هو شيخ المعلقين الرياضيين السعوديين، وأحد الأصوات التي كانت تطل علينا مع كل دورة، لنشعر أن الحدث قد بدأ، صوته لم يكن يقل في تأثيره عن الأهداف التي يسجلها المهاجمون، وهدير الجماهير في المدرجات، كان باختصار حالة خاصة اختزلت الكثير من جمال وروعة البطولة·· هو محمد عبدالرحمن رمضان، أحد الأسماء التي سطرت تاريخا لنفسها، وكتب بصوته صفحات من كأس الخليج، واليوم يغيب صوته، لتفقد البطولة ركنا إعلاميا هاما، لكنه لازال معها، يتابعها، يتحامل على آلامه، وكلما استعاد الذكريات وقلب في أرشيف الحياة، وجدها الصفحة الرئيسية، وترنيمة العشق الخليجي الكبرى· ومحمد رمضان الذي عاد منذ فترة من رحلة علاج بألمانيا استمرت أكثر من شهرين، أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهي رحلة استعاد فيها رمز التعليق الخليجي بعضا من حيويته، وبينما هو يقلب في دفتر الذكريات تتداعى الأحداث في مخيلته، لكنه يبرزها من حيث رحلة العلاج الأخيرة، شاكرا لخادم الحرمين موقفه الإنساني بعلاجه في ألمانيا على نفقة المملكة، ومؤكدا أن هذه المبادرة في حد ذاتها كان لها مفعول السحر في نفسه، وانعكاساتها على صحته، حتى قبل أن يسافر إلى ألمانيا· كما أعرب محمد رمضان عن شكره لـ (الاتحاد ) التي تبنت مبادرة إنسانية، لها دلالاتها، ومعناها الإنساني، مشيرا إلى أن روعة المبادرة تكمن في الوفاء لرموز الخليج من لاعبين ونقاد ومعلقين، وأن هذا المعنى في حد ذاته هو الأبقى وهو البطولة الحقيقية في النسخة الحالية خليجي 19 · وعن تاريخه ومشواره مع الدورة، قال: لدي تاريخ حافل مع دورات الخليج حيث علقت على 99% من البطولات ولم أتوقف إلا في السنوات الأخيرة بسبب المرض، وكم كنت أتمنى في النسخة الحالية أن أعود من جديد للتعليق على هذه التظاهرة الخليجية المميزة والتي تعتبر الحدث الأبرز كروياً في المنطقة الخليجية· وقال: لقد اتصل بي المعلق الزميل علي حميد وعرض علي التواجد بالإمارات وتحديدا في قناة دبي الرياضية، حيث كان يؤمل أن تغطي خليجي 19 وذلك لسرد العديد من الذكريات عن دورات الخليج بحكم أنني من أقدم المعلقين وحقيقة علي حميد أبكاني في اتصاله بي لأن هناك من تذكرني في الوقت الذي كنت أظن أنني أصبحت في طي النسيان، وكنت قد رتبت أموري للسفر إلى الإمارات، لكن التطورات التي رافقت البطولة إعلاميا، وعدم بيعها للعديد من القنوات، ومنها قنوات الإمارات، أربك هذه الحسابات وحال دون عودتي إلى حلمي الخليجي· وردا على سؤال عن أبرز نجوم الخليج من وجهة نظره، قال: من أبرز النجوم الخليجيين ماجد عبدالله هداف المنتخب السعودي وجاسم يعقوب هداف المنتخب الكويتي وعدنان الطلياني وفهد خميس هدافا المنتخب الإماراتي وحمود سلطان حارس المنتخب البحريني والعديد من النجوم البارزين الذين قدموا الكثير لمنتخباتهم وللكرة الخليجية فضلاً عن التميز الكبير والإثارة التى كانت تغلف بطولات الخليج على مدار التاريخ· وعن رحلته العلاجية بألمانيا التي قضى فيها أكثر من شهرين، قال: في ألمانيا كان يرافقني طوال إقامتي هناك مترجم من إحدى البلاد العربية يجيد اللغة الألمانية إجادة كاملة ربما أكثر من العربية التي كان يتحدثها بركاكة، وقال لي إن له بألمانيا (50) عاما وهذا المترجم كان مكلفا من قبل السفارة السعودية في ألمانيا بمرافقتي وكنت أفهم منه الشيء الكثير· ويواصل محمد رمضان: في ألمانيا أجريت لي كل الفحوصات والتحاليل الممكنة التي سخرها العلم لخدمة البشرية في المجال الطبي واكتشفوا أن العامود الفقري لدي يوجد به تآكل وفطريات هي مصدر آلامي حيث إنني كنت ثقيل الوزن في يوم من الأيام وكنت قاب