ساسي جبيل (تونس) شهدت جزيرة قرقنة، وسط شرق تونس، توتراً أمس عقب ليلة اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين على انشطة شركة «بتروفاك» النفطية البريطانية. واندلعت مواجهات أمام ميناء «سيدي يوسف» أمس الأول وعلى الطريق المؤدية إلى بلدة «مليتة» بين قوات الأمن وعشرات من السكان الذين عارضوا دخول ست شاحنات تابعة للشركة البريطانية الى الجزيرة. ورشق المحتجون قوات الأمن بالحجارة وقطعوا طرقات في الجزيرة باستخدام جذوع الاشجار وأكوام الحجارة والعجلات المطاطية المشتعلة. وأطلقت قوات الأمن التي انتشرت بأعداد كبيرة، قنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المحتجين وفتح الطريق أمام شاحنات الشركة. وبحسب مصادر أمنية، تواصلت الاشتباكات حتى ساعة متأخرة من الليل، ما اضطر الشاحنات التي رافقتها الشرطة، الى سلوك طريق آخر للخروج من الميناء. وكانت آثار المواجهات كالحجارة والعجلات المحترقة لا تزال ظاهرة في شوارع قرقنة امس. وقالت مسؤولة بمستشفى قرقنة لإذاعة «موزاييك إف إم» الخاصة إن المستشفى استقبل خمسة شرطيين مصابين بجروح «طفيفة» جراء تعرضهم للرشق بالحجارة، وثلاثة مدنيين بينهم اثنان «اختنقا بالغاز» المسيل للدموع، وثالث أصيب في رأسه بحجارة. وأوضحت المسؤولة أن كل المصابين غادروا المستشفى بعد تلقيهم الإسعافات الضرورية. ونددت وزارة الداخلية بأعمال الشغب والعنف ورمي الوحدات الأمنية بالحجارة والمقذوفات الصلبة وقطع الطريق بإشعال النار في العجلات المطاطية، ودحرجة قوارير غاز في حالة اشتعال في اتجاه الوحدات الأمنية. وقال ياسر مصباح المتحدث باسم وزارة الداخلية إن «حوالى 30 شخصا كانوا في حالة سكر، منعوا ست شاحنات من الوصول الى شركة بتروفاك». وأضاف أن قوات الأمن تدخلت «في إطار القانون ودون إفراط في استعمال القوة». في المقابل ندد سكان في جزيرة قرقنة بالاستعمال «غير المتناسب» للقوة من قبل قوات الامن. وقال متظاهر يدعى صالح لفرانس برس «يتعاملون معنا كما لو كنا غير تونسيين. الشركات النفطية تستغل ثرواتنا ولا تعطينا شيئاً».