اختتمت بالأمس القريب أعمال قمة خليجية أميركية بحضور قادة وملوك ورؤساء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والرئيس الأميركي باراك أوباما، في قصر الدرعية بالرياض. وقد سبق أن التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما قبيل القمة بيوم واحد، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لمحاولة ترطيب أجواء العلاقات بين الحليفين التقليديين، التي مرت في الأيام الأخيرة، بفترة من الفتور والترقب، وذلك عقب تصريح للرئيس أوباما في مقابلة مع مجلة «ذي اتلانتيك» في منتصف آذار/‏ مارس المنصرم: «إن المنافسة بين السعودية وإيران والتي ساهمت في الحرب بالوكالة وفي الفوضى في سورية والعراق واليمن، تدفعنا إلى أن نطلب من حلفائنا ومن الإيرانيين أن يجدوا سبيلاً فعالاً لإقامة علاقات حسن جوار ونوع من السلام الفاتر». مما أثار غضب السعودية حينها، إضافة إلى التباين والتذبذب في الموقف الأميركي في فترة ولاية أوباما الثانية، منها الامتناع في اللحظة الأخيرة في صيف عام 2013 عن توجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس بشار الأسد الذي تعتبر دول مجلس التعاون الخليجي من المعارضين له، والاتفاق الذي توصلت إليه الدول الكبرى مع إيران، الخصم الإقليمي اللدود لدول مجلس التعاون، حول ملف طهران النووي، في صيف عام 2015. وفي خضم زيارة الرئيس الأميركي أوباما إلى الرياض، صرح الأمير تركي الفيصل، الذي سبق وشغل منصب سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن، في مقابلة مع شبكة «سي أن أن»، أن الأيام الخوالي بين المملكة والولايات المتحدة انتهت إلى غير رجعة، وأنه يجب أن يعاد تقييم العلاقة بين البلدين». وأستطرد قائلاً: «برأيي الشخصي، أميركا تغيرت بمقدار ما تغيرنا نحن هنا. وهناك جانب إيجابي في تصرفات الرئيس أوباما وتصريحاته هو أنها أيقظت الجميع على أن هناك تغييراً في أميركا، وأن علينا أن نتعامل مع هذا التغيير». وتابع: «إلى أي مدى يمكننا أن نذهب في اعتمادنا على أميركا؟ وكم يمكننا أن نعتمد على ثبات توجهات القيادة الأميركية؟ وما الذي يمكن أن يجعل مصالحنا المشتركة تلتقي معاً؟ هذه أمور علينا أن نعيد تقييمها». من هذا المنطلق أجمع القادة الخليجيون على الخروج بنتائج إيجابية تخدم المنطقة بشكل خاص، والعالم كله بشكل عام، وتحد من التصرفات الإيرانية غير المدروسة، حيث أكدت القمة على وجوب عدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وشددت على أهمية زيادة التعاون الخليجي الأميركي في وجه هذه التدخلات، فيما عرضت الولايات المتحدة إجراءات إضافية وتبادل المعلومات لدرء خطر الصواريخ الإيرانية، وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن تعمل الولايات المتحدة على منع تسليح إيران للمتمردين الحوثيين، وأكد أن بلاده تواصل العمل مع دول الخليج على مكافحة الإرهاب، وإحلال السلم في المنطقة العربية، مع ضمان انتقال سياسي في سوريا لا يشمل الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أنها تقدر المواقف الخليجية بسبب الاتفاق النووي الإيراني، وتؤكد التزامها بأمن دول الخليج. نصّار وديع نصّار