في مسيرة الإنسانية كثيرة هي الصور والمشاهد واللحظات التي تلامس القلوب، وتؤثر في المشاعر، وتستقر في الوجدان، ولكن ما يحدث اليوم في «وطن التسامح» يحرك التاريخ وينحني أمامه العالم احتراماً وتقديراً، ليس فقط لقيمة الفكرة وعمق الرسالة وحجم الحفاوة وإبداع التنظيم، ولكن لأنه يضيف لرصيد البشرية أجمل وأهم فصول الإنسانية والتسامح، حيث تحول الوطن كله إلى قلب ينبض بالحب ينشر السعادة ويبث الطاقة الإيجابية، وهو يحتضن 7500 رياضي يمثلون 200 دولة، جاؤوا إلى هنا للمشاركة في دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص«أبوظبي 2019»، ثاني أكبر حدث رياضي في التاريخ من حيث عدد المشاركة بعد الألعاب الأولمبية الصيفية.
الألعاب العالمية التي تنطلق اليوم لأول مرة في الشرق الأوسط، أكبر بكثير من مجرد حدث رياضي، إنها دعوة للحياة والأمل يمتد تأثيرها للعالم كله، وتفاعل معها الجميع ليصل عدد المتطوعين إلى 20 ألف شخص من كل فئات المجتمع، وهو ما يعكس نهج دولة شيد أركانها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على الإنسانية والخير والعطاء، ورؤية قيادة حكيمة تحرص على توفير كل سبل الراحة لأصحاب الهمم ودمجهم في كل جوانب الحياة وخلق فرص جديدة في المجالات كافة بمواقف وقرارات وفعاليات ومبادرات، آخرها وثيقة خلوة الهمم والتي تتضمن 31 مبادرة وبرنامجاً وطنياً لدعم أصحاب الهمم.
وبداية من اليوم وحتى 21 مارس الجاري تتحول أبوظبي إلى «قلب العالم»، ونقطة التقاء بين مختلف الثقافات والحضارات، تبث أجمل القيم والمبادئ في أهم وأكبر حدث رياضي وإنساني عرفه العالم.

"الاتحاد"