الحياة مليئة بالمقاعد التي لا بد أن نجلس عليها، كمقاعد الدراسة مثلاً، فمنذ نعومة أظفارنا حجزت مقاعدنا الدراسية وأخذنا نغير المقاعد من عام دراسي إلى آخر، إلى أن حان وقت مقاعد التخرج، حيث كانت مكتظة بالطلاب والطالبات، يغمرنا شعور الفرحة والسعادة التي لا تفارق وجوهنا المرهقة، التي أرهقتها الدراسة ورسمت هالاتها السوداء حول أعيننا، حيث بتنا نسهر من أجل أن ننتقل من تلك المقاعد إلى مقاعد العمل، أخذنا نطبع سيرنا الذاتية ونجمع شهاداتنا وخبراتنا المتواضعة حتى نلحق بسوق العمل ونحجز مقاعدنا·· ولكن فجأة ودون سابق إنذار وجدنا أنفسنا خلف مقاعد البطالة·· مقاعد ليس لها علاقة بالمقاعد التي سبق وجلسنا عليها، مقاعد سوداء ميتة لا حياة فيها، مقاعد مزدحمة بالشباب العاطل عن العمل الذي يعيش الفراغ القاتل دون أن تلتفت أي جهة لتهتم بهم، مقاعد أطلقنا عليها لقب مقاعد الملل·· إلى متى سنظل جليسي هذه المقاعد التي باتت تؤرق أحلامنا وتظلل حياتنا المستقبلية·· بالغيوم والغبار؟