يشكّل همزة وصل بين أوروبا والشرقين الأدنى والأقصى· وتوقع ديدييه سكاليت نائب الرئيس للتطوير العالمي في ''الجمعية الدولية للعاملين في قطاع الاجتماعات'' أن تحرز إمارة أبوظبي مكانة مرموقة في سياحة الحوافز والأعمال على المستوى الدولي، مستشهداً بالمقومات المتنوعة المتكاملة التي تخدم قطاعات وأنشطة سياحية واستثمارية واسعة· وأشار ديدييه الذي يرأس المنظمة المهنية التي تضم أكثر من 20500 مختص في مجال الاجتماعات والفعاليات والملتقيات الدولية، إلى أن الإقبال السياحي الكبير على أبوظبي خلال السنوات القليلة الماضية يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها أبوظبي كوجهة منافسة ومضمونة الربحية للمستثمرين لدى شركاء ''هيئة أبوظبي للسياحة'' والخبراء الدوليين في مجال سياحة الحوافز، الأمر الذي يؤكده نجاح الهيئة وشركائها في استقطاب العديد من الشركات السياحية الدولية الكبرى في وقت قصير، والآفاق القادمة في هذا المجال· وأضاف سكاليت، وهو الخبير الدولي في قطاع سياحة الحوافز: ''تمتلك أبوظبي الكثير لتقدمه في إنجاح أنشطة سياحة الحوافز، من بينها خدمات السياحة والسفر والطيران وفي مقدمتها (الاتحاد للطيران) ذات الشبكة الممتدة إلى أنحاء مختلفة من العالم، وقطاع المواصلات والنقل وقاعات المعارض والمؤتمرات الفخمة، معتمدة في ذلك على التسهيلات المالية والبنكية المنافسة وما يساندها في ذلك من قوانين وتشريعات تم وضعها لتعزز اهتمام ورغبة أصحاب رؤوس الأموال في القدوم والاستثمار وإطلاق مشاريعهم مضمونة الفرص والعوائد''· مقومات متنوعة قال ديدييه سكاليت نائب الرئيس للتطوير العالمي في ''الجمعية الدولية للعاملين في قطاع الاجتماعات'': إن الانفتاح الاقتصادي والإعلامي يساهم بقوة في الترويج لمقومات القطاع السياحي ويعززان التواصل السريع مع الشركاء المستهدفين في مختلف أنحاء العالم، وهذان العنصران لهما دور فاعل في مواكبة النهضة في قطاع الخدمات السياحية وبناها التحتية، الأمر الذي أتاح الفرص للعاملين في سياحة الحوافز وإبراز حضورهم الدولي من خلال مشاركتهم في أنشطة وفعاليات أبوظبي· من جانبها، أكدت إيما بلانا مخطط التنسيق الاستراتيجي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أهمية الثقافة والتراث باعتبارهما أحد المقومات والركائز الأساسية التي تعزز القطاع السياحي وتساهم في جعل أبوظبي وجهة ثقافية مميزة تثري أي نشاط سياحي وتجعل التجربة السياحية ذات معان ودلالات عميقة تؤثر إيجاباً في ذاكرة الزوار من المشاركين في سياحة الحوافز والمؤتمرات أو السياح عامة، وتجعل هذه الأنشطة أكثر حيوية وفائدة، وتحقق الأهداف المرجوة وتساهم في تعزيز مكانة وهوية الإمارة وخصوصيتها· ولفتت إلى أهمية قطاع الحوافز والمؤتمرات في تحفيز صناع القرار العالمي بالتفاعل مع هذه المقومات واستقبالها كمنتج سياحي يشتمل على جميع مقومات النجاح والتأثير، مشيراً إلى أهمية تعزيز شبكة العلاقات الدولية ودورها في إنتاج تفاعل سياحي يساهم في مد جسور التواصل الحضاري بين الشعوب، وهذا ما تهدف إليه قطاعات السياحة والتراث والثقافة على حد سواء· التطوير العالمي لسياحة الحوافز استعرض ديفيد هاكيت الرئيس التنفيذي لشركة ''بي آي إنترناشيونال''، المتخصصة في التطوير العالمي لسياحة الحوافز، مقومات قطاع سياحة الحوافز وعلاقته بالعاصمة أبوظبي وإمكانات نجاح هذا النوع من الأنشطة السياحية، مؤكداً أن الإمارة تمتلك القدرة على بناء خبرة وذاكرة سياحية مع زوارها تفوق توقعاتهم، الأمر الذي يعطي مؤشراً حقيقياً لنجاح قطاع السياحة· وأشار هاكيت إلى خصوصية وتنوع المنتج السياحي في الإمارة، وأهمية تسويقه لينافس الوجهات العالمية الأخرى، مؤكداً أهمية ما تتميز به أبوظبي من سمعة عالمية في حرصها على البيئة وتطبيق معايير السياحة البيئية التي تعد أحد العناصر الرئيسة في نجاح المهام التسويقية للوجهات السياحية العالمية· وأكد هاكيت أهمية تعزيز المهارات التسويقية ومستويات الخدمة التي يقدمها القطاع السياحي في أبوظبي خلال المرحلة الحالية لما لذلك من تأثير مباشر وقوي على نجاح سياحة الحوافز، وكذلك تأكيد أهمية المقومات السياحية وتنوعها ودورها في تعزيز قدرة الإمارة على المنافسة مع الوجهات السياحية العالمية، مشيراً إلى أهمية تسويق وحماية وتشجيع علاقات الشراكة السياحية مع القطاع الخاص وجعل أبوظبي هدفاً استثمارياً مشتركاً ومركزاً لقطاع سياحة الحوافز والمؤتمرات، حيث يلتقي فيه خبراء ومديرو التسويق وموفرو الخدمات السياحية الدولية· من جانبه، أشار روجر تونديير رئيس ومؤسس مجموعة ''إم سي آي''، إحدى أسرع الشركات الأوروبية نمواً، المتخصصة بشؤون الاتصال والإدارة، إلى الفرص الكبيرة المتاحة في منطقة الخليج العربي في مجال عقد الشراكات الاجتماعات التحفيزية التي تنتج عنها تحالفات اقتصادية مهمة بين الشركات الكبرى، مؤكداً أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها إمكانات يمكن تطويرها، وأن أبوظبي قادرة على تلبية احتياجات المستثمرين بل تتجاوز توقعاتهم من حيث الخدمة والفرص· وتوقع تونديير أن تحقق أبوظبي نجاحاً كبيراً في مجال سياحة الحوافز والمؤتمرات والأعمال خلال السنوات القليلة المقبلة، مؤكداً الدور والتأثير الفاعل للنمو الاقتصادي المتوازن الذي تشهده جميع القطاعات ذات الصلة بالقطاع السياحي في أبوظبي، إضافة إلى ما تتميز به دولة الإمارات العربية المتحدة من موقع جغرافي مهم واستراتيجي في المنطقة· وأضاف تونديير: ''من خلال متابعتنا للتطورات السياحية المتلاحقة في إمارة أبوظبي، استشعرنا مدى الجدية التي تتمتع بها إدارة السياحة في الإمارة، للوصول إلى مكانة عالمية مرموقة، من خلال المخططات التي تبنتها حكومة الإمارة لتعزيز الأنشطة والبنى التحتية السياحية''، مشيراً إلى أهمية التنوع في الأنشطة السياحية ودورها في تنوع المنتج السياحي المادي والمعنوي في العديد من المجالات، من بينها الرياضية والثقافية والتراثية والاقتصادية السياحية·