تسبب سوسة ساركوبتيس سكيبي مرض الجرب، والسوسة الحمراء تقضي على النخيل، وكل من هاتين السوستين يمكن القضاء عليهما والتخلص من آفاتهما، أما السوسة الأكثر فتكاً بكل أنواع المؤسسات الناجحة فهي السوسة البشرية·· السوسة البشرية مريض نفسي بكل ما تعنيه الكلمة، يحركها الحقد والحسد والأنانية، فاشلة ولهذا تحارب النجاح، أمامك بوجه وخلفك بألف وجه، تضع القناع على وجهها لتخفي خلفها بقايا إنسان، طفيلية تعيش على نهش البشر، لما لا وهي مريضة تشعر بالنقص وأن الآخرين يسبقونها بمراحل، لا تستطيع منافستهم ولا مجاراتهم، لذا تنخر وتقلب الأشياء حسب ما تشتهيه وبما يخدم مصالحها، والأخطر من كل ذلك عندما تجتمع سوستان أو أكثر معاً على هدف مشترك، يكون مثل الفيروس المطور وراثياً، ساعتها تصبح اللعبة القذرة أكثر دقة واتقاناً· تارة تفتعل مشكلة بين فلان وعلان، تارة تروج الإشاعات وتتكلم في عرض الآخرين، ثم تمثل دور البريء الذي لا حول له ولا قوة، تتنصل من كل ما فعلته، دموع التماسيح تسعفها، والمؤثرات الصوتية تساعدها لتفعل بعد ذلك ما تشاء، توحي للآخرين بأن همها الأول والأخير المصلحة العامة بينما همها الأساسي مصلحتها الشخصية، تحارب كل من يعترض طريقها ولا يواليها، خصوصاً عندما يتضح أن السوسة لا تنتج فوجودها والعدم سواء، لذا تفتعل المشكلة ثم تسرع إلى الشكوى على طريقة ''ضربني وبكى، سبقني واشتكى''· كل سوسة ولها فترة صلاحية تنتهي وتموت بعدها، فترة انتهاء الصلاحية تبدأ حينما تشعر السوسة بأنها حققت مرادها وغايتها وأن انتصارها جاء تتويجاً لبراعتها في النخر، لكن هذه كما يقولون بداية النهاية فهي في النهاية ستسقط، تسقط لأن استمرار مسلسل النخر يطول أكثر من اللزوم فيكون أكثر عرضة للكشف، المسألة مجرد وقت لا أكثر، وجميع الانتصارات السابقة تعتبر مؤقتة، وقديماً قالوا: من يضحك أخيراً يضحك كثيراً يا سوسة! المزوحي