تصل تكلفة التعاقد مع المحترفين في أنديتنا السبعة بدوري كرة السلة عن كل موسم إلى 4 ملايين درهم تقريبا حيث يضم كل ناد لاعبا واحدا فقط حسب اللائحة، هذا الرقم لا يساوي تكلفة التعاقد مع لاعب واحد فقط من فريق كرة القدم على الرغم من العطاءات المختلفة بين الطرفين (السلة والقدم). المردود ظاهر وواضح في كرة السلة حيث أن وجود لاعب واحد فقط يجعل الأمور مكشوفة تماماً، فلو كان اللاعب غير مفيد فإن تغييره يكون سريعاً حتى تتم الاستفادة من الاحتراف داخل السلة وهو ما حدث في سلة الأهلي حيث قام النادي هذا الموسم بتغيير أربعة محترفين لأنه لم يوفق في اختيارات ثلاثة قبل ذلك ولكن المحترف الأخير استطاع التأقلم حالياً. وهناك أندية يتألق بها محترف السلة مثلما نشاهد الأميركي فينسن جونز في صفوف نادي النصر ومواطنه الأخر (سي) في نادي الشباب إضافة إلى الأميركي الثالث ( ليزلي) في نادي الشارقة، وكذلك الأميركي كريس المحترف بصفوف الوصل، والعربي رضوان التونسي في صفوف الشعب ومحترف نادي بني ياس هو الآخر، كلهم أفادوا الفرق التي يلعبون لها. وأكدت ورقة العمل التي قدمها اتحاد السلة إلى مجلس دبي الرياضي لتقييم تجربة الاحتراف بعد مرور أربع سنوات من تطبيقها على أرض الواقع نجاح التجربة من وجه نظر المسؤولين بالاتحاد. المبالغ التي يتم دفعها في المحترفين ربما يكون مبالغاً فيها بالفعل مقارنة بالمحترفين المتواجدين في منطقة الخليج حيث يكلف اللاعب النادي شهرياً 25 ألف درهم مثلما هو الحال في محترفي الشباب والنصر والشارقة وهي تكلفة عالية، ولكنها في النهاية مسألة عرض وطلب. وهذه المبالغ ليست مسؤولية اتحاد السلة بل تقوم الأندية بدفعها، مما يجعل ميزانيات بعض الأندية الخاصة بالألعاب الأخرى غير كرة القدم تتأثر بها الأمر الذي يعتبره البعض مرتفعاً نسبياً ولكنها في كل الأحوال لا تساوي شيئاً إلى جوار احتراف كرة القدم. وأكد أحمد عمر مدرب فريق الشباب أن التجربة الاحترافية كان لها مردودها الايجابي بشكل عام. وقال: أخلاقيات اللاعبين المحترفين في دورينا عالية وبالتالي يستطيع الجيل الصاعد الاستفادة والتعلم منهم في أمور كثيرة منها النواحي الأخلاقية والالتزام الكبير في الملعب من ناحية التدريب والأداء العالي لبعضهم أيضاً، كما أن لاعبا واحدا فقط لا يحجب الفرصة أمام اللاعبين المحليين بعكس ما كان في فترة سابقة من وجود اثنين حيث كان تأثيرهما كبيراً على منظومة اللعبة بشكل عام. وأضاف: هناك بطولات خارجية تتطلب المشاركة فيها وجود لاعبين محترفين بالفريق مثل البطولات العربية للأندية والآسيوية وكذلك الخليجية وبالتالي فان المحترف مهم جداً. النوعية مهمة ويتفق نضال بكري مدرب فريق الوصل مع رأي طارق سليم وأحمد عمر بشأن الاستفادة من اللاعب المحترف قائلاً: نوعية اللاعب المحترف هي المهمة في هذه القضية، وبالتالي فان اللاعب المتميز والذي يستطيع تقديم مستويات عالية تظهر بصماته بسرعة على فريقه وتكون الاستفادة منه كبيرة، ويجب على لاعبينا الصغار مشاهدة ليس فقط مباريات اللاعب المحترف بل تدريباته للتعلم منه. السلبية الكبرى وأضاف نضال: السلبية الكبرى في اللاعب المحترف هي الرواتب الضخمة التي يحصل عليها مقارنة باللاعب المحلي أو حتى اللاعبين المحترفين في منطقة الخليج بشكل عام ولكن من النواحي الفنية فان المحترف يفيد مئة في المئة، ونحن نسعى دائماً إلى مواجهة فرق بها محترفون فما بالك عندما يكون هذا اللاعب المحترف بين أنديتنا ووجود الأميركي كريس بدون شك أفادنا كثيراً. رأي معارض تماماً ويتعارض رأي جاسم خلف المدرب المساعد للنادي الأهلي مع كل الآراء السابقة حيث قال: أنا ضد الاستعانة باللاعب المحترف لانه يأخذ الاهتمام الأول والتركيز الكبير من عمل المدربين وهو ما يؤثر على اللاعبين المحليين، وهناك لاعبون مواطنون أفضل من المحترفين والدليل فارق النقاط ليس كبيراً بين بعض المحترفين والمحليين وهو ما عايشناه هذا الموسم مع الأهلي وكذلك عندما يسجل لاعب محترف ما في أندية الشارقة أو الشباب أو النصر ما يقرب من 40 نقطة من أصل 70 نقطة مثلا فان تأثير هذا الفارق يؤكد الاهتمام الكبير بالمحترف على حساب المحلي. وقال مدرب الأهلي: عانينا كثيراً هذا الموسم من المحترف حيث تعاقدنا هذا الموسم مع 4 محترفين حيث صادفنا سوء حظ كبيراً فيهم والمحترف الأخير وهو الأميركي هولاند شارك معنا حتى الآن في 3 مباريات وكانت بدايته ضعيفة حيث كان يسجل 10 نقاط في المباراة ولكنه تحسن ووصل الآن إلى 30 نقطة. وتعجب جاسم من رواتب المحترفين قائلاً: أسعارهم في الإمارات أكثر بكثير من قطر والسعودية والبحرين والكويت وهذا التفاوت الكبير في الراتب بين المحلي والمحترف يخلق المشاكل أيضاً لعدم وجود توازن في هذه القضية. طارق سليم: تجربة الاحتكاك المباشر طورت اللاعبين دبي (الاتحاد) - قال طارق سليم المدير الفني لفريق النصر إن المحترف أفاد المنتخب والأندية في نفس الوقت لأن احتكاك اللاعبين المحليين كان مباشراً مع اللاعب المحترف في الأندية وبالتالي ظهرت ثمار هذا الاحتكاك من خلال بزوغ نجم أكثر من لاعب وتألقهم في الفترات الأخيرة، ووجود الأميركي فينسن جونز أفاد لاعبي النصر كثيراً من ناحية الالتزام في التدريبات قبل المباريات وكان قدوة ايجابية للغاية، وبداية هذا اللاعب مع النصر كانت ضعيفة بسبب إصابته لكنه تألق في الفترة الأخيرة وصنع الفارق المناسب مع الفريق في الدوري وكأس صاحب السمو نائب رئيس الدولة. وأضاف: المحترف يكلف الأندية الكثير وهناك بطولات استحدثها الاتحاد بشأن اللاعب المحلي ولا يمكن للأجنبي المشاركة فيها وهي كأس السوبر، ولكن توقيت هذه البطولة يمنح الفرصة للاعب المحترف للاستمرار مع النادي وفي نفس الوقت لا يمكن الاستفادة منه بحيث يحصل على راتبه ولا يشارك حسب اللائحة وبالتالي فانه على الاتحاد التفكير في إيجاد حل لهذه المشكلة