افتتح في جرين آرت جاليري في دبي مساء أمس الأول معرض للفنان العراقي المعروف علي طالب، ضم ما يزيد على عشرين عملا فنيا بأحجام مختلفة، ومواد ومعالجات متعددة· واستخدم الفنان علي عادته طوال تجربته الأشكال المتعددة للتعبير عن واقعه الذي يعيشه في صور تبتعد عن هذا الواقع بقدر ما تبتعد عنه، حيث تعبر لوحاته عن رؤيته الفنية التي تركز على بحثه الدائم عن إجابات لتساؤلاته وحيرته، وتعد هذه المواصفات أهم ما ميزه منذ البداية، وإلى حد ما منحته مكانة متفردة ومختلفة عن بقية الفنانين التشكيليين من جيله والجيل العراقي المقارب الذي قدم تجربة متميزة مثل فائق حسن وإسماعيل فتاح وضياء العزاوي وغيرهم· ورغم أن كثيرا من أعماله لا تحمل عناوين، إلا أن تعبيريتها العالية تجعلها تقول أكثر مما لو جرى تأطيرها في عنوان محدد· أما أعماله التي تحمل عنوانا فهي تتجاوز العنوان وتنفتح على آفاق أخرى· وهو فنيا ينفتح على مواده التي تعطي الانطباع بالخشب والريليف والقماش· ومن حيث الألوان تميل ألوانه إلى الحارة الساطعة، لكنها لا تخلو من لمسة الحزن والألم التي ميزت أعماله طوال ما يزيد على أكثر من أربعين عاما· فتجربته تجمع التعبيرية القاسية والتجريد التعبيري في أعمال ذات موسيقى لونية طالعة من جرحه العراقي·