فنانة شابة تميزت في التمثيل والإخراج، وكان للبيئة الثقافية دورها الكبير في نجاحها وتألقها، إضافة إلى طموحها ودراستها في المعهد العالي المسرحي بالكويت. ومع تفتح موهبة هيا عبد السلام الفنية كانت كلمات التشجيع التي تسمعها من أمها قد فتحت أمامها باب الطموح واسعا وهي ترجو لها أن تكون مثل فاتن حمامة إذا عملت بالتمثيل يوما، كما كان لوالدها رسام الكاريكاتير عبد السلام مقبول تأثيره الإيجابي الفعال أيضاً في نضج موهبتها واستكمال طموحها وتميزها في امتلاك أدواتها الفنية، علما وعملا، سواء على خشبة المسرح أو في السينما وكذلك في الدراما التلفزيونية. أطلت الفنانة الكويتية هيا عبد السلام على عاصمة الإمارات لتكون ضيفة برنامج “هلا وغلا” الذي تقدمه على شاشة تلفزيون أبوظبي الإعلامية نادية بركات. وقبل أن يبدأ البرنامج التقتها “الاتحاد”، وكانت بداية الحديث عن شعورها وهي في بلدها الثاني الإمارات، فأكدت أنها لا تشعر بأي فرق بين الكويت والإمارات فهنا بلدها وهناك بلدها، وتقول: “يسرني أن أشكر تلفزيون أبوظبي لهذه الدعوة الكريمة ولابد من أن أحيي القائمين على برنامج “هلا وغلا”، وأنا أتابع إعلام الإمارات وأبوظبي خاصة، من صحافة وتلفزة، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر وفيسبوك” وغيرهما، لأن هذه المواقع أصبحت في متناول كل متصفح أكثر وأقرب من الصحيفة الورقية. فثورة المعلومات في وقتنا الحاضر سهلت كثيرا أمام الجمهور الواسع عملية القراءة والمشاهدة بحيث ألغيت المسافات وصارت العلاقة بين الناس أقرب، وأصبح تلقي الخبر والمعلومة يتم بسهولة وبسرعة”. الإخراج أولاً وبما أن الفنانة هيا تتمتع بموهبة متعددة الأوجه، كان يهمنا أن نعرف أين تجد نفسها أكثر في التمثيل أو الإخراج، فتقول بكل ثقة: “أجد نفسي في الإخراج طبعا، وأشعر بأنه جزء مني، رغم أني درست التمثيل والإخراج معا وأقوم بأدوار عديدة، ولكن محبتي للإخراج هي الأولى والأهم”. وعن المسرح والسينما أيضا، توضح هيا قائلة: “للأسف عروض المسرح أصبحت محدودة، وكذلك السينما تواجه صعوبات من الناحية الإنتاجية، وتبقى الدراما أكثر انتشارا وأكثر مشاهدة من قبل الجمهور، فالتلفزيون موجود في كل بيت، ويشهد الخليج اهتماما أكبر في الدراما، وأنا أرى أنه مقبل على تطورات عديدة وجميلة في هذه الفنون لعدة أسباب، منها اهتمام الشباب المتعلم بهذه الفنون، إضافة إلى توافر الظروف المساعدة من حرية وتمويل ومراكز إنتاج، وكثير من التسهيلات الفنية والإبداعية والتقنية الأخرى، هذا بالإضافة إلى أهمية المهرجانات السينمائية التي تقام عندنا فهي تزيد من الثقافة الفنية وترتقي بالذائقة الجمالية وتساعد في تطور هذه الفنون”. مشاهد جريئة وعن الظروف والأسباب المساعدة في تطوير الفن الدرامي، تبين هيا أهمية الحرية والانفتاح وعلاقة التفاهم والتواصل بين الفنانين والمجتمع، وعلى سبيل المثال تقول: “كانوا من قبل لا يتقبلون بعض المشاهد ولا يسمح بعرض بعض اللقطات الوجدانية مثل الولد الذي يقبل أمه، ولكن الزمن تغير وأصبحنا نحتاج لأن نبين هذا الحنان ليخفف الجدية في الواقع الاجتماعي، كما أن أحوال الدراما والسينما تطورت وصارت يقدم فيهما مشاهد لا تخلو من الجرأة وهذا ضروري لأنه جزء من الواقع، ويترك أثره الإيجابي داخل الأسرة والمجتمع”. وبما أن مسؤولية المخرج أكبر من الممثل، دار الحديث حول شخصية المخرج هل يجب أن تكون قوية وهل هو الذي يتحكم بمسار العمل الدرامي، وعن ذلك توضح هيا: “بالتأكيد، المخرج يجب أن يتمتع بشخصية قوية حتى يتمكن من ضبط وقيادة الكادر الكبير وإدارة العمل، خاصة أن أكثر من خمسين شخصاً يعملون معه في الأداء والتنفيذ”. الثقة والغرور أما الثقة بالنفس التي يجب أن تتمتع بها كمخرجة فتقول عنها: “نعم، الثقة بالنفس ضرورية لكل مخرج ناجح، ولكن من المهم ألا تصل بالفنان إلى مرحلة الغرور”. ومن هذه الزاوية تنظر هيا إلى أهمية النقد وضرورة تقبله في الفن، وتعبر عن وجهة نظرها مؤكدة: “النقد ضروري ومفيد لكل عمل فني، لكن للأسف فإن الساحة تكاد تكون خالية من النقاد المتخصصين، والموجود عندنا عبارة عن كتابات صحفية مستعجلة وغير متخصصة. وأنا في العادة وبعد إنجاز العمل، أعود لأتابع أعمالي من منظور مختلف وأراها بعين ناقدة كأي مشاهد”. ونظرا لأن العمل الدرامي يقتضي التعامل مع فنانين من مختلف الأجيال، بعضهم نجوم وآخرون شباب في بداية الطريق، تساءلنا عن إمكانية شعورها بأي حرج مع النجوم، فتقول: “تعاملت مع فنانين أكبر وأصغر وعملت مع حياة الفهد وغيرها، وعملت أيضا مع شباب.. وكان التفاهم كبيراً بيننا حتى شعرت وكأننا من جيل واحد، سواء مع الفنانة الكبيرة أو الفنان الشاب. «حبر العيون» و «الوداع» عن جديدها توضح الفنانة هيا عبد السلام: انتهيت من تصوير عمل جديد بعنوان “حبر العيون”، وتشارك فيه الفنانة الكبيرة حياة الفهد والمخرج أحمد يعقوب المقلة، كما انتهيت من تصوير دوري في مسلسل «الوداع» تأليف خالد الفضلي وإخراج محمد الطوالة وعدد من النجوم وجرى التصوير في رأس الخيمة وسيعرض في رمضان. وتمتاز هيا عبد السلام برقة دمعتها التي سالت متأثرة بغيابها عن والدتها لانشغالها في تنفيذ العمل الجديد، كما أنها تحمل محبة أخوية صافية لزملائها وجمهورها، وقد ظهر ذلك واضحاً وعفوياً من خلال حوار نجمة برنامج “هلا وغلا” مع العديد ممن اتصلوا بها من زملاء فنانين وكتاب ومخرجين، إضافة إلى جمهورها الواسع من المعجبين.