صبحي بحيري وعماد عبد الباري (رأس الخيمة) - تقوم وزارة الأشغال العامة خلال العام الجاري بإنشاء 8 سدود، ضمن مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لتنمية المناطق البعيدة، يمكنها حجز 200 مليون جالون من المياه، وتبلغ تكلفة السدود التي تقام في عدد من مناطق الإمارة 64 مليون درهم. كما تنشئ الوزارة خلال الفترة ذاتها 8 موانئ للصيادين في عدد من مناطق الإمارة. وقالت مريم المجر النعيمي مدير إدارة الاتصال الحكومي بوزارة الأشغال العامة، إن مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة بإنشاء 8 سدود في إمارة رأس الخيمة وسد في الشارقة وآخر في إمارة أم القيوين وتعبيد طرق محلية للوصول إلى تلك السدود التي تبلغ السعة الإجمالية لها 200 مليون جالون، ستعمل على الحفاظ على تلك المناطق وتجنب مخاطر وأضرار آية فيضانات محتملة نتيجة جريان الأودية، كما ستساهم في رفع منسوب المياه الجوفية. وقالت المجر إن القيمة الإجمالية لتلك السدود تبلغ حوالي 64 مليون درهم، وقد بدأ تنفيذها في شهر مايو من العام الماضي 2011، ومن المتوقع الانتهاء منها نهاية العام الجاري. وأضافت أن الأعمال الإنشائية للسدود تشمل نقل وتحويل الخدمات في المناطق المتأثرة وإنشاء طرق محلية للوصول إليها. إلى ذلك، شرعت وزارة الأشغال العامة في تنفيذ وتطوير 8 موانئ للصيد في رأس الخيمة ومناطق الجير وشعم وغليلة وخور خوير والرمس والمعيريض والجزيرة الحمراء، ومن المتوقع الانتهاء منها خلال الأشهر القليلة القادمة بتكلفة 53 مليون درهم تستوعب ألفي قارب صيد. وبدأت الشركة الوطنية المنفذة لأعمال تطوير موانئ الصيادين في الإمارة، تنفيذ الأعمال التطويرية الخاصة، والتي تشمل مرافئ منطقتي رأس الخيمة والجزيرة الحمراء بإمارة رأس الخيمة، وميناءي الخور وشعبية المرور بأم القيوين بتكلفة 21 مليون درهم. وقال المهندس جلاند ميرندا كبير المهندسين التنفيذيين في شركة «ماجستيك مارين انجنيرنج» المنفذة للمشروع لـ«الاتحاد»، إن ميناء رأس الخيمة البحري الذي تحدد أن يكون بجوار سوق السمك، سيكون بعرض ألف متر لاستيعاب 300 طراد، منوهاً بأنه يتوقع أن تنتهي أعمال تطوير الميناء خلال مايو المقبل. وأوضح أنه تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لتجهيز ميناء الجزيرة الحمراء لاستيعاب 120 قارب صيد خاصة بعرض 400 متر، كما سيتم قريباً بدء تجهيز ميناءي الخور وشعبية المرور في أم القيوين لاستيعاب 361 قارب صيد، والمتوقع الانتهاء منهما بالكامل خلال النصف الثاني من العام الجاري. وأشار إلى أن الأعمال تشمل إنشاء مراسي مارينا للقوارب البحرية، مع بناء أرصفة بحرية بها، تضم مواقف للقوارب والمعابر الخشبية الممتدة إلى داخل البحر ومضعِّفات الأمواج المصنوعة من مواد مستدامة مقاومة للتآكل وتتميز بفعاليتها وديمومتها وصداقتها للبيئة، بما يتناسب مع الاحتياجات المطلوبة لرسو المراكب، مع استخدام حبال مرنة ومراسٍ أرضية ليس لها سوى تأثيرات ضئيلة على قاع البحر. وأضاف ميرندا أن المشروع الذي ينفذ على مرحلتين يأتي في إطار مشروع التطوير الذي يتضمن 8 مرافئ للصيد بطول 64 كيلومتراً، بتكلفة تبلغ 53 مليون درهم. وانتهت الشركة من إنجاز مارينا 6 موانئ بحرية لاستيعاب 1219 قارباً وطراداً بحرياً، وشمل ذلك إنشاء 340 مرسى في خور المعيريض، و399 في الرمس، و50 مرسى في خور خوير، و130 مرسى في غليلة، و200 مرسى في الجير، و100 مرسى في شعم. وقد بلغت تكاليف هذه المرحلة 32 مليون درهم، حيث تمتد شواطئ رأس الخيمة من الجزيرة الحمراء حتى شعم بطول 65 كيلو متراً، وتخدم 1345 صياداً مواطناً يمارسون