قوسين أو أدنى من 100 كيلو جرام ثم بفعل السكر تضاءل وزني ما بين الـ 60 و65 كيلو جراما، وحدث ترهل جعل لي بطنا تتقدمني وانحناء في العمود الفقري وبتأثير السكر بدأت أفقد الوزن وبدأت البطن تتراجع وبالتالي العامود الفقري تأثرت فقراته الأولى وحدث فيه تآكل وفطريات كانت مصدر الآلام التي كنت أعاني منها والتي كانت تقول مؤشراتها إنها سرطان ، والحمد لله رب العالمين أنه لم يكن كذلك وإنما هي تآكلات وفطريات تمت إزالتها من قبل الأخصائيين بألمانيا وأحمد الله سبحانه وتعالى أن منّ علي بالشفاء· أضاف: المدة التي قضيتها في ألمانيا للعلاج كانت ما بين فرانكفورت وميونيخ ووجدت هناك من يقول: إن (السيارة تحتاج إلى توضيب) وهو ما حدث فعلا حيث أجريت لي فحوصات شاملة على كل أجزاء جسمي، على عيوني وعلى قلبي وعلى سمعي·· أقروا بعض العلاجات التي أواظب عليها، للسكر وللقلب، خاصة وأنني تعرضت لعدة جلطات وليس لجلطة واحدة وكل جلطة لها حكاية· وعن حكاية هذه الجلطات، قال: الأولى حدثت لي في (ماليزيا) عندما كنت أعلق على مباراة المنتخب مع الصين حيث كان منتخبنا متقدم 2-0 وفي خلال 16 دقيقة أمطر الصينيون مرمانا بأربعة أهداف، لأصاب بجلطة على اثرها نقلت إلى أرض الوطن بطائرة خاصة بفضل الله ثم بفضل الأمير فهد بن سلطان رئيس البعثة وبتوجيهات من الأمير سلمان بن عبدالعزيز· ويمضي في سرد ذكرياته: الجلطة الثانية كانت عندما أمطر العراق مرمى منتخبنا في إحدى الدورات الخليجية بالإمارات التي كنا نشارك فيها بالمنتخب الرمزي كان يحرس مرمانا مبروك التركي رحمه الله، وتلقت شباكه سبعة أهداف، وفقدت الوعي وبعدها وجدت نفسي في المستشفى التخصصي وكانت بعدها جلطة ثالثة في بطولة أخرى، ولكن كما يقول المكيون (عمر الشقي بقي) وهذه الارهاصات سببت لي ازعاجات كثيرة عولجت بسببها على نفقة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله في أميركا وعولجت بسببها على نفقة الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله في أميركا أيضا وفي لندن، ومرات أخرى على نفقة سلطان بن فهد وأيضا على نفقة نواف بن فيصل بن فهد والحمد لله مازلت أعيش وأتمنى ألا أعيش إلى أرزل العمر وأن يجعل الله نهايتي على قول (لا إله إلا الله·· محمد رسول الله) وأن أموت في مكة المكرمة وأدفن في مقابر المعلاة، وأنا ولله الحمد زوجت 4 من بناتي الخمس، وابني الوحيد محمود أصبح رجلا وعمره 25 عاما ويستطيع أن يعتمد على نفسه وأسأل الله أن يتم ستره علي بحوله وقوته· وعن مشاعره عندما أظهرت الفحوصات سلامته من الورم الخبيث، قال: حمدت الله سبحانه وتعالى على أنه مازال لي بقية في العمر وحمدت الله على أنني لم أقعد تماما حتى لا أرهق زوجتي التي هي قريبة من سني ولا أرهق بناتي وابني وكل من حولي· أضاف: الحمد لله أنا حاليا اعتمد على نفسي في كل أموري وإن كنت لا أستطيع أن أقود السيارة، ليس لعجز بل لضعف نظري بفعل السكر، كما أنني أخشى أن أرتكب حماقة عند قيادتي للسيارة وأتسبب في حادث بسبب هذا الضعف، لذلك أصبح خروجي نادرا من المنزل وإذا خرجت اعتمد على السائق الخاص· وحول نصائح الجهاز الطبي الذي أشرف على حالته، وهل وضع له انظمة معينة، قال محمد رمضان: شيء طبيعي أن تكون هناك نصائح باتباع انظمة غذائية معينة والابتعاد عن الاطعمة ذات الدهون تحديدا والمحافظة على الرياضة لاسيما المشي· وأخيرا وعن حياته وكيف يعيشها هذه الأيام، قال: الحمدلله أعيش بصورة طبيعية على الرغم من عدم وجود مصدر دخل ثابت وخاصة بعد أن احترق منزلى وفقدت جزءاً من مصدر دخلي وأصبحت الآن أعيش على الراتب التقاعدي والحمد لله على كل شيء