حسام عبد النبي (دبي) نما الطلب على الصلب المستخدم في صناعة أنابيب النفط بنسبة 20% خلال الربع الأول من عام 2016، بعد تراجع الطلب بنسب كبيرة خلال عامي 2014 و2015، نتيجة لتراجع أسعار النفط وتأجيل المشروعات المرتبطة بالإنتاج. وبحسب مشاركين في مؤتمر الشرق الأوسط للصلب (مسك)، والذي بدأ أعماله في دبي أمس، فإن صناعة الصلب في منطقة الخليج شهدت أعواماً صعبة خلال عامي 2014 و2015، نتيجة لتراجع أسعار النفط، والذي أدى إلى توقف وتأجيل عدد من المشروعات في قطاع النفط، مؤكدين أن الشركات العاملة في قطاع الطاقة عادت لتنفيذ تلك المشروعات، وبدأت تنفيذ مشروعات وخطط للتوسع في بداية العام الجاري، بعد أن أدركت أن أسعار النفط وصلت إلى القاع الذي يمكن أن ترتد من عنده صعوداً، ما أثمر عن زيادة الطلب بنسبة 20% خلال الربع الأول من العام الجاري. وقال صالح العتيبي، المدير الأعلى لتسويق المنتجات المتخصصة في الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، إن صناعة أنابيب النفط تستحوذ على نسبة تراوح بين 40% إلى 50% من الصلب المصنع في الدول الخليجية، لذا فقد تأثرت صناعة الصلب بشكل ملموس بتراجع الطلب في هذا القطاع خلال السنوات التي شهدت تراجعاً في أسعار النفط، موضحاً أن الشركات العاملة في قطاع الطاقة أوقفت التوسعات وجمدت خطط النمو في حجم الأعمال في ظل تراجع النفط. وقدر العتيبي حجم الصلب المستخدم في صناعة أنابيب النفط في منطقة الخليج بنحو 2,5 مليون طن متري، لافتاً إلى أن تراجع أسعار الصلب أدى إلى انخفاض تكلفة المشروعات بنسبة تصل إلى 70%، ما شجع الشركات على العودة لتنفيذ المشروعات وضخ الاستثمارات من أجل اقتناص فرصة تراجع السعر في الأسواق العالمية. ومن جهته، قال خالد الهاجري، مدير إدارة التسويق الفني، وحدة المعادن الاستراتيجية في شركة «سابك»، إن تأثر الشركات المنتجة للصلب بتراجع أسعار النفط لم يقتصر على الشركات الخليجية فقط، وإنما طال جميع المنتجين والمصنعين، بما في ذلك الشركات الصينية التي تنتج نسبة تقارب نصف الإنتاج العالمي، حيث اضطر بعضها لإغلاق مصانع تابعة لها، موضحاً أنه منذ بداية العام الجاري لوحظ زيادة ملموسة في الطلب على الصلب من قبل الشركات العاملة في مجال النفط والغاز وبنسبة تقارب 20%. وأشار الهاجري إلى أن الطلب على الصلب المستخدم في الإنشاءات بدأ في الزيادة المطردة منذ الربع الأخير من العام الماضي والربع الأول من العام الجاري، متوقعاً أن يشهد سوق الصلب في الخليج تحسناً واستقراراً، بالمقارنة بأسواق الدول الأخرى، نتيجة لاستمرار الإنفاق الحكومي على مشروعات البنية التحتية. وذكر الهاجري أن تنفيذ عدد من المشروعات الإنشائية الكبيرة في الدول الخليجية، وخصوصاً المشروعات المرتبطة باستضافة إكسبو 2020 في دبي، واستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، فضلاً عن المشروعات التنموية في منطقة الخليج، سيزيد من الطلب على الصلب في منطقة الخليج، مشدداً على أن الإنفاق الحكومي على المشروعات التنموية يعد من أهم العوامل المؤثرة على صناعة الصلب في منطقة الخليج. وأفاد الهاجري يأن قطاع الإنشاءات يعد من أكثر القطاعات التي تستخدم الصلب في منطقة الخليج، منوهاً إلى أن الإمارات تأتي في المركز الثاني عقب السعودية من حيث حجم إنتاج الصلب، في حين أن قطر شهدت إنشاء أول مصنع لإنتاج حديد التسليح في منطقة الخليج. وعن أسباب انعقاد مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للصلب في دبي سنوياً، رغم حظر تصدير حديد التسليح المنتج في السعودية إلى الإمارات، قال الهاجري: إن المؤتمر يستهدف أن يكون فرصة للقاء خبراء إقليميين ودوليين من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، وتسهيل تبادل الخبرات العملية في جوانب متعددة لإنتاج الصلب وهندسة الحماية، مع سد الفجوة بين الشركات المنتجة للصلب والشركات المستهلكة من أجل تلبية متطلباتها. وأضاف أنه في حين أن السعودية لا تصدر إنتاجها من حديد التسليح إلى الخارج، فإن هناك عدداً من الشركات الإماراتية والخليجية التي تصدر إنتاجها من الصلب إلى السوق السعودي، لافتاً إلى أن اختيار دبي كموقع لانعقاد المؤتمر يأتي نتيجة لأن دبي أصبحت مركزاً عالمياً لسياحة المؤتمرات والفعاليات، نظراً للتسهيلات الكبيرة التي تقدمها في منح التأشيرات، فضلاً عن توافر المقومات من خطوط طيران تربط العالم ببعضه، وتوافر البنية التحتية المتطورة من فنادق وطرق واتصالات.