مهنة صيد السمك على متن 1375 قارباً. وتأتي مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة في إطار العديد من مشروعات البنية الأساسية للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز مستوى رفاهيتهم. وقال صيادون إن إنشاء موانئ جديدة للصيادين في كل مناطق رأس الخيمة والإمارات إجمالاً، يؤكد حرص القيادة على مصلحة العاملين في هذا القطاع الحيوي، ووضع احتياجاتهم في مقدمة أولوياتها. وقال محمد علي إن عدد العاملين بهذه المهنة التي تعد الأقدم في رأس الخيمة يقدر بأكثر من ألف صياد. وأضاف أن إنشاء الموانئ يعيد الاعتبار للمهنة التي واجهت خلال السنوات الماضية ظروفاً صعبة. وقال إن مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، تعبر عن مدى حب القائد لشعبه، فإلى جانب المساكن والطرق والجسور التي جرى تنفيذها في مختلف مناطق البلاد، جاءت مشاريع موانئ الصيادين لتكمل منظومة الخدمات التي يستفيد منها قطاع عريض من المواطنين. وأشار إلى أن مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، الخاصة بإنشاء هذه الموانئ المخصصة للصيادين، جاءت في وقتها، حيث كنا نعاني ترك معدات الصيد والقوارب مهملة، ما يعرضها للتلف أو السرقة. وقال الآن وضحت الصورة وسوف تكتمل أكثر مع توصيل التيار الكهربائي لهذه الموانئ التي تخدم كل الصيادين. وقال محمد الطنيجي: «لولا هذا المشروع الذي يستفيد منه كل العاملين بالمهنة، لترك غالبية الصيادين المهنة». وأضاف أن هذه المبادرة جاءت في وقتها، وسوف تخدم قطاعاً مهماً وحيوياً. وأضاف أن المهنة واجهت في الماضي العديد من التحديات وشهدت تراجعاً في العائدات واختفاء العديد من الأنواع الجيدة من بحر رأس الخيمة، إضافة إلى ارتفاع التكاليف ومعدات الصيد وغيرها من المصاعب، إلا أن ثمار هذه المبادرات الكريمة ستنعكس وبصورة طيبة ومباشرة على الصيادين المواطنين. وأشار حميد علي إلى أن إنشاء الموانئ الجديدة، واهتمام صاحب السمو رئيس الدولة بهذا الملف، كان لهما الأثر الطيب في نفوس كل العاملين بالمهنة. وقال الصياد حميد مصبح من منطقة المعيريض إن تطوير موانئ الصيد في رأس الخيمة سيؤدي إلى تجميل المناطق الساحلية، كما يساهم في تشجيع توطين مهنة الصيد. وأضاف أن الموانئ الجديدة ستكون ملتقى لأكثر من 1345 صياداً مواطناً يمارسون المهنة في مختلف مناطق الإمارة، منهم 400 صياد في منطقة المعيريض، موضحاً أن سبب عزوف عدد من صيادي رأس الخيمة في السابق عن مزاولة المهنة يعود إلى سوء حالة الموانئ القديمة وأثرها على تلف هياكل طراداتهم وأدوات الصيد لديهم، مع ارتفاع تكلفة أسعار الوقود ومعدات الصيد. من جهته، أوضح الصياد يوسف عبيد أن مشروع تطوير الموانئ سيعمل على تمكين الصيادين المواطنين من أداء دورهم بفاعلية، مطالباً أن يستمر هذا الدعم للعاملين في قطاع الصيد من خلال قيام الجهات المسؤولة في رأس الخيمة بتوطين مهنة الصيد بالكامل، مع قيام بلدية رأس الخيمة بمتابعة هذه المبادرات السامية لما فيه مصلحة الصياد المواطن والوطن. وأشاد علي سباع بمبادرات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله بتطوير الموانئ في رأس الخيمة، وقال إن موانئ الصيد كافة في الإمارة متهالكة، معتبراً أن الموانئ الجديدة ستعكس مدى النهضة والتطور الذي وصلت إليه مختلف مناحي الحياة في الدولة. ودعا وزارة البيئة والمياه إلى زيادة دعمها للصيادين المواطنين لتشجيعهم على مواصلة ممارسة المهنة، خاصة من خلال دعمها لمكائن القوارب والزيوت ومعدات الصيد الرئيسية التي تستنزف مبالغ طائلة تثقل كاهل الصياد الذي يتخذ الصيد مورداً للرزق.