محمد حامد (الشارقة)

لم يتجاوز يورجن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول الحقيقة، حينما قال إن سلامة وصحة الملايين حول العالم أكثر أهمية من كل الألقاب والبطولات والمباريات، وهو الأمر الذي جعله يحظى باحترام عالمي لافت، فقد أكد بهذا التصريح التاريخي أنه يتعين على عشاق الليفر عدم الشعور بالغضب، أو سوء الطالع في حال لم يتم استكمال الموسم، ولم يتوج ليفربول بلقب «البريميرليج»، الذي يقترب منه بشده بعد انتظار دام 30 عاماً.
فيروس كورونا بما يسببه مخاوف عالمية، لم يهدد صحة وحياة الملايين فحسب، بل إنه وقف حجز عثرة أمام أندية عالمية وعربية، ونجوم تألقوا قبل بداية الأزمة، فقد عاد الليفر واقترب من السيطرة على الحلم الذي طال انتظاره، فقد كان في حاجة إلى 6 نقاط فقط من 9 مباريات ليتوج بطلاً للدوري الإنجليزي، للمرة الأولى منذ عام 1990، ولازال الأمر قيد البحث والدراسة، هل سيعود دوري الإنجليز 4 أبريل المقبل، أم يتم إلغاء الموسم وتتويج الليفر؟ أم أن إلغاء الموسم لن يسفر بالضرورة عن منح اللقب للفريق الأحمر؟
كما عاد إنتر ميلان للصورة في إيطاليا مع مدربه الحالي أنتونيو كونتي، حيث يحتل المركز الثالث قبل 12 جولة من الدوري الإيطالي، ومع الإنتر يتألق لاتسيو، الذي يستقر ثانياً خلف اليوفي الذي يملك في رصيده 63 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن لاتسيو، ولكن بالنظر إلى الكارثة الإنسانية التي تعيشها إيطاليا على وجه التحديد، والتي تعد الأكثر تضرراً في العالم من فيروس كورونا، فقد تقرر تجميد كافة الأنشطة الرياضية، وإذا لم يتم اتخاذ قرار بالعودة بعد تحسن مرتقب للأمور، فإن الإنتر ولاتسيو وجماهيرهما سوف يشعرون بغضب مضاعف من تأثيرات فيروس كورونا الذي قتل أحلام الكثيرين حول العالم في الكرة وغيرها.
وفي ألمانيا، يواصل دورتموند عادته في مطاردة العملاق البافاري في «البوندسليجا»، كما يتوهج لايبزيج الذي يعد المفاجأة الأروع في أوروبا بأكملها الموسم الحالي، حيث يواصل التألق في دوري الأبطال، وفي الدوري الألماني، وأتى فيروس كورونا ليجمد هذا الطموح الذي لم يكن له سقف قبل بداية الأزمة العالمية، وسوف يظل هذا الكيان الكروي يحظى بالاحترام، حتى إذا لم يتمكن من استكمال توهجه عقب عودة النشاط، وهي العودة التي لا يعلم أحد موعداً لها.
عربياً، أصبح نادي الزمالك المصري الأكثر تضرراً من تأثيرات فيروس كورونا، فالأهلي منافسه الأبدي لم يتوقف عن حصد البطولات المواسم الماضية، وجاءت عودة الزمالك بالفوزين بلقبي السوبر القاري والسوبر المحلي على حساب الترجي التونسي، والأهلي في فبراير الماضي، لترفع من سقف أحلام عشاق القلعة البيضاء، ثم أتى التأهل لنصف نهائي دوري أبطال القارة ليجعل الحلم في التتويج باللقب مشروعاً، وهو اللقب الغائب عن الزمالك منذ 18 عاماً، ولازال الأمل في استكمال المنافسة بدوري أبطال القارة السمراء موجوداً، خاصة أن نصف نهائي البطولة سوف يقام في مايو المقبل، وحينها قد تكون الصورة أكثر وضوحاً. ليفربول، ولاتسيو، والإنتر، ولايبزيج، ودورتموند، والزمالك وغيرها من الأندية لم تكن وحدها التي تضررت من توقف النشاط الكروي حول العالم، بل إن كل فريق اقترب من حلم التتويج بلقب محلي أو قاري قبل أزمة كورونا، سوف تظل جماهيره تحمل في عقلها وقلبها ذكريات سيئة عن هذا الفيروس، ربما بصورة مضاعفة أكثر من غيرهم. على مستوى اللاعبين هناك 3 حالات تجسد الشعور بالحزن، لأنهم توهجوا بصورة لافتة قبل دخول العالم في دائرة الهوس والخوف من كورونا، صحيح أن هناك عشرات النجوم الذين تنظبق عليهم نفس الحالة، إلا أن عموري وهالاند وفرنانديز أهم هذه الحالات، فالأول أبدع أمام العين، وسجل وصنع في مواجهة فريقه السابق، وتوقع الجميع أنها انطلاقة جديدة لعموري، إلا أن توقف الدوري جعله لا يستكمل مشوار العودة مؤقتاً. أما هالاند فهو اللاعب الشاب الأكثر جذباً للأنظار في الموسم الجاري على المستوى العالمي، حيث لا يتجاوز 19 عاماً، وانتقل من سالزبورج النمساوي لصفوف دورتموند الشتاء الحالي، ونجح في تسجيل 40 هدفاً في 33 مباراة على مدار الموسم في البطولات كافة، الأمر الذي جعله مطلوباً لأندية أوروبا العملاقة وعلى رأسها ريال مدريد، وفي مانشستر يونايتد كانت هناك حالة جديدة فرضها البرتغالي برونو فرنانديز القادم في الشتاء، والذي قاد ثورة التألق والتغيير في صفوف الشياطين الحمر، بل إنه حصل على جائزة أفضل لاعب في «البريميرليج» فبراير الماضي، على الرغم من أنه ما زال في بدايات مسيرته مع الفريق الإنجليزي.