انطلق ملتقى «صبايا دوت نِت» في مبنى نادي العين الثقافي الرياضي الرئيسي، لفتيات مواقع التواصل الاجتماعي، ليجمع بين فكرهن الناضج مع فكر الأمهات الواعي، داعياً إلى استغلال تلك المواقع في عملية التواصل بين جميع أفراد الأسرة وزيادة الثقة المتبادلة بينهم. ونظمت الملتقى الطالبة ندى عبيد من جامعة الشارقة الأمريكية والطالبة هاجر الشامسي من جامعة الإمارات والطالب عبدالله الهمامي من جامعة الشارقة. وتشير الطالبة ندى عبيد إلى أن رسالة الملتقى هي غرس مفاهيم جديدة عن شبكات التواصل الاجتماعية وكيفية استخدامها بطريقة إيجابية وبناءة وإبداعية، لتحقيق الغايات وتنمية المهارات، وجعل هذه الشبكات نقطة تواصل بين الأمهات والأبناء بدلاً من أن تكون سبباً في انزواء الأبناء عن الأهل وازدياد المشكلات والخلافات. وتوضح الطالبة هاجر الشامسي أن الدكتورة نجوى الحوسني الأستاذة المساعدة في قسم المناهج وطرق التدريس تخصص لغة عربية في كلية التربية في جامعة الإمارات تحدثت خلال الملتقى عن الجانب التربوي، وركزت على أهمية تنشئة الأبناء على الثقة المتبادلة بينهم وبين الوالدين، وعلى الفتيات وضع الأم في الموضع الأول قبل كل شيء، وذكرت أيضاً بعض القصص والمواقف، ثم تطرقت إلى الحديث عن أهمية الصورة التي تصنعها الفتاة للعالم عن نفسها عبر المواقع الاجتماعية. ونبهت نجوى الحوسني خلال الملتقى إلى ضرورة اختيار الفتيات للموضوعات التي تضعها في صورة مشرفة لهذا العالم، بالإضافة إلى أهمية تثقيف نفسها وانفتاحها على فكر جديد وتوسيع مداركها ثم تبدأ بكتابة الأهداف التي تود تحقيقها عبر مواقع التواصل الاجتماعية، وركزت أيضاً على عدة نصائح حول أهمية إدارة الوقت فليس على الفتاة جعل الشبكات الاجتماعية أهم أولوياتها وتنسى واجباتها وباقي الاهتمامات على الواقع، واختتمت مشاركتها بورشة عمل مع الحضور غرضها بيان أهمية ترك الفتاة بصمة في قلب أمها، والأم كذلك في قلب ابنتها. واستضاف الملتقى ريما عودة مستشارة تطوير وتدريب قيادي، التي ركزت على تطوير الجانب النفسي للمشاركات عبر الأنشطة التي قدمتها لهن. وعن ذلك تخبرنا: بداية طلبت من كل حاضرة أن تعرف بنفسها، وبعد أن عرّفت كل حاضرة بنفسها مع جملة إيجابية بسيطة عن ذاتها، تحدّثت عن علاقة الأم بابنتها ثمّ طلبت من الأمهات الجلوس في مجلس مجاور لقاعة الملتقى، لتأتي كل فتاة وتجلس بجانب أمّ ليست بوالدتها وتتحدّث معها عن أربعة نقاط: أولا ما هي مواقع التواصل الاجتماعي؟، ثانيا وثالثاً الأشياء التي تحبها والتي لا تحبها في تلك المواقع، ورابعا الأشياء التي تضايقها من والدتها عندما تستخدم المواقع، وذلك بهدف فهم وجهات نظر كل من الأبناء والأمهات وصنع نقطة تواصل بينهما لتجنب الخلافات والمشكلات. وتستطرد عودة: بعد ذلك تحدثت عن معنى اسم أحد المواقع، الذي تندرج تحته أربع أشياء: أولا معلومات، ثانيا مدركات «إدراك الفرد لما يقوم به ويقوله، إدراك الفرد عند مواجهة المشكلات وإدراك الوقت عند استخدام الشبكات الاجتماعية»، وثالثا علاقات «كيف تبني علاقاتك؟، متى تنهي علاقاتك؟، كيف تنهي علاقاتك ومن هم الأشخاص الذين تحب أن يكون لك علاقة بهم؟» «تحليل سوسيولوجي للفرص والمخاطر»، ورابعاً اهتمامات واتجاهات ماذا تحب أن تقرأ وتكتب؟، ماذا تحب أن تبحث عنه وما الذي تستمتع به؟، فالإنسان عبارة عن روح وعقل وقلب وجسد، والرّوح هي النفس والنفس مكونة من أفكار والأفكار موجودة في العقل، فمن صلحت روحه صلح فكره وعقله. وقالت ثم تحدثت عن العالم الافتراضي والانترنت كبديل للتفاعل الصحي مع الرفاق والأقارب، وذكرت دراسات وإحصائيات لتقريب الصورة لدى الفتيات والأمهات منها أن الاستخدام الفردي لشبكات التواصل قد يعزز الرغبة والميل للوحدة، وأن استخدام النت قد يعرض الأطفال والمراهقين إلى مواد ومعلومات خيالية تنمي الأفكار غير العقلانية لديهم مما يعيق تفكيرهم وتكيفهم فينبغي توجيههم من قبل الأهل واحتضان تلك الأفكار لمعالجتها، بالإضافة إلى اتساع الفجوة بين الاجيال فيما يتعلق بثقافة استخدامات الانترنت، حيث أكد معلمون أن قضاء الأطفال والمراهقين ساعات طويلة بشكل منفرد مع شبكات التواصل قد يؤثر سلباً على مهاراتهم الاجتماعية، وفي ذلك طال الحديث والنقاش وطُرحت بعض القصص ومقاطع الفيديو مع مشاركة المحاضرات لي بآرائهن ومداخلاتهن. ولفت الطالب عبدالله الهمامي من فريق تنظيم الملتقى إلى أن اختتام الملتقى بتوزيع شهادات المشاركة للحاضرات واللواتي وصل عددهن إلى 53 فتاة وأم ومن بينهن ذوي احتياجات خاصة، وذلك لتوسيع الفئة المستهدفة، مشيراً إلى مشاركة عدد من البرنامج التطوعي في ثانوية التكنولوجيا التطبيقية فرع العين في إنجاح الملتقى والمساعدة في تنسيق وتنظيم الفعاليات.