سامي عبدالرؤوف (دبي) أكد أطباء وخبراء مختصون بطب العائلة، أن الدول العربية تعاني نقصاً كبيراً في أعداد أطباء العائلة، بعكس الدول الأوروبية التي تبنى فيها الخدمات الصحية الأولية على أطباء العائلة، ويشكلون فيها 50% من مجموع الأطباء، بينما في دول الخليج تصل إلى أقل من 10%. وأشار الأطباء المشاركون بالمؤتمر الدولي لطب العائلة إلى أن النظرة لطب العائلة مقارنة بالتخصصات الأخرى لا تزال متدنية، وأن الوصول لنسبة أعلى من أطباء الأسرة بالمنطقة يتطلب تدريب أطباء في برامج طب العائلة على مدى لا يقل عن 30 عاماً، مع التركيز على نوعية أطباء العائلة الذين يستطيعون تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية. وأفادوا بأن طب العائلة في الدول الغربية يشكل مركز تقديم الخدمات الطبية، بينما عربياً يوجد عزوف عن الالتحاق بطب العائلة بسبب النظرة الدونية بشأنه، ما يشكل تحديا يجب تجاوزه والتركيز عليه، لافتين إلى أن ذلك يترتب عليه تدني مستوى الخدمات الوقائية، إذ إن معظم الأمراض المزمنة يمكن التقليل منها إلى حد كبير من خلال برامج وقائية تقدم من خلال أطباء العائلة. وأشارت الدكتورة ابتسام البستكي مديرة إدارة الاستثمار والشراكات في هيئة الصحة دبي، في تصريحات للصحفيين على هامش المؤتمر، إلى أنه يتم تخريج 15 طبيب أسرة سنويا عبر برنامج «البورد العربي»، وتتبناهم هيئة الصحة في دبي، مشيرة إلى وجود 120 طبيب أسرة في «الهيئة»، 60% منهم مواطنين، لافتة إلى أن عدد خريجي طب الأسرة على مستوي الدولة سنوياً لا يتجاوز 30 طبيباً، نظراً لوجود عزوف كبير من الشباب للالتحاق بهذا التخصص، مؤكدة الحاجة إلى مركز تدريب موحد على مستوى الدولة، بهدف تدريب خريجين طب الأسرة. وكانت أعمال الدورة الخامسة من المؤتمر الدولي لطب العائلة انطلقت صباح أمس تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وزير المالية، رئيس هيئة الصحة بدبي، بمركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، بحضور معالي حميد محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة بدبي، وعدد من كبار الشخصيات والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية ومتحدثين عالميين ومحليين. وقال القطامي في كلمته الافتتاحية: «ما شهده ويشهده العالم من تطورات متلاحقة في (طب العائلة)، يشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى أن هذا التخصص الطبي على وجه التحديد أصبح هو الركيزة الرئيسة لحماية المجتمعات ووقاية أفرادها من الأمراض السارية وغير السارية، وهو الأساس أيضاً في نشر وتنمية الوعي المجتمعي بالأنماط الحياتية السليمة»، مشيراً إلى أن طبيب العائلة هو الأقرب للمجتمع، وهو المقدمة الطبيعية لأي سياسات أو خطط وقائية وعلاجية تعمل عليها المؤسسات الصحية وتنفذها. وأشار القطامي إلى أن أهمية طبيب العائلة لا تقتصر على العمل اليومي والممارسات المهنية الآخذة في التطور، حيث تشهد العلوم الطبية في هذا التخصص على وجه التحديد، طفرات متلاحقة، تصاحبها تغيرات سريعة في أساليب التشخيص والوقاية والعلاج والتجهيزات والتقنيات، إلى جانب البحوث والدراسات، التي عززت كثيراً من أداء طب العائلة. وقال البروفيسور زهير السباعي أستاذ طب الأسرة والمجتمع، جدة - المملكة العربية السعودية: «في السنوات الأولى من عملي كانت الأمراض المنتشرة هي أمراض سوء التغذية والأمراض المعدية والاضطرابات المعوية والالتهابات الصدرية، وكانت أسبابها الجهل والإهمال وتدني الاهتمام بالصحة العامة، وهذه الأمراض في الغالب لم نعد نراها اليوم كما قبل». وتابع: «بعد أن درست الصحة العامة، أصبحت أؤمن بأن الطبيب يتعدى علاج المرضى إلى توفير الرعاية الصحية الشاملة للمجتمع (الوقاية والعلاج والتطوير)». من جهته، قال الدكتور عبد السلام المدني، الرئيس التنفيذي للمؤتمر: «يهدف المؤتمر الدولي لطب العائلة إلى الارتقاء بالرعاية الصحية من خلال تعزيز مفاهيم طب الأسرة والنهوض بالخدمات الصحية والوقائية وتطوير البرامج العلاجية المناسبة عبر برنامج التعليم المستمر، وذلك نظراً لأهمية قطاع الرعاية الصحية الأولية في بناء المجتمعات». ويستضيف المؤتمر الدولي لطب العائلة، على مدى ثلاثة أيام 63 متحدثاً من المنطقة والعالم، كما تعقد 14 جلسة علمية و3 ورش عمل متخصصة. وتناولت جلسات اليوم الأول مواضيع عدة منها مرض السكري من النوع الثاني ومشكلة السمنة، كما ركزت المحاضرات على الأعراض السلوكية والنفسية لمرض الخرف، والهذيان، وتحديات إعادة التأهيل التي تلي السكتة الدماغية، والأمراض الصدرية وأمراض الجهاز التنفسي.